مؤتمر “مدى الكرمل” الثامن لـطلبة الدكتوراه.. ورشات قادتها نساء فلسطينيات نحو إنتاج معرفة جديدة

حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”: عَقَد مركز “مدى الكرمل” للدراسات التطبيقية في حيفا مؤتمره الثامن لطلبة الدكتوراه الفلسطينيّين في مدينة الناصرة، بحضور واسع من جمهور أكاديميّ وطلبة جامعيّين. عرين هوّاري، مديرة برنامج الدراسات النسويّة في “مدى الكرمل”، افتَتحت المؤتمرَ، بكلمات ترحيبيّة إذ قدّمتْ نبذة عن برنامج دعم طلبة الدراسات العليا ومركّباته، الذي يهدف بدَوْره إلى دعم الإنتاج المعرفيّ والبحثيّ والنقديّ لدى طلبة وطالبات الدكتوراه الفلسطينيّين، وإلى توفير حيّز داعم ومساحات لمناقشة أبحاثهم وعرضها باللغة العربيّة. وتضمّن المؤتمر كلمة افتتاحيّة ألقتها سونيا بولس، المحاضِرة في قسم العلاقات الدوليّة والقانون في جامعة أنطونيو دي نبريخا– مدريد، وعضوة لجنة الأبحاث في مدى الكرمل، وكانت بعنوان “ما بين الشغف والالتزام والـﭘرﭼـماتيّة: عن تحدّيات الحياة الأكاديميّة”، وسلّطت خلالها الضوء على المعايير والتصنيفات الأكاديميّة التي جعلت مهمة البحث والتدريس عبئًا على الأكاديميّ بدلًا من أن تَكون تعبيرًا عن الشغف والرغبة في الإنتاج المعرفيّ. واختتمت المحاضِرة مداخلتَها بمشاركة الجمهور في طرق لمقاومة الهيمنة الأكاديميّة السائدة، من بينها عدم التعامل مع الإنتاج المعرفيّ كتقليعة (موضة) وعدم الانصياع أمام محاولات الإقصاء.

وفي الجلسة الأولى، التي كان عنوانها “تشكُّل الهُويّات ودَوْر التاريخ والذاكرة”، والتي أدارتها أريج صبّاغ – خوري، المحاضِرة في قسم علم الاجتماع وعلم الإنسان في الجامعة العبريّة في القدس، وعضوة الهيئة الإداريّة في مدى الكرمل، عَرضت ثلاث طالبات أبحاثهنّ. وقدّمت الطالبة عالية زعبي، المرشَّحة لنَيْل درجة الدكتوراه في القانون الدوليّ من جامعة إكستر– إنـﭼـلترا، مداخَلةً بعنوان: “فحص نموذج تمثيل قانونيّ نسويّ ومناهض للاستعمار بناءً على تجارب نساء فلسطينيّات”، سلّطت خلالها الضوء على التعقيدات التي تمّر فيها المرأة الفلسطينيّة بالحصول على العدل والتمثيل في محاكم الاحتلال في سياق الصدمة والاستعمار، مقدِّمةً في نهاية مداخلتها اقتراحًا لتطوير نموذج قضائيّ نسويّ ومُناهِض للاستعمار.

أمّا المداخَلة الثانية، التي كان عنوانها “خلق هُويّة كوزموﭘـوليتانيّة لدى الفلسطينييّن في إسرائيل في الميادين التربويّة”، فقد قدّمتها الطالبة هناء خليفة– يونس، المرشَّحة لنَيْل درجة الدكتوراه من قسم القيادة والسياسة التربويّة في جامعة حيفا، استهلّتها بمناقشة مصطلح “الكوزموﭘـوليتانيّة”، لتتطرّق بعد ذلك إلى الهُويّة القوميّة لدى الفلسطينيّين في كلّ من الميادين التربويّة الثلاثة: المدارس والحركات الشبابيّة والتعليم العالي، وإلى أهمّيّة الدراسة في ظلّ مواجهة العرب الفلسطينيّين في إسرائيل لمسألة الانتماء إلى إسرائيل، ولهُويّتهم الوطنيّة والمدنيّة.

المعرفة الإسرائيلية

ثمّ تلتها المداخلة الثالثة التي عرضتها الطالبة رولا شهوان، المرشَّحة لنَيْل درجة دكتوراه في الدراسات السينمائيّة والأرشيف من جامعة ﭼـوته– فرانكفورت في ألمانيا، بعنوان “الإنتاج المعرفيّ الإسرائيليّ المبنيّ على الأرشيف: إنتاج الأفلام الوثائقيّة نموذجًا”. تطرّقت شهوان، من خلال مداخلتها، إلى أهمّيّة الأرشيف ودَوْره في سرد الحقيقة من خلال توثيق روايتنا الفلسطينيّة والحفاظ على الذاكرة، في ظلّ محاولات عديدة يقوم بها الاحتلال لتغييب صوت الضحيّة الفلسطينيّة ولتناول الرواية الفلسطينيّة من منظور استعماريّ. في نهاية الجلسة، عقّبت أريج صبّاغ- خوري على كلّ من المداخَلات، وقامت بطرح أسئلة وملاحظات لكلّ من الباحثات، ثمّ فتحت المجال للجمهور لطرح الأسئلة. كذلك أشارت إلى أهمّيّة المواضيع البحثيّة سياسيًّا واجتماعيًّا، وتطرّقت إلى أهمّيّة اختيار مدى الكرمل في هذا المؤتمر للمواضيع وللمراحل المختلفة التي بلَغَتْها الباحثات، وذلك في سبيل بناء ومساعدة الباحثات في طرح المواضيع وتطويرها.

جاءت الجلسة الثانية بعنوان “آليّات التواصل والتعاطف وإمكانيّات النموّ في سياقات مدرسيّة وعلاجيّة”، أدارتها وعقّبت عليها حنين قرواني- خوري، المحاضِرة والباحثة في قسم اضطرابات التواصل في كلّيّة علوم الرفاه والصحّة في جامعة حيفا.

خلال هذه الجلسة، قُدِّمت ثلاث مداخَلات، كانت الأولى من بينها للطالبة نغم برانسة، المرشَّحة لنَيْل درجة الدكتوراه من قسم الاستشارة وتطوُّر الإنسان في جامعة حيفا، بعنوان: “إسهام التدخُّل القصير المدى لدى أهالي أطفال مشخَّصين مع توحُّد لتطوير عقليّة النموّ، ولخفض الضغط الوالديّ، ولتعزيز النموّ بعد الأزمات”. وقد ناقشت خلالها عواملَ لتطوير عقليّة النموّ إزاء الضغط لدى أهالي أطفال مشخَّصين مع اضطراب التوحُّد في المجتمع العربيّ. في نهاية المداخَلة، طَرحت برانسة ثلاثة نماذج وعوامل لخطّة علاجيّة قامت بتطويرها خلال البحث.

أمّا المداخَلة الثانية، التي جاءت تحت عنوان “التعاطف مع العضو الأقلّ امتيازًا في سياق مجموعة مهَيْمِنة”، فقد قدّمتها الطالبة نور قاسم، المرشَّحة لنَيْل درجة الدكتوراه من قسم علم النفس في الجامعة العبريّة في القدس، حيث سلّطت الضوء على التجربة العاطفيّة المشحونة التي يعيشها الطلبة الفلسطينيّون في الأكاديميّة الإسرائيليّة، بالإضافة إلى تجربة ثنائيّة اللغة، وعلى المشاعر السلبيّة الصادرة عن استعمال لغة المستعمِر (لغة المجموعة المهَيْمِنة) وهي اللغة الثانية لدى الفلسطينيّين في إسرائيل.

الخيال السياسي

المداخلة الثالثة والأخيرة في الجلسة كانت للمرشَّحة لنَيْل درجة الدكتوراه في قسم القيادة والسياسة التربويّة في جامعة حيفا، مها خليل- يحيى، وحملت العنوان “التربية للخيال السياسيّ في المدارس العربيّة في إسرائيل: إمكانيّات؛ تحدّيات؛ معيقات”، وفيها استعرضت خليل- يحيى مصطلح “الخيال السياسيّ” وأهمّيّته لفهم الواقع السياسيّ الذي يعيش فيه الإنسان، حيث أشارت إلى أنّ القدرة على التخيُّل تمنح الإنسان القدرة على تغيير الواقع. وكذلك عَرَضت إستراتيجيّاتٍ عمليّةً لتطوير هذا المصطلح لدى الطلبة في المدارس العربيّة في الداخل الفلسطينيّ. واختتم المؤتمرَ الـﭘـروفيسور أيمن إغباريّة، رئيس لجنة الأبحاث في مركز مدى الكرمل، وأحد مؤسِّسي “برنامج دعم طلبة الدراسات العليا”، بكلمات شكر وجّهها إلى طاقم المركز واللجنة الأكاديميّة للمؤتمر، مشيرًا إلى أهمّيّة الأبحاث والباحثين والباحثات الجدد من الجيل الصاعد، وأهمّيّة دعمهم في هذه المرحلة. وقد اختُتِم المؤتمر بفِقْرة خُصّصت لتوزيع المنح السنويّة التي يقدّمها مدى الكرمل للمشاركين في سمينار دعم مهارات البحث لطلبة الدراسات العليا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية