أينما ولّيتَ وجهك هذه الأيام فثمة رائحة ووجه وأخبار المرتزقة في اليمن وسوريا كما في ليبيا والعراق ولبنان وحتى تونس. للأسف الشديد، صار الارتزاق واللبننة عنوان المرحلة في بلاد الثورات. لم يعد أحد يتحدث عن ثورة، ولم يعد أحد يعمل لصالح الشعوب، بل صار كثيرون يعملون لصالح القوى التي تدخلت في بلاد الثورات لإجهاضها أو احتلالها تحت حجج واهية. أين ثورة اليمن الآن؟ ماذا بقي منها؟ هل مازالت الفصائل المتصارعة في اليمن تعمل لأجل البلد، أم صارت مجرد أدوات وبيادق في أيدي مشغليها المتصارعين على ثروات اليمن وموقعه الجغرافي الاستراتيجي؟
خذ الحوثيين مثلاً. هل لديهم أجندة وطنية فعلاً لتحرير اليمن وإنجاح أهداف الثورة التي رفعها الشعب اليمني، أم إنهم صاروا مجرد أدوات مفضوحة في أيدي الغزاة الإيرانيين الذين يتفاخرون بأعلى أصواتهم الآن أنهم باتوا يسيطرون على خمس عواصم عربية. وقد كان أحد الإعلاميين الإيرانيين صريحاً جداً عندما قال بالحرف الواحد إن صنعاء صارت مربط خيلنا. بعبارة أخرى، فإن الحوثي لا يسيطر على العاصمة اليمنية بل يعمل أجيراً لدي المحتلين الحقيقيين لليمن. لا تقل لي إن الحوثي هو الذي يخترع الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، ولا تقل لي إنه يشتريها حتى، فالصواريخ التي تنهمر على الأراضي السعودية والطائرات المسيرة التي تصل إلى عمق المملكة ليست ملكاً للحوثي، بل هي أدوات إيرانية لا تخطئها عين، وأن الحوثي مجرد أجير عند مشغله الإيراني. لا تقل لي إن الحوثي يحمل مشروعاً وطنياً، لا أبداً بل هو ينفذ المشروع الإيراني في اليمن. ولو لا سمح الله انتصرت جماعات المرتزقة الحوثية في اليمن، فهذا يعني أن اليمن أصبح مستعمرة إيرانية كالعراق ولبنان وإلى حد ما كسوريا. لقد كنا طوباويين كثيراً عندما ظننا أن الثورات قد تنتج أنظمة وطنية، لا أبداً، فأي طرف ينتصر في الثورات سيكون في النهاية مجرد عميل لدى القوى التي مكنته من الانتصار. وهذا ينطبق على الحوثي والسوري والعراقي والليبي والتونسي وغيره. وليس هناك شك بأنه لو انتصرت قوى المعارضة السورية على النظام فلن تمثل السوريين لاحقاً بل ستمثل مصالح الدول والقوى التي مكنتها من الانتصار على النظام في سوريا. ما حدا أحسن من حدا. الأنظمة تشتغل لصالح مشغليها وكذلك معارضوها الذين ظننا أنهم ثوار.
وما ينطبق على الحوثي ينسحب على قوات ما يسمى بالشرعية. وقد قالت مجلة التايم الأمريكية الشهيرة إن المرتزقة اليمنيين أرخص مرتزقة في العالم، بحيث لا يصل سعر المرتزق في جنوب اليمن الذي تديره الإمارات إلى مئة دولار وأحياناً إلى مئتين. وبذلك يتوزع المرتزقة اليمنيون على ثلاث جهات. مرتزق يقبض ويقاتل من أجل السعودية، والثاني من أجل الإمارات والثالث من أجل إيران. حقيقة مرة، لكنها حقيقة.
لقد انتقلت بلاد الثورات للأسف الشديد من الثورة إلى اللبننة والارتزاق. ويبدو أن الأمور تتفاقم أكثر فأكثر
ولا يختلف الأمر في لبنان وسوريا. هل لدى حزب الله أجندة وطنية لبنانية، أم إن حسن نصرالله يصرخ بأعلى صوته أنه جندي في خدمة الولي الفقيه في إيران؟ وكما أن النظام نفسه في سوريا تحول إلى أداة في إيدي داعميه الروس والإيرانيين، فإن قوى المعارضة صارت تعمل أيضاً لدى داعميها ومشغليها. وهل مثلاً ما يسمى بالجيش الوطني المعارض، هل هو جيش سوري فعلاً، إم إنه يعمل لدى مشغليه وموجهيه؟ هل خاض أي معركة لصالح سوريا أم لصالح مموليه؟ من المحزن جداً أننا شاهدنا مرتزقة سوريين مما كان يعرف بالجيش الحر يقاتلون في ليبيا. كما شاهدنا أيضاً مرتزقة سوريين تجندهم روسيا يقاتلون إلى جانب الفصائل التي تدعمها في ليبيا. وما رأيناه في سوريا من قتال بين الأدوات السورية، رأيناه لاحقاً في ليبيا. سوري يقاتل سورياً آخر لصالح الجهات المتصارعة على الأرض والثروات الليبية. ولا ننسى السوريين الذين يقاتلون لصالح الأمريكي والإسرائيلي والفرنسي في شمال شرق سوريا. وكيف ننسى السوريين المساكين الذين جندتهم روسيا للقتال حتى في فنزويلا مقابل دخل هزيل بالدولار.
وحتى في ليبيا ذاتها، نرى أن الليبيين توزعوا على القوى المتنافسة على أرضهم. هذا يقاتل لصالح الروسي وذاك يقاتل لصالح الإماراتي، وذاك يقاتل لصالح التركي. وهلم جرا. حتى المشير خليفة حفتر الذي كان يملأ الدنيا ويشغل البشر اختفى فجأة من التداول الإعلامي بعد اتفاق جنيف الذي رعته الأمريكية ستيفاني وليامز. لم نعد نسمع بحفتر الذي أصبح نسياً منسياً عندما اتفقت الجهات المتصارعة على ليبيا على الحل وجاء الأمر الأمريكي بتسوية الأزمة الليبية. بعبارة أخرى، فقد كان حفتر وميليشياته التي تزعم الوطنية مجرد مرتزقة عند مموليهم ومشغليهم المعروفين. وعندما يقرر المشغل، ينتهي دور المرتزق. وهو أمر يسري على كل القوى المرتزقة في سوريا وليبيا واليمن. الغزاة يقررون ومرتزقتهم المحليون ينفذون.
وحتى تونس التي ظن البعض أنها نجت من تبعات الثورات تعاني بطريقتها مما تعانيه سوريا واليمن وليبيا. هل ما يقوم بها بعض جماعات المعارضة داخل البرلمان التونسي يمثل الشعب التونسي أم يمثل ممولي وداعمي تلك الأبواق والجماعات التي تشاغب داخل قبة البرلمان؟
كي لا نكذب على بعض، لقد انتقلت بلاد الثورات للأسف الشديد من الثورة إلى اللبننة والارتزاق. ويبدو أن الأمور تتفاقم أكثر فأكثر. في لبنان مجموعة قوى وطوائف مرتهنة للخارج منذ عقود، ويبدو أن الحالة اللبنانية بدأت تنسحب على سوريا والعراق واليمن وليبيا وربما تونس. قبل الثورات كان يحكمنا عميل ومرتزق واحد يعمل لصالح مشغليه في الخارج. أما اليوم في بلاد الربيع العربي فقد صار لدينا مرتزقة محليون كثيرون بدل مرتزق واحد، وكل فصيل من هؤلاء المرتزقة يعمل لصالح مموليه، وبذلك بدل أن تتحرر بلادنا من الظلم والطغيان صارت دويلات وإقطاعيات يقودها الصبيان والعجيان. ماذا تبقى من الثورات سوى المرتزقة؟ وسلامتكم.
كاتب واعلامي سوري
[email protected]
وهل بدأت “الثورات؟” الملونة ، في “اليمن وسوريا كما في ليبيا والعراق ولبنان وحتى تونس ، للأسف الشديد” ، بدون المرتزقة ؟ . لكن المرتزقة نوعان . هناك “الطهاة” العرب الممولون بالبيترودولار بأمر من أسيادهم للحفاظ على عروشهم “الديموقراطية” و”حقوق الإنسان” و”حرية التعبير” .. ، وهناك المتلقين المنفذين للأجندات المطلوبة من هؤلاء وأولئك .
يقال أن النعامة تدفن رأسها في الرمال لكي لا ترى الخطر المداهم وتظن بعد ذلك أن الغير (المفترس) لا يراها الغير .
وكأن الثورات العربية جائت لتفريخ المرتزقة والمليشيات الخارجة عن القانون.سوريا تحولت عن الهدف الوحيد وهو إسقاط النظام الفاشي وانقسمت بعد فشلها بسبب التدخلات الخارجية إلى ما هو أحقر وهو تبعيتها في العمل مع مصالح الترك أو امريكا أو روسيا بل تعدت الأمور إلى خارج سوريا فترى السوري يقتل أخاه السوري واليمني يقتل اليمني ولا يدري لماذا وهلم جرا فأصبحنا نعيش في بلطجة عسكرية وسياسية فهاهي زعيمة حزب تونسي معارض ينتمي لزين العابدين بن علي الهارب مدعومة خارجيا تقتحم البرلمان التونسي احتجاجا على الإخوان الذي يمثله حزب النهضة وهذا شيء ضد القانون وتحاسب عليه الدول التي تحترم نفسها .
كان على هؤلاء عوض توجيه بندقياتهم إلى صدور إخوانهم في الوطنية والملة أن يوجهوها إلى أعدائهم وأنظمتهم المستبدة فخير لهم وفخر أن يموتوا بشرف لعلهم ينالوا الشهادة وهو ينافحون عن أعراضهم ووطنهم وأهلهم أحسن من أن يموتوا وهم يحاربون بعضهم البعض من أجل عرض دنيوي لا يسمن ولا يغني من جوع ويذهبون لمزابل التاريخ.
مشكلة بلاد الشام سهلة الفهم وليس النظر لها من افق سياسة البلد، تركيا تضررت اقتصاديا وسياسيا ولم تضم صحراء بل هناك قوى وجه الغرب حرابها بها على تركيا التي آوت الضعيف ونصرت المحروم ووقفت بقدراتها وإمكانياتها مع مسلمي العالم من ميانمار واذربيجان وفلسطين ومصر وليبيا وسوريا …..الخ! فليس عملها مداهمة بيوت وتفكيك خلايا وتكنيس واحة سياحية ومنتجع لشعبويي بلجيكيا وهولندا وفرنسا ولوكسمبرغ!
لماذا هناك فرق بين النظرة إلى موظف دولة العسكر في (مصر أو ليبيا)،
وبين النظرة إلى مرتزقة اللا دولة في (سوريا أو العراق أو لبنان أو الكيان الصهيوني أو اليمن)؟!
يا (د فيصل القاسم)، هو أول ما خطر لي على عنوان (ماذا تبقى من الثورات سوى المرتزقة؟)، كيف تعرف هذا الإنسان/الموظف/المرتزقة يستحق (الراتب) أم لا،
بدون معيار الجودة أو الكفاءة أو المنافسة بشكل عام؟!
فمثلاً (د ماجد العاني) في حلقة الاتجاه المعاكس بتاريخ 9/3/2021،
وموضوع التشكيك في السباق الإنساني من أي إنسان أو أسرة أو شركة منتج للمنتجات الانسانية، لتوفير اللقاح، ضد كورونا
هل تأكدت من شهادته؟!
هل تأكدت هل هو خبير في مناعة الإنسان أم خبير في المناعة البيطري/الحيوان؟!
كيف تسمح بنشر هذا التزوير، الإعلامي؟!
ومن المسؤول، عن هذا التقصير، هنا؟!??
??????
المناعة: هي واحدة في الحالتين…وجميع اللقاحات المنتجة من قبل الشركات تطبق وتدرس على الحيوانات المختبرية قبل إجراءها على الانسان فيما بعد بما يعرف بال
Clinical trials
موضوع اللقاحات ضد كورونا موضوع خطير جدا ، يكفي أن تعرف أن فرنسا راىدة صناعة اللقاحات في العالم اعتذرت عن صناعة اللقاح وهذه تحصل لأول مرة في تاريخ فرنسا.، وان دولار وشعوبا بدأت ترفض فكرة التلقيح اصلا…من الاخر اللقاح لم يعرف بعد تاثيراته الجانبية والتي يمكن أن تعرف بعدخمس سنوات من تاريخ التلقيح….شركات فرنسا تعرف خطورة إنتاج لقاح بطريقة جديدة ممكن أن تغيير التركية الجنية أو على الأقل تؤثر على مناعة الجسم ، والمصيبة اذا تم توريث المضاعفات للاجيال…
الدول الوحيدة المستفيدة من الثورات هي :
ـ ايران التي أضافت اليمن وسوريا لنفوذها
ـ المانيا التي أضافت شبابا ويد عاملة لإقتصادها
ـ تركيا التي زاد نفوذها بالمنطقة العربية وابتزت أوروبا بورقة اللجئين
ـ اسرائيل التى استغلت خوف الخليج من الإسلاميين للتطبيع مع العرب
ـ الغرب لبيع الأسلحة والمغرب الذي استطاع الربيع العربي لتطوير دوره في افريقية
نسيت روسيا التي احتلت سوريا وأصبحت تتعاون مع إيران وتركيا وأمريكا وإسرائيل في السيطرة على الشرق الأوسط!
أعطي الشيء وقته
التطور تدريجي
يكفي الربيع العربي كشفه فساد الإسلام السياسي و إسلام الممانعة و الأنظمة العسكرية و الملكية و حجم التآمر على شعوب المنطقة و مقدراتها
ما جاء في المقال خير دليل على ان الاحداث
التي مرت بها المنطق وما سميت بثورات
الربيع العربي حركتها ايد خارجية لتحقيق
مصالحها ، القيادات التي حركت هذه
الاحداث كانت عميلة لهذه الدولة او
تلك والبسطاء من الناس اصبحوا
وقودًا لها،اما القيادات فهي اخذت
مكافآتها من اموال وقصور في عواصم
دول الجهات الخارجية .
معكم حق فما سمي بي التورة السورية لم يبق عنها حديت بإستتناء الإعلامي فيصل القاسم
والخاسر الوحيد هم الشعوب..لعنة الله على من يحرك الفتنة في بلاد المسلمين..
“الذي يحرك الفتنة في بلاد المسلمين”!!؟؟ لعلمك بلاد المسلمين كانت دولة خلافة فجاء لورنس وبلفور وسايكس وبيكو واعطو “عجيان الفتنة” منذ بداية القرن العشرين وشاطروهم مقدرات الأمة ٩٩ ال ١ بالمائه ويستغلون الواحد بالمئة في مزيد نن الفتنة هل سمعت بترامب والمليارات!!!
*برأيي المتواضع (تونس) لها وضع خاص
بمعنى نجاح الثورة الشعبية عكس باقي
الدول العربية المنكوبة.
فيها (ديموقراطية) فتية وبحاجة لوقت لتنضج.
عبر التاريخ سورية لا تعرف الثورات بل تعرف الانقلابات.لهذا اكذوبة اسمها الثورة السورية وهذه النتيجة خراب البلد بالضباع وبالأسد.
زرت سورية عشر مرات كانت بلدا آمنا مستقرا كثير الخيرات..شعبها طيب مع الغريب شوارع المدن نظيفة الامن مستتب.ما يهم اذا كان الحاكم بشار بن حافظ الاسد او بشار بن برد؟ المهم بالمجمل الامور كانت جيدة مع قدرات الدولة.اموال الخليج وراء هذه الفوضى.