القاهرة – الأناضول: قبل 4 أعوام كان ميدان التحرير «وسط القاهرة» هو وجهة المتظاهرين في يوم 25 يناير/كانون الثاني 2011، وما تلاه من أيام، ولكن في الذكرى الرابعة للثورة، أغلقت قوات الأمن الميدان ومحيطة أمام المحتجين، فيما سمحت لبعض أنصار السلطات الحالية بالتظاهر في ميدان عبد المنعم رياض القريب منه أمس.
ويعد «ميدان التحرير» الوجهة الرئيسية لأي تظاهرات، وفيما سمحت السلطات الحالية قبل سبعة أشهر للمحتفلين بذكرى تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، التي أدت إلى عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي بدخوله، أغلقته أمس في وجه المحتفين بذكرى ثورة 25 يناير، من مؤيدي ومعارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واتخذت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة في منطقة وسط القاهرة، ولاسيما ميدان التحرير، الذي أغلقته قوات الجيش والشرطة أمام حركة المارة والسيارات، لمنع وصول أي مسيرات احتجاجية له في ذكرى الثورة.
وكان تحالف دعم الشرعية المؤيد لمرسي، قد أعلن أمس، إن «قصر الاتحادية «شرقي القاهرة» وميدان التحرير «وسطها» ومدينة الإنتاج الإعلامي «غرب العاصمة»، من الأهداف الاستراتيجية للحشد «التظاهري»، إن سمحت الخيارات الميدانية وقراراتها الثورية في ذلك».
ولم يغامر المحتجون من أنصار مرسي، بالتوجه إلى ميدان التحرير، مفضلين التظاهر في الأطراف، وتحديدا في مناطق المعادي وحلوان «جنوبي القاهرة»، ومدينة نصر «شرقيها»، والمهندسين «غربيها»، ومدينة السادس من أكتوبر «غرب العاصمة».
وردد المشاركون في المظاهرات هتافات مناهضة للسلطات الحالية، وأخرى تدعو لثورة جديدة، كما رفعوا شعارات رابعة العدوية وصوراً لمرسي وأخرى لذويهم المحبوسين، ولافتات منددة بغلاء الأسعار ورفع الدعم وانقطاع الكهرباء والمياه.
وغابت الحركات الشبابية الأخرى مثل 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين عن المشهد، وان كانت قد أعلنت من قبل عن خروجها في مسيرات احياء للذكرى، دون أن تكشف عن توقيتها وأماكنها.
وفي المقابل، نظم أنصار السلطات الحالية، مظاهرة في ميدان عبد المنعم رياض، القريب من ميدان التحرير «وسط القاهرة»، للاحتفال بذكرى الثورة؛ بالرغم من إعلان الدولة إلغاء أي احتفالات حداداً على وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية الراحل.
ولم تتمكن هذه التظاهرة من دخول ميدان التحرير الذي أغلقته قوات الشرطة مدعومة بعناصر من الجيش المصري، لكن سمح لها بالتواجد قربه في ميدان عبد المنعم رياض دون أن يتم التعرض لها.
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع الوفد الإعلامي الذي رافقه في زيارته لدولة الإمارات، في 19 من الشهر الجاري، أن الحكومة تعد احتفالا بثورة 25 يناير/كانون الثاني خلال أيام، غير أن رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، قرر الجمعة إلغاءها عقب الإعلان عن وفاة عاهل السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وقبل أربعة أعوام خرج المصريون إلى الميادين يوم 25 يناير، رافعين شعار «عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية»، وتصاعدت الأحداث حتى أدت في يوم 11 فبراير/شباط إلى تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتولي المجلس العسكري إدارة المرحلة الانتقالية في مصر، حتى تم انتخاب الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ليتولى السلطة منتصف 2012، الذي خرجت ضده مظاهرات احتجاجية في 30 يونيو/حزيران 2013، أفضت إلى عزله، ثم تولى إدارة شؤون البلاد الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي سلم السلطة إلى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية منتصف 2014.
وتتجدد في ذكرى 25 يناير/كانون الثاني مسيرات احتجاجية ينظمها أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي وقطاعات شبابية رافضة للرئيس الحالي، معتبرة حكمه تجسيدا لما يسمونه «حكم العسكر»، فيما يؤيده قطاع كبير من المصريين يرى في استمراره ضمانا للاستقرار.