ماكرون يريد “المضي قدما” مع المغرب والجزائر بعيدا من “الجدل”

حجم الخط
27

باريس: أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين أنه سيواصل “المضي قدما” لتعزيز علاقة فرنسا بكل من الجزائر والمغرب، بعيدا من “الجدل” الراهن.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي تناول فيه استراتيجيته في إفريقيا “سنمضي قدما. المرحلة ليست الأفضل لكن هذا الأمر لن يوقفني”، منتقدا من “يحاولون المضي في مغامراتهم” ولديهم “مصلحة بألا يتم التوصل” إلى مصالحة مع الجزائر.

ودعا ماكرون الإثنين في كلمة ألقاها حول السياسة الفرنسية الجديدة في إفريقيا إلى التحلي بـ”التواضع” و”المسؤولية” رافضا “المنافسة” الاستراتيجية التي يفرضها، بحسب قوله، من يستقرون هناك مع “جيوشهم ومرتزقتهم”.

وقال ماكرون في إشارة إلى روسيا ومجموعة “فاغنر” العسكرية المقربة من الكرملين والمنتشرة خصوصا في إفريقيا الوسطى ومالي رغم نفي باماكو ذلك “يريد كثر دفعنا للدخول في منافسة، أعتبرها مفارقة تاريخية، يصل البعض مع جيوشهم ومرتزقتهم إلى هنا وهناك”.

وأضاف “إنها طريقة فهمنا المريحة للواقع في الماضي. قياس تأثيرنا من خلال عدد عملياتنا العسكرية، أو الاكتفاء بروابط مميزة وحصرية مع قادة، أو اعتبار أن أسواقا اقتصادية هي أسواقنا لأننا كنا هناك من قبل”.

وتابع ماكرون خلال الكلمة التي ألقاها من قصر الإليزيه الاثنين عشية جولة إفريقية “يجب أن نبني علاقة جديدة متوازنة ومتبادلة ومسؤولة” مع دول القارة الإفريقية”.

ويباشر الرئيس الفرنسي الأربعاء جولة تشمل أربع دول في وسط إفريقيا هي الغابون وأنغولا والكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية. وخلال محطته الأولى في ليبرفيل سيشارك في قمة حول حفظ غابات حوض نهر الكونغو.

ويأتي خطاب ماكرون بعد نهاية عملية برخان لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل واضطرار القوات الفرنسية إلى الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو اللتين يحكمهما مجلسان عسكريان مع عداء واضح تجاه فرنسا.

على الصعيد العسكري، قال ماكرون إن “التحول سيبدأ في الأشهر المقبلة عبر خفض ملموس لعددنا وحضور أكبر في القواعد (العسكرية) لشركائنا الأفارقة”، واعدا بأن “تبذل فرنسا مزيدا من الجهد على صعيد التدريب والتجهيز”.

 “منطقة نفوذ” 

تنشر فرنسا نحو ثلاثة آلاف عسكري في المنطقة خصوصا في النيجر وتشاد بينما كان عددهم 5500 عنصر قبل فترة قصيرة. لكنها تريد إعادة نشر عسكرييها متوجهة نحو دول خليج غينيا التي عمتها موجة جهادية.

في تلك المنطقة وفي مجمل القارة، يلقى نفوذ فرنسا والدول الغربية منافسة كبيرة من الصين وروسيا. فثلاث من الدول الأربع التي سيزورها الرئيس الفرنسي أي الغابون والكونغو وأنغولا امتنعت الخميس الماضي عن التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.

وأضاف ماكرون أن إفريقيا ليست “منطقة نفوذ” ويجب أن ننتقل من “منطق” المساعدة إلى منطق الاستثمار.

ولخطاب الإثنين صدى لخطاب ألقاه ماكرون في واغادوغو في 2017 أكد فيه عزمه على طي صفحة سياسة باريس الإفريقية في مرحلة ما بعد الاستعمار التي شهدت تواطؤا سياسيا وعلاقات متوترة ومد اليد للشباب الإفريقي الذي يعتمد موقفا مشككا جدا حيال فرنسا.

وكان الرئيس الفرنسي قدم نفسه على أنه قائد جيل جديد منددا أمام 800 طالب بـ”الجرائم الأكيدة” للاستعمار داعيا إلى “علاقة جديدة” مع إفريقيا وهو ميثاق ينوي توسيعه ليشمل أوروبا.

في تموز/يوليو قام ماكرون بجولة شملت الكاميرون وبنين وغينيا بيساو. وينوي مواصلة زياراته للقارة الإفريقية “كل 6 أشهر تقريبا لا بل أقل”.

وأكد ماكرون الاثنين أيضا أنه سيواصل “المضي قدما” لتعزيز علاقة فرنسا بكل من الجزائر والمغرب، بعيدا من “الجدل” الراهن.

وقال “سنمضي قدما. المرحلة ليست الأفضل لكن هذا الأمر لن يوقفني”، منتقدا من “يحاولون المضي في مغامراتهم” ولديهم “مصلحة بألا يتم التوصل” إلى مصالحة مع الجزائر.

كما أعلن “قانونا إطارا” من أجل “تنفيذ عمليات إعادة جديدة” لأعمال فنية “للدول الإفريقية التي تطلب ذلك”.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول بوشاقور / الكركرات:

    بهذا التصريح يبرهن ماكرون أنه لا يعرف شيئاً عن المغرب و لا عن عقلية المخزن المغربي ولا عن تاريخ العلاقات المغربية الفرنسية؟! و إذا كان ماكرون ينتظر أن ينزل الملك محمد السادس عن صهوة جواده, فأنا أذكره أن جلالة السلطان محمد الخامس رحمه الله رفض الرضوخ إلى فرنسا رغم أنه كان يعرف أن الثمن سيكون النزول عن العرش و الخروج إلى المنفى, ولم يرضخ حتى رجع طيب الله ثراه معززا مكرما و اعتلى من جديد عرش المملكة المجيدة.

    قولاً واحداً. ما فعلته ماكرون مع المغرب خطير خطير للغاية و إذا أراد أن ترجع العلاقات إلى طبيعتها فعليه أن يكون عاقلا فطنا و يرضي المغرب بالذي هو يعرفه.

  2. يقول قلم حر في زمن مر:

    هذا الرجل لا يريد أن يقدم تنازلات لا إلى الجزائر ولا إلى المغرب، لأنه يحمل عقلية استعمارية استغلالية، ونقول له ان زمن التوقيع على الصكوك البيضاء قد ولى إلى غير رجعة

    1. يقول طارق بن زياد الطنجاوي:

      الحل الوحيد الأمثل هو الذي طرحه ملك المغرب و شعب المغرب من اجل اتحاد مغاربي قوي لقطع الطريق على الاعداء الابديين للامة من إسرائيل، فرنسا، اسبانيا ايران روسيا امريكا….
      و الله لا يريدون لنا الخير ابدا، و الله ان المغرب لجد فطن لأفعالهم الإجرامية الخبيثة. في حوار متلفز قال فرانسوا هولاند ان الصراع بين الجزائر و المغرب يجب الا يتوقف و لكن يجب ان نتحكم في هذا الصراع.

  3. يقول بــــــن مهيــــــــدي (الصحراء الشرقية):

    يجب على مكرون الإعتراف أن فرنسا انتهت صلاحيتها في إفريقيا. إن أراد المصالحة فعلا فليقدم كل الأرشيف الإستعماري للدول وكل من له حق يأخده.

  4. يقول سعد المغربي:

    فاتك سيدي الرئيس القطار! برغم كثرة معاهد التحليل الاستراتيجي و الأكاديمي في الجامعات الفرنسية، فإنها لم تنجح في استشراف المستحدث في العلاقات الجيوسياسية الدولية: سواء في النزاع الروسي الأوكراني…و في التواجد التركي القوي شرق البحر الأبيض المتوسط..و لا في افريقيا جنوب الصحراء…و لا حتى في تغير موازين القوى بين المغرب و الجزائر لفائدة الأول…رغم سياق” أزمة” الطاقة!

  5. يقول غزاوي:

    مجرد تساؤل.
    ما الذي يرضي الجزائر وكيف نتفادى غضبها !!!؟؟؟
    ذلكم التساؤل الذي أصبح يُحير ويرهق ويؤرق ويرعب فرنسا، لتفادي غضبة جزائرية تقيها ما حصل للمغرب ولإسبانيا.
    بعد اتهام الجزائر فرنسا بتسخير إمكانياتها الدبلوماسية والقنصلية والأمنية والاستخباراتية باختطاف وتهريب الخبارجية أميرة بوراوي وسحب سفيرها لدى باريس، ما كان على ماكرون سوى الانحناء والتعبير على واجب الطاعة وسرعة الاستجابة لتفادي قطع شعرة معاوية. “فَلَعَنَ وتَحَدَى” المتسببين في ما حصل بما نصه:
    “سنمضي قدما. المرحلة ليست الأفضل لكن هذا الأمر لن يوقفني”، منتقدا من “يحاولون المضي في مغامراتهم” ولديهم “مصلحة بألا يتم التوصل” إلى مصالحة مع الجزائر.” انتهى الاقتباس
    وقبلها اتخذ أصعب وأهم قراراتها عندما ليس فقط أنهى مهام سفيره لدى الجزائر المتهم في قضية بوراوي بل شطبه نهائيا من السلك الدبلوماسي.
    والحقيقة ليس فقط ماكرون بل كل فرنسا مهووسة بالجزائر. فبعد ثماني سنوات قضاها كسفير سابق لفرنسا في الجزائر قال
    كزافيي دريانكور الذي قضى 8 سنوات على فترتين كسفير لفرنسا لدى الجزائر وتمنى انهيارها منذ أيام، قال مذاكراته المعنونة: ”اللغز الجزائري: أوراق سفارة في الجزائر” ما نصه:
    “الجزائريون يجيدون تركيع محاوريهم، ونحن منهم طبعا”.

    1. يقول Adam Bahij:

      وماذا حصل للمغرب واسبانيا.قطعتم العلاقات مع المغرب وهو الآن أحسن مما كان عليه.أما اسبانيا فقد نقلت كل مشاريعها واستثماراتها وشركاتها من الجزائر إلى دول أخرى.والسؤال ماذا ربحت الجزائر من قطع هذه العلاقات.

  6. يقول مختص في تاريخ الشرق الأوسط و شمال إفريقيا:

    فرنسا لا يمكن أن يتخلى عن الجزائر, لأنها ببساطة سر سيطرتها على إفريقيا, فقط عليكم الإمعان في خريطة الجزائر لترو كيف صممت فرنسا الحدود لتمكينها من الوصول جوا وبرا وبحرا إلى عمق مستعمراتها الافريقية, في اللحظة التي تريد, والدليل على ذالك الهبة الفرنسية المنقطعة النظير حتى أجهضت الحراك الجزائري, و إشعالها نار العداوة بين المغرب و الجزائر

    أما المغرب فهو مع ضعفه وتناقضاته الكثيرة لكنه هو الدولة الوحيدة التي تمثل التهديد الوجودي بالنسبة لفرنسا, منذ معركة بلاط الشهداء إلى اليوم.

    1. يقول قلم حر في زمن مر:

      إذن حسب تحليلك أخي الكريم افهم من هذا الكلام الجزائر هي نقطة ضعف فرنسا وفي نفس الوقت هي نقطة تفوقها إذن إذا كان ساسة الجزائر يتمتعون بقدر كاف من الذكاء و المناورة فقد يستطيعون تركيع فرنسا بالضربة القاضية

    2. يقول مختص في تاريخ الشرق الأوسط و شمال إفريقي:

      أحسنت, بدون مبالغة يمكن أن أؤكد أن مصالحة حقيقية بين المغرب و الجزائر اليوم ستعني مباشرة انهيار الامبراطورية الاستعمارية الفرنسية, لهذا فهي تحاول منعها بشتى الطرق, ولك في حرب الرمال و في العشرية السوداء و مقتل بوضياف و القايد صالح نموذجا, لاكن اليوم الوضع اختلف, لأن أمريكا تسعى لأخذ مكان فرنسا في إفريقيا شمالا و جنوبا.

  7. يقول فضيل الجزائر:

    للأسف الشديد الأنظمة في المنطقة المغاربية لا تستطيع الإبتعاد عن فرنسا!

  8. يقول ابن الوليد. المانيا. ( و على تويتر ibn_al_walid_1@ ):

    من المقال ماكرون يقول: ““إنها طريقة فهمنا المريحة للواقع في الماضي. ”
    .
    يبدو أنها بداية النزول من أعلى الشجرة .. فأهلا و سهلا في الواقع ..

  9. يقول سامي المهندس - New York:

    تناول فيه استراتيجيته في إفريقيا “سنمضي قدما.” ماكرون في نهاية النفق، أهدر ولايته الأولى وجزء من الثانية بدون أغلبية، ويحاول أن يجد إستراتيجية لنفوذ ضاع وهجه ووصل لمستوى تطالب فيه دول إفريقية بالإنسحاب الفرنسي من أراضيها، وتعجز فرنسا وإستخباراتها عن توقع الأمر، المغرب لن يربح أي شئ بتطبيع علاقاته بفرنسا، فهي سرقت صحرائه الشرقية لليوم ولم تعترف يوما بمغربية الصحراء الغربية، وهذا كاف كما قال الملك لمعرفة أصدقاء المغرب من بلدان العالم. النظام الجزائري أداة فرنسية في المنطقة، ولعل التعاون الأخير وزيارة ماكرون ووزراءه للجزائرو الخوذة التي حصل عليها شنقريحة أو مساندة فرنسا لإنقلاب الجيش الجزائري عن الشرعية الإنتخابية كل هذا وغيره دليل على العلاقة الحقيقية لفرنسا بالجيش الجزائري. المغرب كلما إبتعد عن الجزائر وفرنسا إستطاع أن ينجح في مساره الدولي والإفريقي المتميز. علاقة المغرب مع اسرائيل على علاتها أفضل من أي تقارب شكلي مع ماكرون

  10. يقول Ahmed HANAFI اسبانيا:

    من دواعي السخرية والخجل أن يتحدث رييس فرنسا عن:
    ١- الاستعمار، وهو يلمح للاستعمار الروسي لاراضي اوكرانية، ونسي ان بلده استعمر بلادنا كثيرة، عقودا طويلة من الزمن.
    ٢- الخلافات بين الجزاير والمغرب، وهي خلافات خلقتها فرنسا وتعمل على اطالتها لانها تقتات عليها.
    فمن يمنع فرنسا من الاعتذار للجزايريين وإعادة جماجم الشهداء التي تحتفظ بها في متحف باريس كما لو كانت منتوجات سياحية ؟ أن كانت حريصة حقا على علاقات طبيعية مع مستعمرتها السابقة؟؟
    ومن يمنعها من الإفراج عن الارشيف والخرائط الخاصة بالمنطقة ليعرف المغاربيون مثلا:
    – كيف كانت الحدود عند دخول الاستعمار؟
    – وهل أراضي الصحراء ( الغربية والشرقية ) كانت تابعة للمغرب ام لبلد اخر؟؟
    ولان السياسيين ينقصهم الحياء احيانا، فإن السيد ماكرون سيبدأ جولته الافريقية ببلد أعلن صراحة انه خرج من الفركوفونية لانها لم تفده في شيء.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية