مع أن القيادة لا تتطرق للهجوم المنسوب لإسرائيل في أصفهان، لكن مصادر أمريكية رسمية تقتبسها “وول ستريت جورنال” تعزي لإسرائيل الهجوم الذي نفذته حوامات كبيرة حملت كمية كبيرة من المواد المتفجرة. لإسرائيل أسباب وجيهة كثيرة لمهاجمة أهداف في أصفهان، المركز النابض للصناعة العسكرية الإيرانية. رغم أنه مركز مهم في سياقات المشروع النووي، وإنتاج أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم، يبدو أن الهجوم قصد هذه المرة ضرب وسائل قتالية متطورة بعيدة المدى ودقيقة. وذلك عندما تكون صناعة السلاح المحلية تعنى بتطوير صواريخ متطورة جداً في جودتها ودقتها ومداها وبالضرر الكبير الذي قد تلحقه، وتطوير صناعة المسيرات التي تعني الأمريكيين أيضاً في ضوء محور التوريد المفتوح للروس.
في الماضي، ادعى الإيرانيون بهجمات فاشلة لإسرائيل عندما تبينت لاحقاً صورة أخرى مختلفة تماماً. يتراكم الآن ما يكفي من المعطيات للتقدير بأن إيران تخفي صورة الحقيقة. في ضوء العملية التي تبدو ناجحة وتسببت بأضرار كبيرة للصناعة العسكرية على أراضي إيران معنوية وعملية، يتعين على إسرائيل أن تستعد لمحاولات الثأر من جانب إيران. الموقف الذي أطلق مؤخراً في جهاز الأمن من الأجسام المختلفة، كل واحد في مجال عمله – من الجيش حتى الموساد – ونشر مؤخراً في “معاريف” هو أن الفترة القريبة القادمة هي لحظة مناسبة لتشديد الضغط العسكري على الإيرانيين.
وبالتوازي، يظهر الأمريكيون مؤشرات أكثر عدوانية في ضوء آثار التعاون بين إيران وروسيا، وفشل العودة إلى طاولة المفاوضات بالنسبة للاتفاق النووي والمس بحقوق الإنسان في إيران. تجدر الإشارة إلى أنه نسبت هجمات مشابهة لإسرائيل والموساد في السنة الماضية نفذتها حوامات وألحقت ضرراً كبيراً في إيران، كذاك الذي أصاب ودمر عشرات عديدة من المُسيرات في مشروع إنتاج المسيرات في غرب إيران في آذار 2022. ويدل هذا المعطى هذه المرة باحتمالية عالية أن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم الليلي وليس الولايات المتحدة، مثلما نشر في وسائل الإعلام السعودية.
بخلاف الطريقة التي فهمت فيها الأمور، وبموجبها منشورات في وسائل الإعلام الأمريكية نقلاً عن مسؤولين كبار في الإدارة مما يميل الغموض عن أن إسرائيل هي التي هاجمت، فإنه بمثابة مس بالمصالح الإسرائيلية وإصبع أمريكي في العين الإسرائيلية. ولنقل هذا على النحو التالي: في إسرائيل لم يتأثروا ولم يتفاجأوا كثيراً بما نشر في الولايات المتحدة.
إن توثيق العلاقة العسكرية بين إيران وروسيا وخط نقل المسيرات الانتحارية المفتوح الذي نشأ بين موسكو وطهران يدفع الأمريكيين للاهتمام بالنشاط الذي تنفذه إسرائيل في الشرق الأوسط ضد إيران. كما أن الأمريكيين يلمحون أكثر بأنهم سيعملون على ضرب محور نقل السلاح من إيران إلى روسيا. ولما كان هذا السلاح ينقل في خط مباشر بين إيران وروسيا، فإن الطريق المركزي للتشويش عليه هو ضربه على الأراضي الإيرانية. ومن هنا، ففي هذه المواضيع توثقت أوجه التعاون العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة، هكذا بحيث لو كان الحديث في هذه الحالة يدور عن هجوم إسرائيلي فمن غير المستبعد أن كان فيه أوجه تعاون، وأننا سنرى هجمات أخرى يتصدرها الأمريكيون وليس إسرائيل.
من خلف الكواليس، يبدو أن المناورة العسكرية الأخيرة التي تمت في إسرائيل تعبر عن تغيير كبير في التعاون مع الأمريكيين حين تتقاسم الدولتان على نحو يشكل سابقة أهدافاً عملياتية مشتركة للهجوم على أهداف حقيقية في إيران. النشر هذه المرة في الولايات المتحدة لا يبشر بأزمة في العلاقات، وهناك احتمال أن يكون منسقاً كجزء من نقل الرسائل إلى المنطقة. وبعامة، فإن توثيق التعاون مع الأمريكيين في المعركة تجاه الإيرانيين هو في مركز فهم استراتيجي يسعى جهاز الأمن لتبنيه، فيما أن وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعيان للتركيز على التهديدات تجاه إيران ويفهمان بأن التصعيد في الساحة الفلسطينية يمس بهذه المصلحة. تخشى إسرائيل أن من شأن تصعيد كهذا أن يبرد الحماسة الأمريكية من التعاون غير المسبوق في المجال العسكري.
بقلم: تل ليف رام
معاريف 30/1/2023
بل هو كذلك، ???
هو بتنسيق من أمريكا وربيبتها دويلة الباطل إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين ما في ذلك من شك ?
اقتضى التصحيح
لامريكا كل الحق في الدفاع عن امنها ومصالحها في كل مكان في العالم
اللهم اكسر ظهر أمريكا راعية دويلة الباطل إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين ☑️