ستصمت المدافع عاجلاً أم آجلاً، وستعود الطائرات الحربية المخصصة لمقارعة الجيوش إلى قواعدها، وسترجع المدفعية والدبابات إلى مخازنها، وسينتهي المشهد اللحظي الذي نعيشه اليوم في فلسطين، كما انتهت مشاهد ومحطات عدة، وسيعود حكام إسرائيل وجنودها وأمنها وداعموها ومؤازروها وممولوها، إلى استكمال جهدهم في ضمان ديمومة دولة الاحتلال وظلمها وتماديها. وسيستمر المستوطنون الصهاينة في زحفهم نحو جغرافيا فلسطين، على أمل إزاحة الشعب الفلسطيني وتهجيره قسراً أو طوعاً.
وسيعود بعضهم ليبتكر مقولات جديدة تسير على منوال نظريات تاريخية سكنت عقول المنبطحين والمأزومين على شاكلة: الكبار يموتون والصغار ينسون. وستعود مؤسسات الحرب في إسرائيل ومصانعها ومراكزها ووحداتها الاستراتيجية والإلكترونية والتجسسية والنفسية، للتخطيط لجولة مقبلة من المواجهة المعنوية والسياسية والعسكرية. وبصحبة هذا كله ستستمر الماكنات الإعلامية الصهيونية، ومن يؤازرها بالخوف كان، أو بالمصلحة، أو حتى بالتكسب لتبرير هجوم اليوم، وهجوم الغد، والهجمات المقبلة أياً كانت.
الصواريخ ستتطور وتزداد دقتها، وسيكون للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحبية وإنترنت الأشياء، والرجل الآلي، والاستشعار عن بعد وتقنيات الصوت والضوء والمادة، دورها مجتمعة في تطوير الذكاء المرتبط بصنوف السلاح الإسرائيلي، حتى يحقق الجيش الصهيوني أهدافه المحددة والمحددة فقط، دونما تعرضه للانتقاد، أو لومه، أو مواجهته لأزمة علاقات عامة قد تضغطه سياسياً وتزيد من وتيرة الاحتجاج الدولي عليه. ستتوسع دوائر التطبيع وارتجاف المتساوقين والخائفين أمام «شلومو» وستستمر لوبيات الضغط وأركانها المختلفة في حماية بقاء الاحتلال واستدامته، بينما تنفق خزائن الدول الواقعة تحت ضغط الصهيونية بأشكالها ما فيها لضمان سطوة الاحتلال وقدراته. أمام هذا كله ستعود إسرائيل كما كانت قبل هبة القدس أو هكذا تعتقد، حتى تمارس دورها اليومي في القمع والتنكيل والتهجير والهدم والترحيل والمصادرة والسرقة والتوسع. ستعود لإدارة الاحتلال الأطول في التاريخ المعاصر، لتقتل ما تبقى من الجغرافيا، وترحّل من تبقى من الديمغرافيا. وبذلك يستديم تعويلها على أن الفلسطيني، مهجراً ومبعداً ومسجوناً وملاحقاً ومنكوباً ومقتولاً، سينسى أرضه وتاريخه وجغرافيته وبيته وقريته وجميزته ومفاتيح منزله، وضحكات أطفاله في قريته المهجرة، وأحاديث جدته عن العائلة والهجرة والنكبة والترحال. وسيعود البعض المتسلح بربطة عنقه أو «دشاشته» أو عباءته أو بدلته العسكرية، ليقنعنا بضرورة تبني الواقعية والتعامل بعقلانية، والقبول بالاحتلال تحت مسميات مختلفة، بل ربما القبول بمغريات المال والهجرة والحياة الجديدة في ساحات اللجوء. وسيأتينا البعض ليقول إن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها: بقتلنا.. بتهجيرنا.. بسرقة أرضنا.. بذبحنا.. بمصادرة أرضنا.. ونهب مياهنا واستغلال مصادرنا.. وقتل أحلامنا.. وترحيل أبنائنا.. واغتيال جغرافيتنا.. وتجاوزها للقانون الدولي.. والشرعية الدولية؟
هبة القدس أكدت أن الأرض التي قيل إنها بلا شعب، إنما فيها شعبٌ لا يخاف ولا يمل ولا يستكين، ولا ينسى ولا يتراجع
سنرى من سيحاول إقناعنا بأن ثوب سيداتنا المطرز هو اللباس الشعبي لإسرائيل، وأن أطباقنا وزعترنا و»مرميتنا» ما هي إلى ملك للمحتل وتراث يدعيه، وسيخرج علينا البعض ليتهمنا بأننا معادون للسامية، متناسين أن جذورنا وجيناتنا وجلدتنا من أصول سامية جاءت عبر شعوب تعاقبت. سنرى ونعيش هذا كله، ليبق السؤال الأهم: ماذا بعد؟
الكبار ماتوا ويموتون لكن الشعب الفلسطيني لم ينس، ولم تفلح معه محاولات التهجير والتآمر والشقاق، والتمزيق والتفتيت والترحيل والإبعاد، والتقتيل والاعتقال والطرد والإقصاء، والفصل والسجن والتنكيل. ولعل تجربة هبة القدس وبعيداً عن الشعارات، أكدت أن الأرض التي قيل إنها بلا شعب، إنما فيها شعبٌ لا يخاف ولا يمل ولا يستكين، ولا ينسى ولا يتراجع، وأن السياسة التي أمل البعض أن يفرق فيها ومن خلالها الشعب الواحد، إنما جمعت المجتمع الفلسطيني أينما كان على الرغبة في الخلاص والحرية والاستقلال. لا تحاولوا خداع أنفسكم ولا «تصديق» أكاذيب من حولكم، فنحن لسنا دمويين ولا نسفك الدماء ولا نعادي السامية ولا نغتصب حقوق الآخرين.. لم نحتل أحدا، ولم نعتدِ على جغرافيا أحد.. نحن الفلسطينيين.. نعشق الحياة ونتسلح بالأمل، وننتصر للآدمية ونبني المجتمعات ونحفظ التاريخ، ونعشق الجغرافيا ونرفض الاستسلام، ونحترم الدين ونقدر الإنسانية ونحب العلم ونعشق الطموح، ونرفض الذل ونكره الظلم ونسند الحق ونهوى الأرض، ونغبط الإبداع، تماماً كما البشر، لذلك فإن استدامة الظلم وانعدام العدل وهضم الحقوق لن تكون أبداً جواز سفر احتلالكم نحو البقاء والاستمرار لأننا سنعود اليوم وكل يوم .
كاتب فلسطيني
[email protected]
سيدي لماذا أنت متشائم ؟
الموت ليس نهاية المشوار بل هو بدايته، وفي كل الأحوال الفلسطينيون لم يعد لهم مايخسرونه…
أمريكا التي ترسل الآن أسلحة متطورة لإسرائيل، ورغم كل التكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها، تقف منذ سنوات عاجزة عن تحديد ماهية جسم طائر ظلت تتكتم على وجوده لسنوات، ولم تفرج عن معلومات حوله للعموم إلا مؤخرا…وبالمناسبة، فقد كان هذا الجسم الطائر موضوع حلقة برنامج “٦٠ دقيقة” الشهير الذي يعرض على قناة CBS الأمريكية… المشاهد للبرنامج أمكنه أن يرى العجز وقلة الحيلة في وجوه الأمريكيين وخاصة الطيارين الذين أدلوا بشهاداتهم للبرنامج حول هذا الجسم الغريب الذي لا تعرف طبيعته أهو مخلوق فضائي أم مركبة، أو الله أعلم ماذا يكون، كما أن الأغرب أنه لايملك أجنحة أو محركا أو قمرة قيادة، كما أن لديه خصائص متطورة، وماخفي أعظم، والأدهى من هذا أنه ظل يخترق الأجواء والبحار والسيادة الأمريكية منذ سنوات، وأمريكا عاجزة على الرد عليه، وطياروها لايملكون إلا التظاهر ببرودة الأعصاب وأنهم Cool وهم يلتقطون له الصور، بما أن الجيش بطبيعة الحال، ليس على استعداد للمغامرة بحياة هؤلاء عبر دفعهم لمواجهته، كما أنهم بالتأكيد يخشون الاحتكاك معه لأنهم لايعرفون نواياه…
كان الأولى بأمريكا بدل أن ترسل أدوات القتل ضد شعب أعزل بعيد عنها بآلاف الكيلومترات، وفي وقت ترسل فيه وكالة ناسا برسائل ود إلى الفضاء (بعضها سخيف على شاكلة ) على أمل أن سكانه إن وجدوا، يلتقطون هذه الرسائل، (كان الأولى بها) أن تنكب على حل مشكلة هذا الجسم الطائر، وأن تعالج مشكلة تزايد الحالات المبلغ عنها للقاء الكائنات الفضائية، والتي يتشابه بعضها في ظروفه وملابساته،حتى أن بعض هذه اللقاءات يكون بحضور أكثر من شاهد، مما يحتم أخذها على محمل الجد، وذلك بدل دس الرأس في التراب وإنكار موضوع يشكل حقا تهديدا للأمن القومي الأمريكي.
مذا بعد ؟ الحل تغير اليوم و أصبح ……دولة فلسطينية من النهر إلى البحر ….و لا شيء غير ذلك ….إن عاجل إن آجل ….
وماذا بعد نعم سيبقى الفلسطينى وحده عمليا وتزداد عصابات من حوله تسلحا وآخرين انهزاما وتزداد جغرافية اقتصادية للصهاينة على حساب الأمة العربية وخيراتها ..ستبقى الحقيقة لا استكانة ولا استقرار من غير اقامة دولتناالمستقلة والقدس الشرقية عاصمة لها.. ولهذا وجب تفعيل تكنولوجيا البقاء والرد المؤلم لاحقا وبناء قدرات مميزة باى وسيلة كانت ..لعلنا نخرج ذات يوم بفرض ما نريد..ونصل للدولة يفرضها فرضا .. عاشت القدس..