بغداد: قادما من مدينة جدة في السعودية، وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى العاصمة الإيرانية طهران، ظهر الأحد، لعقد مباحثات مع الرئيس إبراهيم رئيسي.
وتزامنا مع بدء زيارته إلى السعودية، نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، السبت، عن مصادر لم تسمها، أن “جولة الكاظمي إلى السعودية وإيران تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين البلدين، في إطار مشاورات الوساطة التي جرت في العاصمة العراقية بغداد”.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، بين الجانبين تابعته الأناضول، قال رئيسي، “لدينا أكثر العلاقات بين دول الجوار مع العراق، وهي علاقات ليست عادية أو تقليدية، بل علاقات عميقة جدا”.
وأضاف أن “إيران والعراق عازمان على تعزيز الأواصر بين دول المنطقة، ونعتقد أن الحوار بين قادة الدول الإقليمية من شأنه أن يحل المشاكل الراهنة، مع تأكيدنا على أن التدخل الأجنبي لا يحل مشاكلنا، بل يزيد الأمور تعقيدا”.
وتابع رئيسي: “أكدنا خلال الاجتماع على ضرورة انطلاق حوار بين دول المنطقة لتسوية مشاكلها، كما أكدنا على ضرورة استمرار الهدنة في اليمن، وضرورة وجود حوار يمني يمني لإنهاء الأزمة”.
وهو ما أعاد الكاظمي التأكيد عليه بالقول إن الطرفين العراقي والإيراني اتفقا على ضرورة “التهدئة في المنطقة، ودعم الهدنة في اليمن”.
واشار الكاظمي الى أنه بحث مع الرئيس الايراني القضايا المصيرية التي تواجهها شعوب المنطقة، وقال إن البلدين اتفقا على “دعم وقف إطلاق النار في اليمن، وضرورة الحوار لإنهاء حرب سببت معاناة كبيرة لشعب هذا البلد”.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والكاظمي قد عقدا السبت، جلسة مباحثات في جدة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك.
كما تبادلا وجهات النظر حول عدد من المسائل بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
فيما ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية، وأهمية تطويرها بما يحقق مصالح شعبي البلدين.
وأكدا على “الدور البارز للعراق في تقريب وجهات النظر في المنطقة، والدفع بجهود التهدئة والحوارات البنّاءة إلى الأمام”، في إشارة غير معلنة إلى جهود الوساطة العراقية المتواصلة منذ أبريل/ نيسان 2021، لإعادة تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران.
وحضر جلسة المباحثات، رئيس الاستخبارات السعودية خالد بن علي الحميدان، الذي سبق أن قاد مفاوضات بلاده مع الجانب الإيراني في عدة جولات لإعادة تطبيع العلاقات بوساطة عراقية.
وعلى هامش زيارته لطهران الأحد، التقى الكاظمي بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بحضور وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.
ونقلت وسائل إعلام محلية إيرانية عن “عبد اللهيان” قوله، إن بلاده “تؤيد إعادة فتح سفارتي البلدين في طهران والرياض”.
وأشاد الوزير بجهود العراق في “تعزيز حسن الجوار ودوره البناء في المعادلة الإقليمية والحوار بين إيران والسعودية”.
وعُقدت خمس جولات من المحادثات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين بوساطة عراقية، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى، منها سلطنة عُمان، بجمع الطرفين على طاولة واحدة.
وكانت الجولة الرابعة من المحادثات قد عقدت أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي.
وبعد أكثر من عام من الاجتماعات الثنائية، اتفق البلدان في الجولة الخامسة على “خارطة طريق عامة لتطبيع العلاقات”.
وفي ختام هذه الجولة من المحادثات في 21 نيسان/أبريل الماضي، قال الكاظمي إنه مقتنع بأن “التفاهم بات قريبا” بين الرياض وطهران.
وحينذاك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، التقارير الإعلامية حول عقد الجولة الخامسة من المحادثات، قائلا إن “المحادثات كانت إيجابية”.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، دافع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن سياسة “التعايش” مع إيران، ولقي تصريحه ترحيبا من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي رأى فيه “استعدادا” من الرياض لإعادة العلاقات مع بلاده.
وعبّر ولي العهد السعودي في 28 أبريل الماضي، عن رغبة بلاده في أن تتمتع بـ”علاقات جيدة ومتميزة” مع إيران بصفتها “دولة جارة”.
وقبل وساطة الكاظمي، كان رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي قد تقدم بمبادرة لتقريب وجهات النظر بين البلدين رأى مراقبون انها كانت تمهيدا لوساطة الكاظمي التي توصف بأنها وساطة “ناجحة”.
ونقل موقع “بغداد اليوم” الاخباري عن الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي، قوله إنه حصل على معلومات من مسؤول في الخارجية الإيرانية مفادها، أن الكاظمي جاء لطهران “يحمل رسالة شفهية أو ورقية من المسؤولين السعوديين حول الإعلان شبه الرسمي لإعادة العلاقات بين البلدين”.
ووفقا لنفس الموقع الإخباري، فان “أفقهي” كشف عن أن مضمون الرسالة السعودية يفيد بـ”انتهاء الوساطة العراقية”.
لكن جريدة “الجريدة” الكويتية نقلت عن مسؤولين حكوميين، لم تسمهم، أن زيارتي الكاظمي إلى جدة وطهران تهدف لترتيب عقد جلسة سادسة من الحوار بين البلدين، السعودية وإيران، بوساطة عراقية.
وقالت “الجريدة” إن زيارة الكاظمي إلى السعودية وإيران ناقشت جدول أعمال القمة العربية الأمريكية المرتقبة في جدة منتصف يوليو/ تموز المقبل، وتأكيد العراق لإيران والسعودية بأنه لن يكون مع محور ضد أي محور آخر إقليمي أو دولي.
ومن المقرر أن تستضيف مدينة جدة في 16 يوليو المقبل قمة دعا إليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز تضم الدول الخليجية الست وكل من مصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.
(الأناضول)
هههههههه جولات مكوكية لا تسمن ولا تغني من اتفاق بين ملالي إيران وآل سعود واليوم الموعود مرحبا ?
لاشيء هههههه