تونس- “القدس العربي”: قال ماهر المذيوب، المستشار الإعلامي لرئيس حركة النهضة، والرئيس السابق للبرلمان التونسي، راشد الغنوشي، إن الأخير ساهم بشكل كبير في وصول الرئيس قيس سعيد إلى السلطة، كما رفض محاولات سحب الثقة منه تجنّباً لحدوث فوضى في البلاد.
وعلق المذيوب على الحملة، التي تخوضها بعض وسائل الإعلام التونسية ضد الغنوشي، بالقول: “ليس من المروءة إطلاق نار الأكاذيب، فما بالك عندما ترمي رجل فكر وعلم ودولة، يبلغ من العمر 83 عاماً، بالترهات والفبركات والاتهامات المجانية والأكاذيب المريعة، وهو (الغنوشي) يقبع -عدواناً وظلماً- في غياهب السجون، ولا يمكنه الدفاع عن نفسه، ورفاقه مشردون هنا وهناك، ومقرات حزبه مغلقة منذ أكثر من 400 يوم”.
وكانت وسائل إعلام محلية، بينها قناة التاسعة، تحدثت عن اكتشاف “مخطط للفوضى” داخل منزل الغنوشي، كما استضافت عدداً من السياسيين لمهاجمة الغنوشي، المعتقل منذ أكثر من عام.
وهو ما دفع هيئة الدفاع عن الغنوشي لاتهام بعض وسائل الإعلام بإجراء “محاكمات تلفزيونية”، قالت إنها تحمل سيلاً من المغالطات بحقه.
وقال المذيوب، في تدوينة على حسابه في موقع فيسبوك: “الغنوشي انتخب قيس سعيد، رئيساً للجمهورية التونسية، ورجّحَ كفّته في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية 2019 بأكثر من 600 ألف صوت من خزان النهضة الانتخابي، ولولا الغنوشي لم يكن سعيد رئيساً. ومنذ انتخاب قيس سعيد، عام 2019، لم يشكك الغنوشي ومؤسسات النهضة في شرعيته كرئيس للجمهورية التونسية، حتى بعد انقلابه على الدستور في تموز/ يوليو 2021”.
وأشار إلى أن الغنوشي دعا، يوم 26 تموز/ يوليو 2021 “نواب البرلمان وأعضاء حزبه، وكل المؤمنين بتونس الجديدة الحرة والديمقراطية، للالتحاق بفضاء مجلس نواب الشعب، وعندما رمى بعض أنصار قيس سعيد حجراً على سيارة الأمن الرئاسي التي كانت تقلّ الغنوشي، وبدا وكأن الأمر يخرج عن السيطرة، دعا الغنوشي أعضاء الأمن الرئاسي لمغادرة المكان حفظاً على السلم والأمن الأهلي، كما دعا جميع المحتشدين للعودة إلى ديارهم في كنف الهدوء والسكينة (تجنّباً للفوضى)”.
وأضاف المذيوب: “لو عزم الغنوشي على سحب الثقة من قيس سعيد لعمل على ذلك بيسر وسلاسة، ولكان سخّر جميع إمكانياته السياسية من أجل جمع عدد 145 نائباً، لسحب الثقة من قيس سعيد، ولكانت حلّت فتنة كبيرة في البلد، ولفُتحت تونس على أتون الجحيم، في ظل غياب المحكمة الدستورية. فسحب الثقة زلزال سياسي، قبل أن يكون دستورياً”.
كما أشار إلى أن الغنوشي رفض الدعوات التي “طالبت جيشنا التونسي العظيم بالتدخل والانتصار لدستور الجمهورية التونسية، وقال قولته الشهيرة: كل التقدير لجشينا الوطني، لكننا نرفض أن نكون طرفاً -بأي طريقة كانت- في أي انقلاب، حتى وإن أطاح بانقلاب، فنحن مع الشرعية، وإن حادت عن الدستور والقانون فسنقاومها بالدستور والقانون، ولا شيء آخر غير الدستور والقانون والنظام الداخلي لمجلس نواب الشعب”.
وأضاف المذيوب: “عندما طرحت شخصية وطنية من المقيمين خارج تونس فكرة حكومة الظل، قوبلت من الغنوشي بتحفّظ شديد، لأنها غير دستورية وبلا أفق. وعندما طرح البعض فكرة برلمان المهجر، تحفّظ الغنوشي على تجسيد الفكرة، لسبب بسيط كما قال، وهو أنه ليس هنالك فصل في النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية ينص على مثل هذا الهيكل”.