ماذا لو انتقل بينيت إلى ميركل وتناول “قضية الغواصات”؟

حجم الخط
0

ستكون زيارة بينيت “الواشنطنية” السريعة بنداً آخر في يوم عمل البيت الأبيض. البند الأساس الذي يستهلك كل الأكسجين الإعلامي هناك يعنى بقصور الانسحاب من أفغانستان. ولا داعي لأن يروي لكم مراسلونا بأن بايدن يعلق جراح أفغانستان، وكورونا، والاقتصاد، وليس له أي أولوية للمسألة الفلسطينية التي هي في واقع الأمر المسألة الإسرائيلية. الولايات المتحدة قوة عظمى تعنى “أحياناً بشكل سيء” بجملة مواضيع بالتوازي، والسياسة التي قررها بايدن في شأننا لم تتغير: دولتان للشعبين. اللقاء نفسه سيكون روتيناً من الكلام المكرر الأديب والطقسي. نعم، ستكون منصة فوز، مثلما في الألعاب الأولمبية.

علم أنهم سيعنيان بإيران، وهذا يجب أن يكون في سياق مسائل غزة ورام الله وسوريا ولبنان. (“الأهم هو النووي، ولكن ثمة أهمية لجانب الدوامة الإقليمية في لبنان سوريا والعراق واليمن وغزة، بحراً وجواً وبراً”، اقتباس في وسائل الإعلام عن مصدر سياسي). هذه هي المواضيع الجوهرية الحقيقية لنا، وللأمريكيين ما يقولونه لنا في شأنها، أتذكرون؟ اثنتان على اثنين.

بعد عدد لا يحصى من التحليلات والتفسيرات، يمكن القول إن هناك اجماعاً أمريكياً وعالمياً يفيد بأن القصة الأفغانية كانت زائدة منذ بدايتها، أي منذ عشرين سنة. ما ينقص في تلك التحليلات والندم هو المصلحة الأمريكية العالية والدائمة: إنه الاقتصاد، يا غبي؛ أنبوب غاز آسيوي – أوروبي عولت عليه الشركات الأمريكية، ومناجم ليثيوم لا توجد بطاريات كهربائية بدونها (الصين ستكون الفائزة)، وسوق وسائل قتالية يضمن للصناعات الأمنية شريطاً متحركاً من المرابح الكبيرة. في هذه الأثناء، تعتمد واشنطن على اتفاقات مسبقة لطواقم الإعداد. بقدر ما أفهم، في حكومة التغيير تشويش تام بين استمرارية حروب نتنياهو والحاجة إلى تنفيذها بشكل “آخر”. أفترض أن الطواقم تتحدث عن تشديد شروط محادثات النووي مع إيران مقابل شروط معاهدة أوباما. آمل أن يدرك الجميع بأن سياسة نتنياهو عن إيران، على حد فهمي، كانت مصلحة شخصية أيديولوجية أكثر منها مصلحة أمنية وطنية صرفة.

وبالمناسبة، إذا كان بينيت يجري زيارة تعارف سريعة للقيادة العالمية، فيفترض أن يصل إلى أنجيلا ميركل أيضاً. وبدلاً من حديث مجاملة، أقترح أن يأخذها إلى حديث ثنائي ليبحث ما زعم أن نتنياهو أعده في موضوع الغواصات والسفن. هذا أهم من مجرد فرصة التقاط الصور. فقد كانت ميركل العدو رقم 1 لنتنياهو في أوروبا، وقادت معسكر الاتحاد كله تقريباً ضد سياسة حكومة إسرائيل في موضوع إيران والمناطق. جملة “صحيحة” واحدة لميركل كفيلة بأن تكون مسماراً آخر في تابوت نتنياهو القضائي، وإذا خلصت الزيارة بهذه النتيجة فهي كافية. 

بقلم: ران أدليست

 معاريف 25/8/2021

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية