تونس – «القدس العربي»: أطلق عدد من مؤسسي حزب نداء تونس مبادرة جديدة لترميم الحزب دعوا فيها الرئيس التونسي (مؤسس الحزب) إلى عزل نجله واختيار رئيس جديد للحزب، كما طالبوا بإيجاد طريقة جديدة لتسيير الحزب والإسراع بعقد مؤتمره المُقبل تمهيداً للمشاركة في الانتخابات نهاية العام الحالي.
وأصدر المكتب التنفيذي لحزب نداء تونس بياناً دعا فيه الرئيس الباجي قائد السبسي (بصفته مؤسس الحزب) إلى اختيار رئيس جديد للحزب، كما طالب بتشكيل لجنة (مؤلفة من الهيئتين التأسيسية والسياسية والمكتب التنفيذي) تُكلّف باتخاذ المواقف السياسية للحزب إلى حين انعقاد مؤتمره المقبل.
وعبّر المكتب عن مساندته للجنة الوطنية المكلّفة بإعداد مؤتمر الحركة، وطالب بأن يكون لها «الاختصاص الحصري والشفاف في كل المسائل التنظيمية من توزيع الانخراطات لكلّ منتسبي الحركة الراغبين في لمّ الشّمل وتنظيم الاجتماعات والانتخابات وسلامة الترشحات وتجميع اقتراحات اللوائح والإعداد المادي للمؤتمر وضمان حرية النقاش وشفافية تصويت المؤتمرين ومراقبته وصولاً إلى صدقية الإعلان عن التصويت مع تولّيها (لجنة إعداد المؤتمر) تعيين وفد يتمتّع بمصداقية عالية للاتصال بعديد الشخصيّات والكفاءات الوطنية المعتدلة والمستنيرة تطبيقاً لخارطة طريق المؤتمر وتعزيزاً للمسار».
كما طالب المكتب بـ«اعتماد ميثاق شرف يؤسّس لنكران الذات والتضامن ونظافة اليد ويحدّد أخلاقيّات وسلوك الانتساب للحركة والترشّح للمسؤولية ضمن هياكلها أو باسمها، يلتزم به ويمضيه، ويؤدّي اليمين على احترامه كل أعضائها من أجل سلامة الشأن العام» وبـ«العمل على مصادقة المؤتمر على برنامج للخماسيّة القادمة يؤمّن الإصلاحات والتوازنات ويعبئ الاستثمار ويخفّض الأسعار ويجدّد المرافق العمومية كالتعليم والصحّة والنقل ويحدث مواطن شغل ويوفّر موارد رزق داخل جهاتنا ويسمح بالقضاء على الحيف الاجتماعي والتهميش والفقر ويؤسّس لعقد اجتماعي مغاير ويرسّخ السلم الاجتماعية».
ودوّن عبد الستار المسعود، أحد مؤسسي الحزب وعضو المكتب التفيذي، على صفحته في موقع فيسبوك: «انطلق مسار لم شمل النداء التاريخي أمام تشرذم الوضع السياسي واستفراد النهضة بدواليب السلطة وتغلغلها في مفاصل الدولة وبتواطؤ من (نداء حافظ قائد السبسي) تحت لافته التوافق المغشوش، وأمام انهيار حركة النداء، وتفرد مجموعة انتهازية فاشلة أنتجت مشهداً سياسياً حربائياً وكاريكاتيرياً ديدنها الوحيد المحافظة على مواقعها والسعي للترشح لمجلس النواب على رأس قوائم، علهم يظفرون بمقاعد، وإن كان بأكبر البقايا، لغاية معلومة ألا وهي المحافظة على الحصانة البرلمانية للتوقي من التتبعات الجزائية التي طالتهم في الأشهر الأخيرة».
وأضاف: «لذلك، اجتمع اليوم ثلة من مؤسسي نداء تونس في نسخته الأصلية للتشاور والتباحث في السبل الكفيلة لإعادة لمّ الشمل، وتقرر على إثر الاجتماع المطالبة بتغيير القيادة الحالية وتعويضها بتركيبة مشتركة متوازنة بين ثلث من الهيئة التأسيسية وثلة من المكتب التنفيذي وثلة من الهيئة السياسية، ورئيس يُقترح من الرئيس المؤسس لنداء تونس».
وقال النائب منذر بالحاج علي (أحد الموقعين على البيان)، إن «أوضاع نداء تونس لن تستقيم إلا بتسيير ديمقراطي لحزب وطني شعبي»، منتقداً «تلكؤ القيادة الحالية في دعم لجنة تنظيم المؤتمر»، مشيراً إلى أن اجتماع أعضاء المكتب التنفيذي «دعا إلى لمّ شمل الندائيين وتجديد الحزب وتشكيل وفد للاتصال والمحادثة مع عدد من الشخصيات الوطنية، إضافة إلى الاتفاق على ميثاق شرف للحد من التوتر وإلغاء كل قرارات التجميد والطرد ضد كل من وقع استبعاده من الحزب وتكوين هيئة سياسية تسمح باتخاذ المواقف السياسية».
وأثار بيان المكتب التنفيذي لـ«نداء تونس» جدلاً داخل الحزب، حيث اعتبر القيادي في الحزب، عبد الرؤوف الخماسي، أن البيان لا يلزم الحزب، مشيراً إلى أنه صادر عن مجموعة غادرت الحزب سابقاً، وأضاف: « 27 شخصاً فقط حضروا إجتماع المكتب التنفيذي، و6 منهم ليسوا من المكتب التنفيذي. كما أن الأطراف الحاضرة في الاجتماع لم تنسق مع الهيئة السياسية للحزب وليس لها أي تكليف (…) وهي عبارة عن مجموعة أرادت العودة إلى نداء تونس ولم تنسق مع الحزب ولا مع الهيئة السياسية».
فيما أكد عضو اللجنة الوطنية للإعداد لمؤتمر حزب نداء تونس، صالح الحاج عمر، أن «ما يتم ترويجه حول توجيه مراسلة لقيادات الحزب ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، حول التخوف وبعض الخلافات داخل الحزب، لا أساس له من الصحة (…)، تم توجيه مراسلة لقيادات الحزب لعقد اجتماع عادي لوضع برنامج المؤتمر. وسيتم المحافظة على تاريخ المؤتمر ونجتمع بصفة دورية للإعداد للمؤتمر، وليس لدينا وقت للرد على الأقاويل «.
ويعاني حزب «نداء تونس» في السنوات الأخيرة خلافات كبيرة أدت إلى انقسامه إلى عدة أحزاب، آخرها حزب رئيس الحكومة، يوسف الشاهد (تحيا تونس)، الذي جاء بعد قرار الهيئة السياسية للحزب «تجميد عضوية» الشاهد في الحزب، عقب الخلاف مع رئيس الهيئة ونجل الرئيس، حافظ قائد السبسي.