الكويت – «القدس العربي»: قدم المسلسل الكويتي الرمضاني «ماذا لو؟» هذا العام نمطا مختلفا من الدراما، حيث ضم سلسلة قصص، يتم من خلالها تسليط الضوء على فكرة الاختيار والقرار بشكل مؤثر، وانعكاس تلك القرارات على كل شخصية في هذه السلسلة.
المسلسل هو التجربة الإخراجية الأولى للمخرج حسين دشتي، وقد نجح من خلالها في أن يخلق جوا من التشويق، معتمدا على تقديم القصص بشكل متوازٍ لا تداخل فيه، وابتعد عن المط والتطويل بأحداث متسارعة تناسب تقديم كل خيار في 15 حلقة، مستغلا قدرات النجوم المشاركين والذين ساعدوه بخبرتهم في اظهار رؤيته الاخراجية الجاذبة.
ويتميز النص وهو للكاتب الشاب فيصل البلوشي أنه ثري بالخطوط الدرامية التي تتقاطع جميعها لتشكل حالة فنية مختلفة، متناولا أربع قصص رئيسية، يوجد فيها دمج واضح بين الدراما والتراجيديا والأكشن، طارحا فكرة فلسفية تتمحور حول خيارات الإنسان عندما تضعه الحياة أمام موقف ذي اتجاهين يستلزم اختيار أحدهما، فيؤثر الاختيار في حياة الشخص ومستقبله.
إلى أن يطرأ ذلك السؤال على عقل الإنسان «ماذا لو اخترت الاتجاه الثاني في تلك اللحظة؟»، وهنا يختار كل بطل من أبطال القصص الأربع خيارا ونرى تأثير هذا الخيار على حياته ومستقبله خلال الـ15 حلقة الأولى، ثم نرجع إلى الموقف ذاته في الحلقة الـ16 ليختار الخيار الثاني، ونرى تأثير الخيار الثاني عليه، لندرك بأنه مهما كانت الخيارات التي يختارها الإنسان أثناء حياته فعليه أن يقتنع بها ويرضى ويكمل حياته بناء عليها.
تبدأ أحداث القصة الأولى مع حسن (خالد أمين) الطبيب الجراح الذي يرعى ابنته المعاقة ويشهد حادث سير بين شاب وعجوز، وفي الحلقات الـ15 الأولى يختار الطبيب انقاذ العجوز، أما في الحلقات الـ15 الثانية فينقذ الشاب.
كما يصور المسلسل في حلقاته الـ15 الأولى حكاية غالية (اسيل عمران) الفتاة التي تحب فيصل (علي الحسيني) الشاب الفقير الذي يهوى العزف على آلة «الكلارينت»، ولكنها تقرر ان تتزوج من شاب غني بعد أن تقدم لخطبتها، في حين نرى في الحلقات الـ15 التالية مسارا آخر للأحداث عندما اختارت أن تتزوج «فيصل» رغم فقره، وهنا لا نغفل شخصية أبو داود (عبدالله التركماني) والتي تمثل صوت العقل الذي ينصحهما.
وبالتوازي مع القصتين السابقتين تكون هناك قصة محمود (منذر رياحنة) الذي يصارع الموت بسبب اصابته بمرض عضال ويقرر في الـ15 حلقة الأولى اختيار التوقف عن العلاج وتبعات ذلك على حياته وعلاقته بزوجته هلا (روان مهدي)، وفي النصف الثاني من المسلسل يأتي خياره بتكملة علاجه.
وتدور القصة الأخيرة حول حياة جراح (عبدالله عبدالرضا) الشاب المراهق الذي يعاني من تسلط والده جمعان (حسن ابراهيم) والعنف الذي يمارسه عليه وعلى والدته فيهرب في أحد الأيام من البيت ويجد حقيبة مليئة بالنقود، فيقع أمام خيارين يسلمها للشرطة ويحاول التعامل مع والده بطريقة مختلفة، أو يحتفظ بالمال لتأسيس حياة جديدة بعيدا عن والده العنيف.