برلين- “القدس العربي”: ناقش قادة العالم خلال اليوم الأخير من مؤتمر ميونخ للأمن الأحد هيكل أمن أوروبا المستقبلي، في الوقت الذي يستعد فيه العالم لإحياء ذكرى مرور عام على انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا. ومن المقرر أن يقيم عمدة كييف فيتالي كليتشكو ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لارس كلينجبايل، تبعات الحرب التي شنها الكرملين منذ ما يقرب من عام.
وحول تصوراته لمستقبل الأمن الأوروبي، قال نائب رئيس المجموعة الفكرية “المجلس الألماني للعلاقات الخارجية” رولف نيكيل في مقابلة مع وكالة فرانس برس “تصورنا أن الأمن لا يتحقق إلا مع روسيا وليس ضدها، وكان هذا خطأ”. مع بدء الهجوم الروسي في 24 شباط/ فبراير 2022، سقطت كل هذه الحقائق.
بعد ثلاثة أيام، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أمام مجلس البرمان الألماني (البوندستاغ) بدء “حقبة جديدة” وخصص مبلغا استثنائيا بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش. وبعد تردد لسنوات في الالتزام بأهداف تمويل الناتو، وعدت برلين بتخصيص أكثر من 2 بالمئة سنويا من إجمالي ناتجها المحلي لقطاعها الدفاعي.
وتبدل أيضا النموذج الألماني في مجال الطاقة، وهو قطاع أساسي للاقتصاد. فقبل الحرب، كان المصنعون يستمدون من روسيا 55 بالمائة من احتياجاتهم من الغاز و35 بالمائة من النفط. خاصة وأن تقرير المؤتمر السنوي قد حذر من تزايد الانقسام بين “الأنظمة العالمية المتنافسة”.
كما أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأحد (19 فبراير/ شباط 2023) في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن أنه يتم العمل في الاتحاد الأوروبي حاليا على إدخال إجراء جديد لشراء الذخيرة في ظل الحاجة الكبيرة لها في أوكرانيا.
وعقد مؤتمر ميونخ للأمن التاسع والخمسون (MSC) في الفترة من الجمعة 17 فبراير لغاية الأحد 19 فبراير 2023 في فندق بايرشه هوف في ميونيخ. لمدة ثلاثة أيام.
وشارك في المؤتمر أكثر من 450 من صناع القرار رفيعي المستوى وقادة الرأي البارزين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك رؤساء الدول والوزراء وقادة المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، وكذلك القادة من قطاع الأعمال والإعلام والبحوث والمجتمع المدني.
ومثلت حرب العدوان الروسية في أوكرانيا، التي بدأت بعد أيام قليلة من مؤتمر ميونيخ للأمن في عام 2022 ، “نقطة تحول”. لم تتسبب الحرب العدوانية في معاناة هائلة في أوكرانيا فحسب، بل أدت أيضًا إلى تفاقم الأزمات في أجزاء أخرى من العالم.
وتقرر في المؤتمر أن هناك حاجة إلى نظام دولي ليبرالي معاد تصوره قائم على القواعد لتعزيز المرونة الديمقراطية في عصر المنافسة النظامية الشرسة مع الأنظمة الاستبدادية. ولكن لجعل هذه الرؤية أكثر جاذبية بين المجتمع الدولي الأوسع ومساعدتها على الفوز في المنافسة على النظام الدولي المستقبلي، يجب على الديمقراطيات أيضًا أن تأخذ في الاعتبار النقد والمخاوف المشروعة بين المجتمع الدولي الأوسع.
في ذات السياق أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت عن اعتقاده بأن بلاده مهددة بمواجهة انتفاضة فلسطينية جديدة بسبب السياسة الحالية للحكومة الإسرائيلية.
وخلال كلمة له أمام مؤتمر ميونخ للأمن، قال أولمرت الأحد إنه في حال استمرت المواجهات في البلاد على النحو الحالي فإن هناك خطرا جسيما “لاندلاع نوع آخر من الانتفاضة سيسبب المزيد من الألم والدماء”.
وفي كلمته التي استغرقت قرابة 30 دقيقة، وجه أولمرت اتهامات خطيرة إلى الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمتواجدة على رأس السلطة في إسرائيل منذ نهاية 2022.
وطالب أولمرت الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ”التحرك بشكل نشط” في الصراع وبأن يبذل الجهود من أجل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وبالتالي أيضا من أجل “مستقبل إسرائيل الذي يهمه كثيرا”، ورأى أولمرت أن هذه المسألة حاسمة بالنسبة للاستقرار في الشرق الأوسط وتصب في مصلحة الولايات المتحدة وأوروبا.
وكانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى وقعت في الفترة بين 1987 حتى 1993، فيما وقعت الثانية في الفترة بين 2000 حتى 2004.
وكان أولمرت تولى رئاسة الحكومة في إسرائيل في الفترة بين نيسان/ أبريل 2006 حتى آذار/ مارس 2009.
وقال أولمرت: “أتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها لم تفعل شيئا مهما من أجل إعطاء دفعة لإجراء حوار سياسي بيننا وبين الفلسطينيين”.
وأضاف أولمرت أنه يرى أن حكومة إسرائيل لم تكن مستعدة لهذا في الأعوام الـ12 الماضية كما أنها ليست مستعدة لهذا الآن أيضا. الحكومة الإسرائيلية تبذل كل ما في وسعها تحت تأثير أعضاء الحكومة اليمينيين المتطرفين من أجل تحريض الرأي العام في دولة إسرائيل ليتحول إلى نوع من المواجهة مع الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بالقرارات المثيرة للجدل لحكومة إسرائيل بخصوص بناء مستوطنات في الضفة الغربية، قال أولمرت إن هذا الأمر يبرهن أن السلام غير مرغوب مشيرا إلى أن الموقف في إسرائيل خطير للغاية وأنه من المهم أن يعرف كل من الرأي العام العالمي وكذلك الفلسطينيون بأن إسرائيل بها آراء أخرى أيضا.
هه مؤتمر المناخ صار مؤتمر لحرب أوكرانيا، فعلا والله فشر البلية ما يضحك حقا وصدقا ????