باريس- “القدس العربي”:
يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صباح اليوم بقصر الإليزيه، وزير الخارجية الأمريكي – الذي وصل إلى باريس قبيل يومين حيث أمضي عطلة نهاية أسبوع خاصة مع زوجته – في مستهل جولة خارجية تبدو الأخيرة لرئيس دبلوماسية دونالد ترامب، ستشمل لاحقاً تركيا ثم جورجيا وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة وقطر وتنهي في السعودية.
المراقبون في فرنسا، يؤكدون أن ماكرون يجد نفسه مضطراً خلال هذا اللقاء إلى تحقيق توازن من خلال استقبال رئيس الدبلوماسية الأمريكية مايك بومبيو الذي لم يعترف بعد بهزيمة دونالد ترامب، في وقت سيكون تفكيره موجهاً إلى علاقته مع الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة جو بايدن، الذي كان الرئيس الفرنسي من بين أوائل المهنئين به بانتخابه على تويتر، قبل أن يتحدث معه هاتفياً، وذلك على الرغم من أن الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته لم يعترف بعد بهزيمته، بعد أكثر من أسبوع من إعلان النتائج.
باريس تقول إن الرئيس ماكرون ووزير خارجيته جان إيف لودريان، قبلا استقبال مايك بومبيو بناءً على طلبه الخاص، وبـ”شفافية تامة مع فريق الرئيس المنتخب جو بايدن”، في وقت تريد الحكومة الفرنسية إعادة تأسيس العلاقة عبر الأطلسي مع مجيء الإدارة الأمريكية الجديدة.
ومايك بومبيو نفسه، رفض قبل الانطلاق في جولة في أوروبا والشرق الأوسط والتي تعتبر باريس محطتها الأولى، الاعتراف بانتصار جو بايدن. وقال الأسبوع الماضي، قبل أن ينتقد الزعماء الأجانب الذين أجروا اتصالات مع بايدن، قائلاً إنه: “سيكون هناك انتقال سلس لإدارة ترامب في ولاية رئاسية ثانية”.
لذلك يتوقع مراقبون أن يكون الجو متوترا خلف الأبواب المغلقة في القصور الباريسية لهذه الزيارة الأولى وربما الأخيرة لبومبيو إلى باريس (بخلاف تلك التي رافق خلالها الرئيس دونالد ترامب). فقبل وصول بومبيو إلى باريس، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنه سيعارض خلال هذه الزيارة تسريع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق، الذي حدد ترامب توقيته قبل انتهاء ولايته الرسمية في 20 كانون الثاني/ يناير.
ومن المتوقع أن يكون الملف الإيراني، الذي ساهم إلى جانب ملفي المناخ والتجارة، في قطيعة معينة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي لمدة أربع سنوات، سيكون مطروحا أيضا على طاولة مباحثات بومبيو مع ماكرون ولودريان. حيث انسحب دونالد ترامب بشكل أحادي في عام 2018 من الاتفاقية الدولية الموقعة مع طهران عام 2015 لمنعها من حيازة أسلحة نووية، معتبرا أنها غير كافية، وأعاد فرض العقوبات على طهران ثم شددها.
ووعدت إدارة ترامب بتعزيز الإجراءات العقابية حتى النهاية، وهي استراتيجية يرى بعض المراقبين أنها رغبة في بناء ‘‘جدار مرتفع للغاية من العقوبات’’، مما سيصعب على الرئيس المنتخب جو بايدن العودة إلى الوراء.
فمهما كانت نتيجة الانتخابات الأمريكية، فإن إدارة ترامب موجودة في السلطة حتى 20 يناير/كانون الثاني على الأقل. وحملة الضغط الأقصى ضد إيران لن تتوقف في الأسابيع القليلة المقبلة، وفق ما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤول أمريكي رفيع.
وبحسب وزارة الخارجية، ستركز المناقشات أيضا على ‘‘الوحدة عبر الأطلسي’’، التي غالبًا ما تم إساءة استخدامها خلال عهد ترامب ، فضلاً عن “مكافحة الإرهاب”.