حين يعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية (وبالمناسبة، هل ثمة مكان ما في العالم يضم رئيس حكومة بلا دولة؟) بأن الفلسطينيين سيتخذون خطوات لإقامة دولة فلسطينية إذا ما بسطت إسرائيل سيادتها على مناطق يهودا والسامرة وغور الأردن.. فما الذي يقصده في واقع الأمر؟ تبدو صياغته تلك ملتوية وملتبسة. وقد سبق لياسر عرفات أن أعلن إقامة الدولة الفلسطينية بجهاز التحكم من بعد في تشرين الثاني 1988. وفي تشرين الثاني 2012 بدأت حملة “رفع مستوى” السلطة الفلسطينية في الساحة الدولية، بحيث باتت محافل عديدة في العالم ترى فيها “دولة”. مثلاً، إن محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، تعترف بالفلسطينيين كدولة، ومن هنا ينشأ تهديدهم الدائم: “سنتوجه إلى محكمة لاهاي”. في السنة ذاتها، اتخذت الأمم المتحدة قراراً مبدئياً برفع مستوى مكانة السلطة الفلسطينية من “مراقب” ليس دولة، إلى دولة ليست عضواً.. شيء ما كهذا. دول عديدة في العالم تعترف بالسلطة الفلسطينية كدولة بطرق ملتوية. وليس واضحاً دوماً ما الذي يقصدونه عندما يقولون “اعترافاً”. يبدو أن التطور الوحيد، في المستقبل، الذي يمكن أن يكون ذا مضمون ويقلق إسرائيل هو اعترف أمريكي بدولة فلسطينية.
إن حقيقة مسارعة زعماء حزب “يمينا”، بمن فيهم رئيس مجلس “يشع” دافيد الحياني والوزير السابق بتسلئيل سموتريتش، إلى الاعتراف بدولة فلسطينية من خلال إعلان السيادة القريب، لا تعني بأنهم الجهة الحاسمة في هذا الموضوع. رئيس الوزراء الفلسطيني قال، إذن قال، لماذا هو بالذات وليس رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن)؟ مع ذلك لا يمكن أن نتجاهل أنه يرى في الخطوة الإسرائيلية المستقبلية ضربة قاسية للفلسطينيين.
إن بيان اشتيه للصحافيين الأجانب، أمس، جاء لردع إسرائيل عن تنفيذ خطة السيادة التي لا تشطب عن جدول الأعمال المحلي والدولي. وهكذا ينضم الفلسطينيون إلى الجهات المختلفة داخل إسرائيل التي تعارض الخطوة. كل واحد وأسبابه، ويبذل الإعلام جهوداً صادقة لإعطاء إحساس بالورطة الأخروية.
غير أن الأمر السليم هو أن نرى الخطوة الإسرائيلية بشكل مباشر وبسيط: خطوة أحادية الجانب لتوسيع مهم لسيادة دولة إسرائيل، في مجال بلاد إسرائيل الغربية. خطوة أحادية الجانب من الفلسطينيين للإعلان عن دولتهم المستقلة، تضعهم منذ الآن في وضع خرق لخطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام. هذا بالتأكيد سيعفي إسرائيل من الأجزاء الإشكالية في الخطة، والتي هي تسليم أرض بديلة في النقب للفلسطينيين وهراء نقل قرى عربية إلى منطقة السلطة الفلسطينية. منذ الآن تعتبر إسرائيل غازية في مناطق يهودا والسامرة من قبل الفلسطينيين ومساعديهم. و”اتخاذ خطوات” لإقامة دولة فلسطينية لن يضيف لوزن مقاومة الوجود الإسرائيلي.
الخطر الوحيد من ناحية إسرائيل في هذا السياق موضع الحديث، كما أسلفنا، هو صعود إدارة ديمقراطية تعترف بدولة فلسطينية. وعندها، سيكون جواب إسرائيل: مستعدون لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين، والأمريكيون سيقبلون هذا.
بقلم: أمنون لورد
إسرائيل اليوم 10/6/2020
لا شيء يخيف اسرائيل بتغيير الرئيس الاميركي فكم رئيس راح وكم رئيس جاء ولم يجرؤ اي منهم على اي عمل تعمله اسرائيل ولكن عندما يخرجون للتقاعد يتفلسون