مايروَّى بالنَّار

عبير خديجة
حجم الخط
0

بعُريكِ القَهريّْ
ستأتينَ؛ كالخَضْلِ
تحتَ جمرِ الاشتهاء
وتَصرخين، كأنكِ في فضاءٍ أخير
داميةً ستأتين
وبكِ أثر الجَّارحِ من الطَّير
أيتها القصيدة البيضاء
كنهدٍ بكفِ الدُّجى.
من انتهاكٍ صارخٍ تأتين
من نارِ صيدٍ
من هسيسِ الماء
من هبوة الرِّيح…
منهكةً، مُنتهَكة
وسافرةً تأتينَ من هوًّةِ التجريح.
مروّاةٍ بالنَّارِ تأتين
مرويةَ الغليل
وخلفكِ أسرابُ طير
قطيع أيائل
وغيمُ الكلام الكثيف…
بصمتِكِ النَّديم، مبتلةً تأتين
من آخرِ رحلةٍ في الجحيم.
من موتٍ سابقٍ أتيتِ
من فيافٍ موحشةٍ وقاحلة
من حياةِ القطيع
وغداً بُغتةً تأتين
باردةً، واهنة الرُّوحِ، كرسولِ موتٍ جديد.
ومن قمرٍ دامٍ، شقَّ قميصَ الليل
تأتين
عاليةً وناعمة.
من نومةِ الأحلامِ في العالم الوحشيّْ
كثيفةً تأتينَ،
ومؤثرة
كطريقةٍ مُدهشةٍ في النسيان.
من الموتِ… حادةً كالسيفِ تأتين
مُحتفيةً بالبروقِ، قاطعةً رحلتكِ القصيرة
ضَرباً بالوهمِ والأحلام.
بالتَداعي
بصمتكِ الأخرسِ الوحشيّْ
موتاً كاملاً تأتين على طريقِ الاحتمال.
من حفيفٍ حادٍ تأتين
وكيفما شئتِ، النَّقيض أو الشبيه
فأنتِ لستِ أنتِ
وكُلُ شيءٍ أنتِ، أيَّتها الطَفوح بالرَّفيف
في هذا الفراغِ العظيم.
وأنتظركِ حياةً لتأتي في فنائي بغتةً كالموتِ
كدفءٍ رحيم
كمطرٍ حزين
خفيفةً ككذبة أبريل
كفتنةٍ وقحة
كدوار بحرٍ طويل
شريرةً كالخريف، وأسميكِ ما شئت في ظهوركِ الأخير
أُسميكِ امرأة.

شاعرة سورية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية