ماجر كان على صواب!

 مشاركة الجزائر في نهائيات كأس أمم افريقيا الجارية وقائعها في مصر، أثبتت أن المدرب السابق للمنتخب الجزائري السيد رابح ماجر كان على صواب عندما صرح في أيامه الأخيرة على رأس «الخضر» منذ سنة، بأن استقالته ستدخل المنتخب الجزائري في أزمة لن يخرج منها أبدا، وهو الأمر الذي تأكد فعلا بعد مباريات الدور الأول، عندما وجد خليفته جمال بلماضي نفسه أمام أزمة من نوع خاص تتمثل في صعوبة اختيار التشكيلة الأساسية التي سيلعب بها مباريات الدور الثاني، بعد الوجه الرائع الذي ظهرت به التشكيلة الاحتياطية التي لعبت مواجهة تنزانيا وأبدعت مثل التشكيلة الأساسية بشهادة كل المتابعين الذين راحوا يرشحون «الخضر» للمنافسة على اللقب القاري، وهي معضلة أخرى لم يجد لها تفسيرا بعض أشباه المحللين في الجزائر من الذين لا يعجبهم العجب وتجدهم في مختلف المنابر يبحثون عن السلبيات بالمجهر!
المنتخب الجزائري دخل في أزمة توقعها ماجر قبل مغادرته «الخضر»، لكن اتضح أنها أزمة إيجابية جعلت نفس اللاعبين يبدعون تحت اشراف بلماضي ويفوزون بالنتيجة والأداء على كينيا والسنغال وتنزانيا، واتضح بأن اشراف ماجر على المنتخب كانت بمثابة الأزمة الحقيقية التي جعلتنا نخسر بالثلاثة وديا أمام منتخب جزر الرأس الأخضر في الجزائر، وقادت الجماهير الى هجرة مدرجات الملاعب التي احتضنت مباريات المنتخب، ودفعت ببعض اللاعبين إلى رفض الالتحاق بمنتخب ماجر الذي كان بدوره يكتفي بمطالبة اللاعبين بالفوز من أجله لإسكات الإعلاميين والجماهير بدون أن يوضح لهم الكيفية الفنية التي يفوزون بها في المباريات، وهو الذي أكده محرز من يومين في القاهرة عندما قال أن المنتخب لم يركز عمله على الجانب التكتيكي منذ رحيل الفرنسي غوركوف سنة 2016، وهي شهادة تكشف حجم التراجع الذي شهده المنتخب الجزائري منذ مونديال البرازيل.
لقد اتضح أن الأزمة التي كان يتوقعها ماجر كانت في ذهنه ونفسيته فقط بعدما لقي معارضة شديدة من طرف الجماهير والاعلاميين وحتى اللاعبين، بشكل لم يسبق له مثيل عبر التاريخ، إلى أن تدخلت السلطة غير الدستورية التي عينته وطالبته بالرحيل بسبب تزايد حدة التذمر وتراجع نتائج وأداء المنتخب. اتضح مع الوقت بأن الأزمة التي توقعها ماجر كانت إيجابية بامتياز على المنتخب أدت في مجملها إلى عودة الروح لنفس التشكيلة التي كان يشرف عليها، وعودة البسمة والفرحة لنفوس الجزائريين بعد الفرجة والمتعة والسعادة التي منحها اللاعبون تحت اشراف بلماضي، الذي كان بدوره آخر خيارات المكتب الفيدرالي لولا الضغوطات الاعلامية والجماهيرية التي فرضت التعاقد مع من يصنع الحدث اليوم في مصر، ويكشف عيوب من سبقوه من المدربين الذين أشرفوا على المنتخب الجزائر بعد الفرنسي غوركوف، ويكشف أننا ضيعنا الوقت والمال قبل التعاقد مع المنقذ جمال الذي لقي قبولا غير مسبوق لدى اللاعبين.
الأزمة التي دخلها المنتخب الجزائري نلمسها في كرسي الاحتياط الذي صار يتجاوب ويفرح بتسجيل الأهداف والفوز في المباريات أكثر من مسجلي الأهداف، نلمسها فوق أرضية الميدان من خلال الروح العالية التي صار يتحلى بها نفس اللاعبين الذين كان يشرف عليهم ماجر، ونلمسها في الأداء الفني والبدني الفردي والجماعي لكل الذين تطأ أقدامهم أرضية الميدان، الأزمة نلمسها أكثر في هوية اللعب التي منحها بلماضي للمنتخب وجعلته يلقى اعجاب كل المتابعين بمن في ذلك ماجر ذاته في تحليلاته مع احدى القنوات العربية التي لم يتخلص فيها من غروره وتعاليه، خاصة عندما اعتبر جمال بلماضي تلميذا له، ونسب لنفسه اكتشاف إسماعيل بن ناصر الذي التحق بالمنتخب سنة 2016، قبل اشرافه على «الخضر»، وربما سيقول لنا أن نتائج المنتخب في مصر هي ثمرة العمل الذي قام به لأكثر من سنة تراجع فيه المنتخب في الترتيب العالمي وفقد فيه اللاعبون نكهة اللعب للمنتخب، الذي صار يلعب مبارياته أمام مئات المناصرين الذين يتنقلون للتعبير عن تذمرهم واعتراضهم على اشراف ماجر على المنتخب.
ما يفعله بلماضي اليوم لا يعني طبعا أن الرجل هو الأحسن على الاطلاق، وأن المنتخب الجزائري تعافى كليا، وسيفوز معه بكأس أمم افريقيا، لكن على الأقل بعث في نفوس اللاعبين روحا افتقدناها منذ مدة ومنح لنا هوية لعب واضحة وأعاد الثقة إلى نفوس اللاعبين والجماهير الجزائرية التي لن تتردد في تقديم شكرها وعرفانها لماجر بعدما استعادت بهجتها وبسمتها وأملها في مستوى أفضل ونتائج أحسن في هذه البطولة وفي تصفيات كأس العالم 2022، في ظل أزمة من نوع آخر تكمن في كيفية كبح جماح الطموح الكبير والتفاؤل المفرط للجماهير الجزائرية التي ستزيد من حجم الضغوطات على اللاعبين.

إعلامي جزائري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Kakahama:

    اتضح ان الازمة الحقيقية كانت أزمة مدرب

  2. يقول Noureddine:

    1, 2, 3 Viva l’ ‘ Algérie

  3. يقول عبد المجيد - المغرب:

    لا تحزن، فعندنا، في المغرب أيضا ( ماجر) بكل الغرور والتسلط. أقيل من تدريب المنتخب المغربي بعد 2004 وتحت إلحاح الجمهور المتحمس والمتعاطف بكل سذاجة مع المدرب المحلي، أعيد تعيينه مدربا للمنتخب وكعادته دخل في صراع مع الصحافة ومع بعض أطر المنتخب ومع بعض اللاعبين وبعد أن أقيل بسبب النتائج الكارثية التي كادت تؤدي إلى إقصاء المنتخب من كأس إفريقيا 2017 وكأس العالم 2018 قال: لا أعرف لماذا أقالوني. وقبل أيام،كان يريد أن يركب موجة تعاطف بعض السذج مع لاعب غادر معسكر المنتخب قبل بدء الكان بالقول إن اللاعب إياه هو المهاجم الضروري للمنتخب. وبعد أن رأى نتائج الفريق الوطني في الكان، انقلب على موقفه السابق وراح يمدح المنتخب ونتائجه وكأنه فقد ذاكرته. ولله في خلقه شؤون.

  4. يقول علي الجزائري:

    ليس بلماضي بأحسن من ماجر.. العصابة التي استدعت رابح لإنقاذها هي التي فرضت جمال لاستدراك زلاتها وستنقلب عليه في أول منعرج .. الأيام بيننا .. ( المرض في كل المنظومة يا قوم)..

  5. يقول زكريا عبداللطيف:

    الحقيقة اننا فى عالمنا العربى اننا ننظر إلى النجم على أنه يستطيع أن يكون نجما فى كل المجالات وكذلك ينظر بعض النجوم إلى أنفسهم ،ليس بالضرورة أن يكون نجم الملاعب نجما فى التدريب أو الإدارة او حتى التحليل التليفزيوني فكثير من النجوم العظام لم نعد نسمع لهم او عنهم شيئا
    تحية لجمال يا لماضى المدرب المحترم والفريق الذى يقدم كرة ممتعة ونراكم في النهائى إن شاء الله

  6. يقول ابو اسامة:

    ماجر كان غير مقبولا قبل مجيئه وهذا لم نجد له تفسيرا سوى ان الاعلام الفرونكوفوني لايقبل الشخصيات الوطنية العروبية التي شرفت الجزائر في المحافل الدولية وتميل الى التشيات لكل ما له صلة بفرنسا

