هل هناك نوع واحد من الإسلام يا ترى يؤمن به كل المسلمين، أم إن كل نظام يخترع الإسلام الذي يريد خدمة لرغباته وأهدافه ومصالحه السياسية؟ فقط انظروا إلى نوعية المفتين الذين تعينهم أجهزة المخابرات وترعاهم فستجدون أن هذا المفتي أو ذاك لا علاقة له بالدين مطلقاً بقدر ما هو موظف أمني بلباس ديني يروج للمقولات والأفكار التي يستخدمها هذا النظام أو ذاك للسيطرة على الشعب وتطويعه وسوقه في الاتجاه الذي يريد. لدينا في سوريا مفت مثلاً اعتاد على المبالغة في الانفتاح والتحرر وحتى العلمانية، طبعاً ليس لأنه منفتح ومتحرر وعلماني، بل لأن النظام الحاكم يريد أن يرسل رسالة للعالم بأنه «سبور» في نظرته إلى الدين. ولطالما زايد المفتي على العلمانيين المتطرفين أحياناً في نظرته إلى الإسلام إلى حد يجعل علمانيين من نوعية نضال نعيسة ونبيل فياض ليبراليين.
لقد قال أحمد حسون ذات يوم حينما التقى وفداً أكاديمياً أمريكياً من جامعة جورج ميسون يرأسه البروفيسور والناشط مارك غوبن رئيس المركز العالمي للأديان والدبلوماسية وفض النزاعات بواشنطن: «لو طلب مني النبي محمد أن أكفر بالمسيحية واليهودية لكفرت بمحمد». والرسالة طبعاً رسالة سياسية لا علاقة لها بالدين، والهدف منها مفضوح ألا وهو النفاق للغرب والظهور بمظهر العلماني المُداهن لإسرائيل وأمريكا والمحافظ على الأقليات ضد المسلمين. وهي رسالة يتاجر بها النظام السوري منذ تأسيسه، مع العلم أنه يستخدم الأقليات لضربهم بالأكثرية. وقد ظهر ذلك جلياً أثناء الثورة حيث كان يحرض الأقليات على المسلمين ليظهر هو بمظهر حامي الأقليات، مع العلم أن أكثر من أساء للأقليات في سوريا في تاريخها هو هذا النظام العبثي الطائفي. وأكبر دليل على ذلك أنه أرسل الدواعش إلى مناطق الدروز في السويداء ليقتلوا منهم المئات ذبحاً بعد أن امتنع الدروز عن الانخراط في جيشه لقتل السوريين.
وفي مناسبة أخرى قال مفتي النظام السوري في مؤتمر أوروبي أمام حشد كبير من المسؤولين الدينيين من مختلف بقاع العالم إنه يعتبر أرض إسرائيل أرضاً مباركة، ولم يذكر فلسطين مطلقاً. لا بل إنه خاطب الحاضرين بكلمة «شالوم». كيف إذاً نريد من الجيل الصاعد أن يثق برجال الدين المشعوذين الذين يعملون بأوامر سياسية مخابراتية وليس لنشر الدين الصحيح؟
كيف تريدون من الأجيال الصاعدة أن تؤمن بالدين بعدما شاهدت كيف تستخدمه الأنظمة للترويض والتطويع والتجارة، ثم تقوم بتغييره أو تعديله وتحريفه وتشويهه حسب الظروف والمصالح؟
انظروا كيف انقلبت السعودية على تراثها وتاريخها الديني مائة وثمانين درجة. انظروا أين أصبح رجال الدين والدعاة الذين لم يبصموا على الدين الجديد الذي يرد نشره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. إما أنهم في السجون والمعتقلات ويواجهون حكم الإعدام، أو أنهم في المنافي. أما بقية الدعاة والدجالين فقد انقلبوا على كل ما قالوه في الماضي، وعلى رأسهم طبعاً عايض القرني الذي خرج على التلفزيون ليتبرأ من كل فتاويه ومقولاته وأفكاره القديمة التي كما هو واضح لم يكن مقتنعاً بها، بل كان ينشرها بناء على تعليمات النظام الذي كان في الماضي يحتاج إلى إسلام جهادي متطرف بناء على رغبة السيد الأمريكي. وقد اعترف بن سلمان بعظمة لسانه بأن بلاده بريئة من الوهابية، وأن الإسلام المتطرف الذي مارسته السعودية على مدى العقود الماضية كان بطلب أمريكي لمواجهة الاتحاد السوفياتي بالمجاهدين والمتطرفين الإسلاميين. وقد شاهدنا كيف استخدموا الجهاديين في أفغانستان ضد السوفيات، وعندما انتهى دورهم ساقوهم كالأنعام في أقفاص إلى معتقل غوانتنامو.
ماذا يقول العهد السعودي الجديد لملايين السعوديين الذين تتلمذوا على أيدي الدعاة الذين يعتبرهم الآن إرهابيين متطرفين ويزجهم بالسجون؟ ألا ترون أنه يروج الآن لنوع منفلت تماماً من الإسلام ينقض تماماً الإسلام الذي ساد المملكة على مدى عقود مضت؟ لا بل إن النغمة الجديدة تناقض الدين كلياً، فالتركيز قائم الآن بالدرجة الأولى على الترفيه والتمييع والاستهلاك والرقص والاستمتاع. لا عجب إذاً أن حلت هيئة الترفيه والرقص محل ما كان يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي في الواقع لم تكن سوى جهاز قمع أمني مفضوح ليس هدفه حماية الدين بل حماية النظام وترويع الشعب بالسياط الدينية القذرة. طبعاً لا عيب مطلقاً في كنس رجال الطين وتخليص الشعوب من رجسهم ودجلهم، ولا عيب في تحرير الشعوب من قبضة المؤسسات الدينية المخابراتية، لكن كيف تستطيعون الآن إقناع الشباب بأن يكونوا مؤمنين؟
كيف تريدون من الأجيال الصاعدة أن تؤمن بالدين بعدما شاهدت كيف تستخدمه الأنظمة للترويض والتطويع والتجارة، ثم تقوم بتغييره أو تعديله وتحريفه وتشويهه حسب الظروف والمصالح؟ لا عجب أن أكبر نسبة إلحاد في العالم الإسلامي موجودة الآن في بلاد الحرمين بعد أن ضاق الشباب ذرعاً بلعبة المتاجرة بالدين واستخدامه لأغراض سياسية وعسكرية مفضوحة وسافلة.
كاتب واعلامي سوري
[email protected]
لأجل ذلك لا رهبانية فى الإسلام يا أستاذ…… كل شىء بدعة و خارج من عقول بشرية…
الأمر المذهل …..ربط اللحي الكثة بالإسلام …….لو عاش الرسول الأعظم اليوم بيننا لحلق لحيته يوميا ……لأن النظافة من الإيمان و الوسخ من الشيطان …..
إلى إبن كسيلة .
إستغفر ربك الله و لا تتخذ من الرسول الأعظم محمد مثلاً للسخرية , إن الله عليك رقيباً حسيباً .
الإسلام مثل البحر يطهر نفسه ويلفظ الجيف والخبث وصمام أمانه هو القرآن الذي تكفل الله تعالى بحفظه “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”
يا دكتور فيصل هذه هي الحقيقه بعينها كلامك من ذهب وكلو صحيح انت مناضل عم تعطينا الحقائق ويا ريت المثقفين وتجار الدين الذين يكتبون الكتاب بايدهم ويقولون هذا من الله ليشترو به ثمنا قليلا فويلا لهم مما كتبت ايديهم ويلا مما يكتبون شكرا لك دكتور عل تبيان المنافين والدجالين وفظحهم عبيد الحاكم لا بارك الله بهم خربوا البلاد من اجل سيدهم
تارة نقرأ مواضيع عمن يتاجرون بالدِّين ويفتون حسي الاهواء وتارة أخرى نقرأ عمن يتشددون بالدِّين ويضيقون على الناس بالفتاوي المنفرة ، لكننا ما قرأنا عن علماء دين أفتوا حياتهم في خدمة الدين والمسلمين وابتعدوا عن خبث السياسة وفسادها ومغريات الدنيا ، لماذا دائما التركيز على ما هو يشوه الإسلام ، وكأن دولنا العربية والإسلامية خالية تماما من العلماء الأفاضل ، ولا أدل على ذلك سوى دخول أعداد كبيرة في الاسلام سنويا ، نتيجة جهود خلف الاضواء من قبل دعاة أو مؤمنين رجال صادقين في اسلامهم ، نعم يوجد مفتين حسب اهواء الحاكم ، أو متشددين منفرين ، لكن يوجد رجال صالحون ينشرون المعروف وينهون بالمنكر لا يريدون إلا الأجر والثواب ، ومن أخطاء البعض الفادحة أنه إذا رأى عالم دين أو داعي خير يملك المال الكثير أو الخير الوفير استغرب ذلك عليه وبدأ بإلقاء الاقاويل حول ماله ومنشأها ، وكأنه ممنوع على الداعية أن ينعم الله عليه بماله وخيراته من جهده وعمله .
ومادخل الدين في تصرفات بن سلمان او غيره وهل تريد ان تغنعنا بان الايمان يجب ان يمر ببوابۃ هوءلاء الملوك والامراء الذين لاهم لهم سوی الحفاظ علی كراسيهم وباءي ثمن …?
نحن كمسلمين نوءمن بالله ونتبع رسوله محمد صلی الله عليه وسلم وهو قدوتنا ودليلنا ..وليس الملوك والامراء
الاسلام دين من عند الله والاسلام باقى الى ان يرث الله ومن عليها
والرئاسه والمناصب وان افسدت فانما تفسد على نفسها مليار مسلم يصومون رمضان ويؤدون الصلاة والزكاه ويتلون القران
ولايضيرهم من ضل لايأس عند المسلم والاسلام مع المسلم اينما حل ورحل والله حى لايموت وهو معكم ويعلم جهركم وما تكتمون
لقد خص الله هؤلاء القوم بسورة خاصة في كتابه الكريم هي ” المنافقون ” و قال عنهم إنهم مُردوا على النفاق و لخطرهم الكبير قال تعالى لنبيه الكريم لا تعلمهم نحن نعلمهم و بلغت درجة خطرهم أن الله لم يحذر نبيه من الكفار الذين أمره بقتالهم لكن حذره من المنافقين فقال له هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله ، و ليس المفتون وحدهم المنافقون بل كثير من الذين يدعون العلم الرباني منافقون ، فقد كان لعدي إبن صدام حسين شيخ خاص به اسمه عبد الغفار العباسي ، و في أحد الأيام أرسل عدي سكرتيره الخاص إلى الشيخ المذكور يستفتيه في احتساء كأس من الخمر بعد تناول وجبة العشاء ، و عندما سمع الشيخ السؤال سأل : و من هو صاحب السؤال ؟ فأجابه السكرتير إنه السيد عدي صدام حسين ، فقال الشيخ المُستَفتى : في حالته نعم يجوز .
هذا من كتاب كنت طبيباً لصدام ، دكتور علاء بشير .
لو كان الرسول حيا بين ظهرانينا اليوم لقدم صورة مختلفة عما نعرفه في السيرة والنص، خاصة على ضوء مانشاهده من سلوكيات فارسية وهابية تخالف مضمون السيرة والنص. اعملوا العقل وانقدوا السماء قبل الارض واتعظوا دون تخلف عقلي أو ذهني يااولي الألباب.
الذكاء الاعلامي ينتج كلاما ذكيا
هذا كله يدل بما لا يدع مجالا للشك بأن العلمانية هي الحل ! هذا المقال يمكن أن يستخدم كديباجة لمرافعة تاريخية عن ضرورة العلمانية، وليست علمانية نص نص بل العلمانية بمعنى قانون 1905 في فرنسا. وسيكون يوما مشهودا عندما تنص دساتيرنا على كون الدولة بدون دين رسمي . وهذا يجب أن يكون بديهيا، لأن الدولة في الأصل والنهاية هي شخصية معنوية وليست فيزيقية وبالتالي لا علاقة لها بالتعبد والطمع في الجنة والخوف من النار ! الدولة جهاز إداري-قانوني ينظم دنيا الناس ولا علاقة له بمصير الناس بعد موتهم ! الدولة عندنا تعرضت للإختطاف من طرف كهنة الدين والآن حان الوقت لوضع حد لهذه اللصوصية العجيبة . بعد عقود من التدين الدولتي في منطقتنا لم نجن سوى الفقر والجهل وقلة الحيلة بل وعودة مصاصي الدماء والقتلة الدواعش. والذي يجرب المجرب عقله مخرب ! نعم !العلمانية هي الحل !