ماذا ابقيت لنا من كرامة يا نسيان؟

حجم الخط
0

ماذا ابقيت لنا من كرامة يا نسيان؟

ماذا ابقيت لنا من كرامة يا نسيان؟ بالامس القريب احتفلنا باحياء ذكري معركة الكرامة وعشنا لحظات من الفرح والنشوة في ذكري انتصار حققناه منذ ثلاثة عقود وما زلنا نحتفل به لقلة الانتصارات في سجل امتنا الخالدة. وفي نيسان اعددت العدة واجمعت اوراقي وحملت قلمي واستجمعت قواي وابديت استعداد كاملا للكتابة، لكن وبكل صدق وقفت امام موسوعة من الاحداث. فماذا اكتب وعن ماذا في ظل عالم مليء بالغرائب والعجائب والتناقضات فالكتابة انعكاس ذاتي لظاهرة موضوعية وعند النظر للواقع المعاش والبحث بين ثناياه عن شيء للكتابة نقف من جديد امام جبل من العذاب، وبحر من المداد وغابات ورق!!! وحينها لا يبقي لنا سوي حمل اقلامنا والكتابة لترجمة هذا الواقع المر بكلمات، والحديث عن نيسان شهر الجمال والربيع بعبارات لا تنتهي، والم لا يوصف وذكريات تحمل عبق التاريخ ومفردات معقدة للغة.بالامس كنت اتابع احدي الفضائيات العربية واقرأ علي شريطها الاخباري بعض الرسائل القصيرة التي يبعث بها المشاهدون للتعبير عن ارائهم ومواقفهم وما آلمني واستفزني ودفعني بشكل فعلي للكتابة هو احدي الرسائل والتي كانت تقول من قال ان هذا اليوم ذكري سقوط بغداد؟ ان هذه الذكري ذكري النصر العظيم للشعب العراقي !!! انا لست ببعثي واكثر من ذلك انني اصبحت اشك بكل القيم والمعتقدات وفي هذا المقام لست مدافعا عن نظام صدام حسين البائد او اي نظام عربي اغدق علينا عبر سنوات حكمة من نعم الظلم والقهر والاستبداد وساهم بطريقة كبيرة في عملية التطور والتقدم لعواصمنا العربية من خلال بنائه للسجون والمعتقلات واجهـــزة القمع، ورفع نسبة النمو الاقتصادي والتجاري من خلال صفقات سلاح مشــــبوهة لا نــعلم لماذا نشتريها ومن سنحارب فيها؟كل ذلك واكثر اتفق فيه ما صاحب الرسالة القصيرة الا ان المصيبة العظيمة والطامة الكبري والشيء المرفوض ان يعتبر المواطن العربي الاحتلال الاجنبي عامة والامريكي علي وجه الخصوص نصرا وانتصارا له امام ظلم وجبروت النظام العربي. وهنا لا اريد ان اضع المواطن العربي البسيط وحده في دائرة اللوم والحساب والعقاب لان ما قامت به انظمتنا العربية وما زالت تمارسه من سياسات ممنهجة تجاه مواطنيها خلقت لديه هذا النمط من التفكير الانهزامي وهذا الشعور بالاحباط واليأس والرغبة بالانتقام.فلسطينيا لا يختلف الوضع كثيرا ولا يخرج من دائرة الاحباط التي يعيشها عالمنا العربي. فالحكومة بات واضحا ان اخر اهتماماتها مواطننا الفلسطيني وهمه اليومي في ظل الصراع القائم والتنافس والمحاصصة والفوضي القائمة، وهذا ما تثبته الاحداث والوقائع كل يوم من خلال سكوتها (الحكومة) احيانا وعجزها في معظم الاحيان عن تنفيذ القانون وتحقيق الامن للمواطن ابتداء من الفلتان الامني الذي اصبح هاجس كل فلسطيني ومصدر قلقه وخوفه انتهاء بموت اطفال الحضانة مرورا بكل المظاهر والظواهر السلبية التي تستشري بهذا المجتمع كالنار بالهشيم.مما يجعل مواطننا الفلسطيني يقف امام هذا الواقع ليفكر مليا الا ان حرصه ووعيه يجعله قبل كل شيء يقف امام نفسه ليستذكر تضحيات هذا الشعب ونضالاته ويقف امام محطات عظيمة نزفنا فيها الكثير من الدموع والدماء قربانا ً للارض والحرية والاستقلال.ففي نيسان من كل عام نحيي ذكري استشهاد القادة الثلاثة كما نحيي ذكري مجزرة دير ياسين ومناسبات اخري جسدت وحشية ونازية المحتل وعكست الصورة الحقيقة والبشعة لجرائمه التي سطرت الصفحات الاولي لتاريخ الصراع وما زالت تضيف في كل يوم سطرا جديدا لهذا التاريخ. فرفقا بهذا المواطن المثخن بالجراح والنازف لعذابات هذا التاريخ رفقا بوعيه ونضاله وطهارته ونقاءه، رفقا بامنه وامانه وحقه ولنعمل معا من اجل غد افضل ونيسان قادم نطوي فيه صفحة التاريخ ونحتفل بربيعه وجماله.ولانظمتنا العــربية في نيسان لها منا رساله محبة آملين في نيسان القادم ان لا نقرأ علي شــاشات فضائياتنا مزيدا من رسائل الترحيب باحتلال جديد!!!خالد فرحانةطولكرم6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية