بيروت- “القدس العربي”: تبدأ المصارف اللبنانية اعتباراً من الاثنين ولغاية الأربعاء تطبيق التعميم الذي أصدره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وفتح فيه الباب أمام المواطنين لشراء الكميات التي يطلبونها من الدولارات على سعر منصة “صيرفة”، ما أدى إلى هبوط سريع للدولار لغاية 27 ألف ليرة بعدما بلغ عتبة 37 ألفاً وهدّد بانفجار اجتماعي وبدخول البلاد في منزلق خطير.
وتأتي خطوة المصرف المركزي لتهدئ الأجواء التي كانت محمومة عشية جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وأعضاء هيئة المكتب. وفي وقت كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ينفي أي مقايضة مع الرئيس نبيه بري على منصب الرئيس ونائبه، فقد توجّه النائب الياس بو صعب الذي رشّحه التيار لنيابة رئاسة المجلس إلى عين التينة حيث التقى الرئيس بري في زيارة طرحت أكثر من علامة استفهام حول هذه المقايضة على الرغم من العلاقة الخاصة التي تربط بري ببو صعب.
وفي وقت لم تبدّل القوى السيادية والتغييرية موقفها من عدم انتخاب بري، فإن “اللقاء الديموقراطي” يحسم موقفه مساء مع اتجاه للتصويت لبري الذي يجري اتصالات لضمان فوزه بالأغلبية المطلقة من الدورة الأولى وليس الثانية أو الثالثة. ويترأس بري في الساعات المقبلة اجتماعاً لكتلة “التنمية والتحرير” التي ستراقب طريقة تصويت نواب التيار العوني، فإن صوّت العونيون لبري في رئاسة المجلس ستبادل كتلة “التنمية والتحرير” التحية بمثلها لبو صعب علماً أن باسيل كان رأى ألا موجب لانتخاب بري.
وينافس بو صعب على منصب نائب الرئيس نائب عكار سجيع عطية المقرّب من النائب عصام فارس الذي أكد استمراره في ترشيح نفسه وأنه متوجّه مع “كتلة إنماء عكار” للقاء الرئيس بري. وتوقّع عطية أن يصوّت له نواب القوات اللبنانية وأن يختاروه بدلاً من بو صعب.
وفيما يشبه استهدافاً سياسياً للنائب عطية، حرّكت بلدية رحبة التي يرأسها مناصر للتيار العوني دعوى قضائية ضده بتهمة هدر مال واختلاس، الأمر الذي اعتبره عطية “معيباً في حق القضاء”، ورأى “أن فوزه كنائب عن المنطقة أثار حساسية لدى البعض ومنهم رئيس البلدية الحالي الذي ينتمي لتيار حزبي وهذا ما يفسر إثارة ملف الدعوى في هذا التوقيت بالذات، لكنهم أخطأوا في العنوان”.
وفي تطور قبل جلسة الثلاثاء، أعلن النائب المستقل غسان السكاف ترشحه لمنصب نائب رئيس المجلس النيابي حيث من المتوقع أن يقترع له نواب “اللقاء الديموقراطي” والقوات اللبنانية والكتائب وقوى تغييرية. وجاء في بيان الترشيح أنه تعهّد بثوابت ومبادئ أبرز ما فيها: التصدي السريع لمسلسل الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي من داخل المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها المؤسسة الأم، المجلس النيابي، واحترام إرادة التغيير التي عبّر عنها اللبنانيون في الانتخابات الأخيرة، وتطبيق النظام الداخلي للمجلس النيابي حرفياً والتعهد بعدم إقفال المجلس تحت أي ظرف كان والتأكيد على اعتماد التصويت الإلكتروني، وتثبيت مرجعية الدولة اللبنانية ممثلة بمؤسساتها الدستورية وأجهزتها الأمنية لا سيما في كل ما يتعلق بشؤون السياسة الدفاعية اللبنانية، واعتماد سياسة خارجية موحدة تصدر عن مجلس الوزراء وفقاً للدستور، واعتماد تشريعات استثنائية وطارئة بهدف تأمين تغطية صحية شاملة وضمان الشيخوخة”.
على صعيد آخر، نفى المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري ما ورد في مقال لأحد المواقع الإلكترونية عن لقاءات عقدها مع موفدين سوريين وإيرانيين مع طرح سؤال “هل يعود الحريري إلى السرايا بمباركة دولية؟”.
حزب الله مستنفر تحسباً في الجنوب.. والحريري ينفي عقد لقاءات مع سوريين وإيرانيين
وجاء في البيان “ينفي المكتب الإعلامي كل ما ورد في المقال جملة وتفصيلاً، سواء لجهة المعلومات أو التوقعات، ويضعه في خانة المهملات الإعلامية”. ولفت المكتب انتباه المواقع التي تناقلت المقال، إلى “أن موقع “الثبات” إيراني وسوري الهوى، أسسه أحد المشايخ من أتباع حزب الله الذي تطوّع سنوات في حملات التحريض ضد الرئيس الحريري وتيار المستقبل”.
جنوباً، وبالتزامن مع “مسيرة الأعلام” في القدس أفيد عن استنفار غير ظاهر لعناصر حزب الله عند الحدود الجنوبية منذ يومين تحسباً لأي تطور أمني حيث أبقى الحزب الأمور ضمن الرصد والمراقبة استناداً إلى ما أعلنه أمين عام حزب الله حسن نصر الله عن أن المسيرة تهدّد بتفجير كبير في المنطقة.