ماذا عن رد العرب؟

حجم الخط
0

إن الشباب اليهود الذين قتلوا محمد أبو خضير هم مخلوقات بغيضة. وإن علم الاجتماع المبتذل الذي يزعم (بقدر من الاحتمال) أن آباءهم و/ أو مربيهم و/أو مدرسيهم مسؤولون عن عدم انسانيتهم لا يقلل شيئا من الاشمئزاز منهم. واقترح نفتالي بينيت أمس أنه اذا أجازت الكنيست قانونا يحلل حظر العفو عن قاتل مسبقا فيجب أن يكونوا أول من يتحملون الثمن الباهظ. فالشعب اليهودي لن يطبق على القاتلين الاجانب ما لا يطبقه على من خرجوا منه أولا.
إن اسرائيل الرسمية من بنيامين نتنياهو فمن دونه ردت على النحو المناسب. وتوجد أهمية في الاساس لرد اليمين مع تأكيد الحاخامين (الذين ننتظر صوتهم). والقدوة هي عائلة نفتالي فرانكل الذي قتله الفلسطينيون قرب حلحول وأرسلت عزاءها الى والدي الفتى الفلسطيني.
إن السياسة التي تبدو للجميع على هذه الخلفية كريهة. فقد طلب أبو مازن أمس انشاء لجنة تحقيق دولية. ولماذا؟ هل للاستيضاح لماذا رقص الفلسطينيون على دماء الفتية اليهود الثلاثة؟ ولماذا صدر عنه وعن رفاقه تنديد ضعيف لا يشبه ألبتة لغة قادة اليهود التي لا لبس فيها وهم الذين خرجوا عن طورهم حينما سمعوا بنبأ قتل أبو خضير للتنديد به؟.
ليس التنديد عزاءً بل هو مقياس الحرارة الذي تقاس به نظرة الزعماء للقتل. اعترف عربي اسرائيلي من الجليل بقتل شيلي دادون، لكن من ذا سمع ردا من نشطاء حزب التجمع الديمقراطي أو رؤساء المجالس المحلية العربية؟ كان صوت ضعيف خافت.
إن عددا من عرب اسرائيل مشغولون الآن بتجديد الانتفاضة الثالثة، فهم يحرقون اطارات السيارات ويرمون بالحجارة ويسيرون ملثمين ويحرضون على اسرائيل، ويفرضون أن الشرطة لن تؤدي دورها كما ينبغي وستعاملهم بلين بعد لجنة ثيودور أور التي حققت في أحداث سنة 2000. فيجب على يوحنان دنينو أن يوقفهم على خطئهم.
إن الشرطة تُلقى عليها مهمة اثقل من أن تُحمل وهي كيف تحترم الحق في الاحتجاج وتغمض عينها عن اخلالات هامشية بالقانون. مع منعها من جهة اخرى انتقال العنف المعلن الى اماكن محظورة.
إن القتل الآثم لثلاثة فتيان يهود ليس إحلالا لاعمال انتقام وعمليات شارة الثمن والتحريض بصيغة «الموت للعرب». ومثله ايضا القتل الفظيع لفتى فلسطيني الذي لا يُحل التحريض على وجود الدولة ورمي رجال الشرطة والسائقين والمواطنين الأبرياء بالحجارة. ولا يحل أن تُبلبل قيادتا الجمهورين اليهودي والعربي في هذه المسألة.
إن الكثير جدا من محمومي الأدمغة يملأون الميدان العام. وعاصفة الجدل يهودية عربية وفي داخل الاوساط الفئوية ايضا. واليهود أكثر اظهارا لآرائهم لكن لا يوجد بين العرب اتفاق كامل ايضا. وتوجد خارج اسرائيل جهات اسلامية تصب الوقود على الموقد. وهذا استيراد من الربيع العربي الذي عمره ثلاث سنوات وكله قاتم.
خصصت الصحيفة الاسبوعية «الايكونوميست» أمس صفحتها الرئيسة لـ «مأساة العرب – تاريخ مُسمم». ولا تدفع الشعوب المجاورة وحدها الثمن بل تدفعه اسرائيل ايضا، فلم يبق سوى العض على الأنياب واظهار القوة المتزنة والاصرار على حدود الحلال والحرام.

اسرائيل اليوم 7/7/2014

دان مرغليت

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية