لندن – «القدس العربي»: حذر الكاتب الأمريكي ديفيد إغناطيوس فرنسا من تكرار أخطاء الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد هجمات إيلول/سبتمبر 2001، وقال إن نشر الحكومة الفرنسية 10.000 من قوات الشرطة العسكرية هو الرد الخطأ على هجمات تشارلي إبدو التي راح ضحيتها 12 شخصا يوم الأربعاء الماضي.
وأشار لمواقف الدوائر المحافظة في الولايات المتحدة التي وبخت الرئيس باراك أوباما لعدم وقوفه في الصف الأول ضد الحرب على الجهاديين.
وقال إن مراقبة الجهاديين وهم يطلقون النار والهجمات التي يقوم بها أفراد بناء على قرار شخصي يخيف المواطنين والقادة السياسيين الإنتهازيين الذين يطالبون برد يقوم به رأس الدولة.
وأضاف أنه من السهل تخيل رد على طريقة رد المخابرات الأمريكية في نهاية الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي حيث حاولت «سي آي إيه» الرد على الخطر الشيوعي من خلال حملات دعائية «واستراتيجيات دعائية كهذه مفهومة ولكنها خطأ».
ويتساءل عن الرسالة المقنعة لمكافحة الإرهاب، ويرى أن أحسن رد هو ما جاء على لسان شقيق الشرطي أحمد مرابط الذي قتله المهاجمان للمجلة الساخرة، سعيد وشريف كواشي، مالك مرابط، الذي رثى شقيقه الشرطي قائلا «كان أخي مسلما، وقتله شخصان يتظاهران بالإسلام، ولكنهما في الحقيقة إرهابيان».
ورغم عثور المحققين على خيط بين هجوم باريس والقاعدة في اليمن وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية فمن الأفضل التركيز على علاقات الشقيقين كواشي مع عصابات الشوارع والسجون.
فتقارير الصحافة الفرنسية تظهر علاقة الثلاثي كواشي وأمدي كوليبالي الذي هاجم متجرا يهوديا بما أطلق عليه ضابط الاستخبارات السابق في سي آي إيه مارك سيجمان «جهاد بلا قائد» أكثر من علاقتهم بنموذج القاعدة وهجمات 9/11.
الدين ليس مهماً
وينقل عن مسؤول سابق في الخارجية الأمريكية قوله إن «دور الدين في الهجمات مبالغ فيه».
وأضاف المسؤول السابق «عندما نتمسك بالنقاش الديني فلن ننتصر أبدا، وتغيب عنا الفكرة التي يحاول المتطرفون تقديمها للشباب وهي منحهم حس الشعور بالانتماء ومنفذا للمغامرة ومكانة عالية.
وحتى نواجه هذه الأفكار علينا التعامل معهم كشباب أكثر من تعاملنا معهم كمسلمين». وتساءل إغناطيوس عن الدروس التي يمكن للولايات المتحدة التعلم منها بعد عقد من الحروب ضد للإرهاب؟ وقد حاول استبطان أجوبة من خبراء في البيت الأبيض ومسؤولين في الحكومة، وحصل على عدد من الأجوبة.
ومن أول الأجوبة أن الولايات المتحدة لم تعد قوة تتمتع بمصداقية لكي تقول للمسؤولين ما هو الإسلام الحقيقي، فالدفعة ضد التطرف والعنف تأتي من مراكز دينية في مصر والسعودية ومناطق أخرى من العالم الإسلامي. والغريب أن الكاتب يرى في دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في خطاب له أمام الأزهر «لثورة دينية» ضد التطرف تحركا إيجابيا.
رغم ان الصحافي البريطاني ديفيد هيرست في مقال له نشره موقع «هافينغتون بوست» ناقش غير ذلك ورأى في السيسي قوة تخريب وقمع حتى لو أصبح «مارتن لوثر إسلامي». ومع ذلك يرى إغناطيوس أن الولايات المتحدة يمكن أن تساعد في نشر رسالة الداعية لنبذ العنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكن واشنطن يجب أن لا تكون البادئ.
التعاون مع المجتمعات المحلية
أما الجواب الثاني فيلمح لتجربة الولايات المتحدة في مكافحة التطرف المحلي واستخدام مدخل يبدأ من القاع للقمة حيث تعمل قوات الأمن والنظام المحلية مع المجتمعات والمنظمات الإسلامية. فعندما تأثرت ثلاث فتيات من مدينة دينفر الأمريكية بالتشدد الديني عبر الإنترنت وحاولن الذهاب إلى سوريا تحرك المجتمع ومنعهن.
ويقول إن التعاون بين القادة المسلمين سيكون في مركز حوار سيعقد في البيت الأبيض يوم 18 شباط/فبراير وستتم فيه مناقشة سبل منع التطرف، وسيبحث المشاركون في أمثلة ناجحة تمت في بوسطن ولوس انجليس ومينابوليس.
ويلاحظ المسؤولون وجود علاقة بين النشاطات الإجرامية التي يقوم بها الشباب والإنضمام للجماعات الإرهابية. وينقل سام مولينز، المحلل الأسترالي «يجب أن يكون لدى الإرهابيين خبرات إجرامية من أجل القيام بعملهم على وجه صحيح».
احتلال التواصل الإجتماعي
وفي جواب ثالث يرى مسؤولون إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مهم ومن أجل إنشاء «شبكة مركبة من شبكات» وكمثال على هذا شبكة «ضد العنف المتطرف» التي تلقى دعما من «غوغل أيديز» عام 2011 وفيها اليوم 300 جهادي سابق وعناصر في منظمات إجرامية وقوميين متطرفين سابقين والذين يقومون بتقديم النصيحة للشبان الذين يتعرضون لأفكار متطرفة.
ومن الأفكار الأخرى الإبداعية يشير إغناطيوس إلى مشروع «عبدالله ـ إكس» أنشأه جهادي بريطاني سابق. فعندما يحاول شخص البحث عن طرق للسفر إلى سوريا يستهدفه إعلان يقول «هل عليك أن تقتل الآخرين كي تجعل عالمك طاهرا؟ هل تعتقد أن هذا هو الإسلام؟ هل انت جاد؟».
ولا تواجه الحكومات تحديات حول كيفية اختيار الرد المناسب على هجمات مثل «تشارلي إيبدو».
أين حرية التعبير؟
والمقاربة بين عهد بوش لم تفت على هيرست الذي قال في مقالته المعنونة «لم يبدأ التاريخ يوم الأحد» منتقدا من قالوا إن التظاهرات التي شهدتها فرنسا يوم الأحد جاءت للدفاع عن حرية التعبير ليجيب إن كانت من أجل حرية التعبير فما الداعي لحضور ممثلي دول استبدادية في مصر والسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والجزائر وغيرها.
وإن كان الأمر يتعلق بصدام الحضارات فالمسألة لا علاقة لها بهذه المسألة لأن المنفذين هم فرنسيون يتحدث أحدهم العربية بلكنة ثقيلة، وهم في النهاية تعبيرعن فشل الدولة الفرنسية. وإن كان الأمر يتعلق بالدفاع عن القيم العلمانية فالمجلة تخلت عن مهمة الدفاع وتحولت لمنشور دعائي.
ويعلق مهدي حسن مسؤول تحرير «هافنغتون بوست- بريطانيا» في مقالة له وصف فيها نفاق «المتطرفين من دعاة حرية التعبير» وذكر فيها بالثنائية التي ظهرت في عهد جورج بوش «إما معنا أو ضدنا» ليتحول الأمر بعد هجوم باريس لثنائية «إما أنت مع حرية التعبير أو ضدها».
ويقول حسن في مقال وجهه لمحرري مجلة «شارلي إيبدو»، «أكتب إليكم لتتوقفوا، فأنتم تعتقدون أنهم تتحدون الإرهابيين وواقع الأمر أنكم اصبحتم لعبة في أيديهم الملوثة بالدم من خلال تقسيم العالم لمعسكرين، نحن وهم، العالم الغربي المتحرر ضد البرابرة المسلمين».
وأشار لما كرره دعاة المواجهة مع الشرق أن هجوم باريس كان هجوما على حرية التعبير بل وذهب الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي للقول «إنها حرب شنت على الحضارة».
بل وقع بعض الليبراليين اليساريين في الفخ مثل جون سون، المذيع المعروف في القناة الرابعة عندما كتب تغريدة وصف فيها هجوم 7 كانون الثاني/يناير في باريس بأنه «صدام الحضارات» ووصفه بأنه هجوم على «اعتقاد أوروبا بحرية التعبير».
ويعتقد حسن أن النفاق والمبالغة تواصلا في مرحلة ما بعد هجوم باريس. صحيح يقول حسن كان الهجوم عملا شيطانيا غير مبرر ولكن هل كان «محاولة لاغتيال حرية التعبير» كما قال مارك اوستن من محطة «أي تي في» البريطانية، وهل كان محاولة «لتشويه» فكرتنا عن حرية التعبير كما قال الممثل الكوميدي ستيفن فراي؟
والجواب كما يقول حسن إنه كان»عملا إجراميا نفذه شبان محرومون تحولوا للتشدد ليس بسب رسوم النبي الكاريكاتيرية في عام 2006 و 2011 ولكن بسبب صور التعذيب التي أظهرت ممارسات الأمريكيين في العراق عام 2004».
هناك خطوط
ويؤكد الكاتب أن ما يجري الحديث عنه من حرية التعبير ليس في محله «فكلنا متفقون على أن هناك خطوط تتعلق بالنظام والقانون لا يمكن تجاوزها.. ونختلف أين نرسم الخطوط». وسأل «هل نشرت مجلتكم رسما يستهزي بالهولوكوست؟ لا، وماذا عن رسم كاريكاتيري لضحايا 9/11 وهم يتساقطون من برجي مركز التجارة العالمي؟ لا أعتقد أن هذا حصل». ودعا حسن المحررين للتفكير في بعض ما قاله استاذ الفلسفة في جامعة أوكسفورد بريان كلوغ عندما كتب متسائلا عما سيجري لو شارك أحدهم في «تظاهرات الوحدة» في 11 كانون الثاني/يناير وهو يحمل على صدره شارة «أنا شريف»، وحمل كما يقول كلوغ يافطة تشجب الصحافيين الذين قتلوا، «ماذا سيكون رد فعل المتظاهرين؟»فهل سيعتبرونه بطلا يدافع عن حرية التعبير أم أنه قام بإهانة المتظاهرين؟ ويجيب «ستتفقون مع نتيجة كلوغ إن الرجل سيكون محظوظا لو خرج حيا من بين المتظاهرين».
والكاتب وإن اتفق مع حق الصحافيين للإساءة ولكنه لا يعتقد بتحول الحق للإساءة إلى واجب للإساءة.
ويتفق الكاتب مع هيرست بالتحول الذي تعرضت له المجلة ولكن حسن يقول إن النزعة الإسلاموفوبية العصابية بدأت تظهر عليها بعد هجمات إيلول/سبتمبر.
وذكر الكاتب بالمعايير المزدوجة للمجلة عندما قامت بفصل موريس سين عام 2008 لتعليقاته التي قالت إنها معادية للسامية. وذكر المحررين أيضا بقرار المجلة الدانماركية التي نشرت صورا مسيئة للرسول عام 2005 بعدم نشر الصور التي نشرتها مجلتهم «لأنها ستؤدي للعنف»، و «عبرت بفخر أنها لن تنشر صورا مسيئة للهولوكوست».
ويضيف «يجب أن تكون بشرة المسلمين أصلب من بشرة إخوانهم اليهود والمسيحيين»، وقال إن محرري «تشارلي إيبدو» يدعون القراء للضحك على الصور الكرتونية لمحمد وفي الوقت نفسه يتناسون ذم الإسلام والهجوم عليه في كل أنحاء القارة الأوروبية وانتشار التمييز ضد المسلمين في المجال التعليمي.
ويقول «تطالبون المسلمين بشجب حفنة من المتطرفين واعتبارهم تهديدا وجوديا على حرية التعبير وتحرفون النظر عن المشكلة الكبرى التي يمثلها قادتنا المنتخبون».
إبراهيم درويش
اعتقد ان امريكا سبب الارهاب في العالم في الخمسينات بداءت الحرةب في امريكا اللاتينية وفي الستينات بداءت الحرب في فيتنام وكوريا وفي التسعينات في افغانستان وفي 2000 في العراق وافغانستان يعني سبب الحروب وهي تساعد اسراءيل على حربها ضد اهل فلسطين اصحاب الارض التي اغتصبتها من اهلها وقتلت وشردت الملايين وهي تساعدها على الارهاب لذلك فنحن نقترح على قادة امريكا ان يريحوا ونستريح فلياءخذوا اليهود الى بلادهم لانهم يحبونهم ويدعو العالم يحل مشاكله بنفسه دون ان تتدخل لا هي ولا اوروبا