  7. يقول معيزي جلال:

    نحن كشعب لا ننتظر شيئ من مدرب يعمل لنفسه و لأسياده مثل بعض اشباه المدربين الذين يعملون لخدمة السعيد بوتفليقة
    بل نحب و نشجع و المدرب الذي يعمل من أجل الراية الوطنية ومن أجل الشعب الجزائري لإسعاده مثل جمال بلماضي وحتى لا ننسى وحيد حليلو زيتش الذي ضننت لفترة انه جزائري الأصل التاريخ يذكر الصالح و الطالح

  8. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    حقيقة وبغض النظر عن مستوى الفرق التي واجهها المنتخب الجزائري ( لم تكن بقية فرق المستوى الثاني بل وحتى الاول في بقية المجاميع بأفضل منها) فإن المنتخب الجزائري، كان الأفضل و الامتع لعباً و خططاً و احتياطاً
    ارشحه بقوة للفوز بالبطولة الا اذا كان لمفاجآت كرة القدم غير المنتهية و غير المحسوبة رأياً اخر
    .
    فريق يلعب كرة قدم بطريقة مختلفة عن بقية المنتخبات في هذه الدورة
    تجد سلاسة و اندفاع و مهارة واضحة.
    .
    كذلك انسجام بين اللاعبين فوق المستطيل فيما بينهم و بين مصطبة الاحتياط الكبيرة بدورها و لكنها غير متعالية او متململة
    يمسك بخيوط ذلك كله قائد اوركسترا واضح انه يعلم ما يفعل.
    .
    اختلف مع الاستاذ دراجي جداً في إثارة موضوع ماجر و استذكار الحالة السلبية السابقة للمنتخب في وسط المعمعة، لأن ذلك يؤثر كثيراً على الروح المعنوية و حتى لو لم يؤثر فلا اظنه ينفع
    .
    على محبي الخضر، ذكر الحالة الايجابية التي يمر بها المنتخب و التركيز عليها فحسب.
    .
    كل التمنيات لمنتخباتنا العربية المشاركة و التي استمرت احد الان بحظوظ كبيرة تجعل احداها هو من يفوز بها
    شخصياً أرى المنتخب الجزائري الاحق بالتتويج لحد الان على الاقل.

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      المنتخب المغربي يا اخي هو الأفضل..عادي .. لأنني مغربي طبعا … ?
      .
      ما دام المنتخب الجزائري ليس في مواجهة المنتخب المغرب فأنا اشجعه .. و عدا هذا فأتمنى له حظ سيئ طبعا بكل روح رياضية طبعا !!!

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      قبل ان يفهم هزلي الانجليزي غلط .. بصراحة المنتخب الجزائري هو الأفضل لحد الآن و له حضوض وفيرة للفوز بالكأس. حظ سعيد.
      .
      لكنني لن اشجعه أمام المغرب ..

    3. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      من حقك اخي ابن الوليد بالتأكيد
      وصلت فكرة المزاح ?
      .
      المنتخب المغربي، يأتي من حيث القوة بعد المنتخب الجزائري احد الان و فيه أسماء لامعة و موهوبة.
      .
      وفي حال أنه خطف البطولة، فلن يكون ذلك بالمستغرب أيضاً.

      بالنسبة لي اذا تواجه منتخبان عربيان فسأشجع كليهما و افرح لفوز الفائز و اتعاطف مع الخاسر
      كل من سيقدم كرة أجمل هو من سينال التشجيع
      .
      كل التوفيق

  9. يقول بلقاسم:

    الشعب الجزائري بمجمله يعرف جيدا كرة القدم فمنذ رحيل حليلوزيش طالب ببلماضي

  10. يقول محمد بوعامر:

    كتبت فكفيت ووفيت الاستاذ حفيظ شتان بين الفعل و القول وبين من يترك المكاسب والامتيازات لافراح شعب والعمل لرفع رايته خفاقة ويلملم شتات فريق متهالك انهكته الاحداث وعصفت به العواصف فكل التقدير والتبجيل للمدرب جمال بلماضي الذي اعاد هذا الوجه الجميل للفريق الوطني الجزائري والله اسال ان يوفق الجزائر ومخلصيها الى ما فيه رخاء العباد ونماء البلاد

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية