مؤشر التمثيل 2020: الإعلام العبري ما زال يقصي العرب عن الشاشة لاعتبارات عنصرية

حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”: تصدر العام الماضي 2020 وباء الكورونا النشرات الإخبارية والإعلامية الإسرائيلية وتم تخصيص 35% من وقت البثّ لهذه القضية، ورغم أنّ نسبة كبيرة من العاملين والخبراء في القطاع الصّحي هم من العرب إلّا أنّ معظم الإعلاميين في برامج شؤون الساعة، لم يبذلوا أي مجهود لإحضار خُبراء عرب إلى الاستوديو.

وحسب “مؤشر التمثيل 2020” الذي أعدته جمعية حقوقية كانت نسبة الخبراء العرب الذين أجريت معهم مقابلات في مجالاتهم مُتقاربة لتلك التي كانت في عام 2019. هذا ما بيّنته نتائج تلخيصية لمشروع مؤشر التمثيل لعام 2020 الذي تقوم عليه جمعية “سيكوي” بالتعاون مع موقع عين السابعة (الراصد الإعلامي) للسنة الخامسة على التوالي.

كما وتبيّن معطيات مؤشر التمثيل 2020، أن 10% فقط من المتحدثين العرب في الإعلام العبري خلال 2020 كانوا من المختصين والخبيرات في مجال الصحة علمًا أن ربع المقابلات مع العرب خلال 2020 كانت حول وباء الكورونا، لكن الغالبية العظمى من المتحدثين لم يكونوا أطباء أو ممرضات أو صيادلة أو غيرهم من العاملين في القطاع الصّحي إذ أن أغلبهم كانوا مواطنين وأعضاء كنيست ورؤساء سلطات محلية.

وتشير معطيات مؤشر التمثيل 2020 إلى أنّ نسبة النساء العربيات اللواتي تمّت مقابلتهن انخفضت بشكل حاد- من 22% عام 2019 إلى 17% فقط من مجمل المتحدثين العرب الذين تمّت مُقابلتهم عام 2020. و0.7% فقط من النّساء العربيات أجريت معهن مقابلات حول مواضيع الساعة، ومن بين الخبراء العرب العشرة الأكثر تواجدًا في الإعلام، هناك خبيرة واحدة فقط وهي دكتورة ختام حسين من مستشفى حيفا.

على خلاف ذلك، أظهر البرنامج الإذاعي العبري “نظام اليوم” الأكثر استماعًا في البلاد أنّ 45% من مجمل المُشاركين في المُقابلات الإذاعية من العرب عام 2020 كانوا من الخُبراء. كذلك هنالك ارتفاع ملحوظ في عدد المتحدثين العرب في أحد البرامج التلفزيونيّة الأكثر مشاهدة إذ ازدادت نسبة المتحدثين العرب في نشرة السبت التي تقدّمها القناة 12 من 5.3% في العام الماضي (2019) إلى 8.7%. في المقابل، جميع البرامج تقريبًا الموجودة في أسفل الجدول تابعة للقناة العبرية 13، بالإضافة لكون برنامجها الرئيسي “الجمعة” هو الأكثر تأخرًا من حيث التمثيل العربي.

أما نسبة التمثيل المرتفعة لـ”نشرة السبت” فليست وليدة الصدفة- إنّها نتاج وعي متزايد وجهود حثيثة بذلت خلف الكواليس، كما تقول كاملة طيون مركزة مشروع تمثيل المواطنين العرب في الإعلام العبري. وتضيف “لقد صرّحت مؤخّرًا كيلي بن يائير، محرّرة “نشرة السبت”، أنهم يبذلون جهودًا جديّة في سبيل استضافة المزيد من المتحدثين العرب، وها هي المعطيّات تؤكّد ذلك.

وفي هذا المؤشّر، تثبت الإعلاميات المهنيات للجميع أنّ الأمر قابل للتحقيق، إذا أردنا ذلك. مع العلم أنّ نسبة التمثيل الأعلى هذه لا تزال أقل بكثير من نسبة المواطنين العرب في البلاد (18%). وتتابع كاملة طيون: “مع احترامنا الشديد لكل الجهود والإنجازات، إلّا أنّ الطريق أمامنا لا تزال طويلة فوسائل الإعلام العبرية حتى الآن تقصي العرب من الشاشات لأسباب غير موضوعية ولا مناص من الإشارة للاعتبارات العنصرية. التّمثيل العادل للمواطنين العرب يضيف للبرنامج جمهورًا إضافيًّا، وهو جزء لا يتجزأ من الممارسة الصحفية المهنية وهو واجب وسائل الإعلام العبرية تجاه جميع المشاهدين والمستمعين.

ويعتبر مركز “إعلام” في هذا المضمار أن وسائل الإعلام العبرية والصحافة الإسرائيلية خاصة المتلفزة تقصي العرب عن شاشاتها كجزء من مساعي إسرائيل ومؤسساتها للحفاظ على صورة “يهودية الدولة” في وعي الإسرائيليين والعرب.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية