عمان- “القدس العربي”:
كانت مداخلة بنكهة سياسية لها غرض واضح.
عضو البرلمان الأردني الأكثر خبرة عبد الكريم الدغمي يعترض تحت القبة على ترتيبات رئيس المجلس عبد المنعم العودات بخصوص كيفية إدارة نقاشات الثقة بالبيان الذي تقدم به رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة.
قالها الدغمي أمام الجميع وهو يحاول الدفاع عن هيبة المجلس: “لا نملك في هذا المجلس إلا الحديث”.
الدغمي كان يعترض على زميله العودات وهو يصوت على مقترحات ببدء جلسات مناقشات الثقة بعد غد الثلاثاء وتمنح كل نائب 20 دقيقة للخطاب وكل كتلة نصف ساعة.
ما أراده الدغمي عدم الاستعجال.. “شو ورانا” وما أراده أن تبدأ نقاشات الثقة الأسبوع المقبل حتى يستطيع نواب الأمة تقليب صفحات البيان الطويل للخصاونة.
بسرعة التقط الميكروفون قطب برلماني آخر وهو الإسلامي صالح العرموطي داعما لرأي الدغمي ومعربا عن قناعته بأن بيان الحكومة مليء بالإنشاء وبأن النواب يملكون الوقت دون تحديد.
مجددا تظهر ثنائية كفيلة بإقلاق أي حكومة وأي رئيس وزراء حتى في مجلس ممتثل بتوقيع الدغمي – العرموطي.
في الأثناء تشكلت وفي جلسة الثقة الأولى بعض الانطباعات وليس كلها وما تداوله النواب في الكتل عدم وجود أرقام في خطاب بيان الثقة ولا بيانات ولا أسقف زمنية ولا توقيت مع التأشير على استعارة منجزات للحكومة السابقة والإغراق في الإنشائيات.
في الكواليس دار لغط على الفقرة التي تتحدث عن الدولة الفلسطينية في بيان الثقة واتصالات لا تزال غامضة تحاول الاستدراك
في الكواليس أيضا دار لغط على الفقرة التي تتحدث عن الدولة الفلسطينية في بيان الثقة واتصالات لا تزال غامضة تحاول الاستدراك وتوزيع العديد من الجمل الاستفهامية بين النواب واشتباك مع رئاسة الوزراء في هذا الجزء الغامض تحديدا.
خطاب الخصاونة طلبا للثقة كان مطولا وتطرق للعديد من التفاصيل متحدثا عن السعي للشراكة الحقيقية المنتجة ومحددا الأولويات وعلى رأسها الصحية ثم الاقتصادية عبر التعاون بين السلطتين.
شعار الخصاونة الرئيسي الذي تمحور حوله الخطاب هو.. “حكومتي لن تلتزم بشيء لن تستطيع إنجازه”. وعد الخصاونة النواب بالشفافية والمصارحة وفي كل الاتجاهات والجبهات ثم حصل جدل بين النواب أنفسهم حول الوقت الذي ستخصصه رئاستهم لكل منهم للإدلاء بخطاب يناقش بيانات الثقة.
لكن نقاشات الثقة تبدأ رسميا ودستوريا فيما تعود التساؤلات الحائرة بعنوان نقابة المعلمين في توقيت سيئ جدا للحكومة ورئيسها لا يمكن الرهان عليه إلا في بناء تصور له علاقة بالمزيد من الضجيج والإثارة عبر ماراثون الثقة بالحكومة الطويل والذي يتطلب جلستين صباحية ومسائية وقد يحتاج خمسة أيام.
لا شكوك بأن الخصاونة سيحصل على ثقة النواب في النهاية.
لكن ثمة شكوكا بأن المهمة ستكون صعبة ومعقدة بانتظار عبور الميزانية المالية أيضا بعد العبور من جدار الثقة.