ما الذي جعل الشارع المصري يغضب على مرسي وحكمه؟

حجم الخط
1

لم يتخيل محمد مرسي في أكبر كوابيسه ان يحتفل بالذكرى السنوية لأدائه اليمين الرئاسية في موقع الحرس الرئاسي. يستعد ملايين المصريين الغاضبين للخروج اليوم الى الشوارع والميادين طالبين تنحية الرئيس المنتخب ويهددون حياته.
وتعود اللافتات نفسها التي رُفعت في 2011 الى الميدان. إن الشعارات هي نفس الشعارات، بيد ان اسم مرسي حل محل مبارك. وأعاد الشباب الليبراليون علم اسرائيل ايضا الى الشارع بدور العلم السيئ مرة اخرى. ومصر تغلي.
كان متوقعا ان تنتظر مصر اياما صعبة بعد الثورة. ولم يستطع مرسي ان يدرك مبلغ أهمية نظام سياسي سليم كان الجمهور يستطيع ان يجد متنفسا فيه. بيد ان مصر مرسي هي مصر مؤسسات غير مشغولة. فقد فرّقت المحكمة الدستورية العليا مجلس الشعب في حزيران/يونيو الماضي. وتحول مجلس الشورى الى الجسم المُشرع وأُعلن في مطلع الشهر ايضا انه غير قانوني، ولا تكف سلطة القضاء والسلطة التشريعية عن الشجار وترفضان كل فكرة اجراء انتخابات جديدة لمجلس الشعب، والوضع الاقتصادي في اثناء ذلك يزداد سوءا فقط.
إن الوضع غير الممكن الذي توجد فيه مصر يجعل من الصعب على مرسي ان يعتمد على الديمقراطية التي أدت به الى الحكم، ولما كان المصريون لا يرون انتخابات في الأفق نقلوا النضال الى الشارع. معلوم ايضا ان للجيش والمعارضة نصيبا كبيرا من الفشل، فالجيش هو الذي حدد القواعد بعد عهد مبارك، أما المعارضة فلم تستطع ان تنشئ زعيما حقيقيا يواجه الاخوان المسلمين بنجاح.
وفي اثناء ذلك تسوء حال مصر، فانه يصعب على صندوق النقد الدولي، رغم ارادته الخيّرة، ان يمنح مصر القرض الضروري جدا، لأن ادارة مرسي لا تنجح في الثبات للشروط التي اشترطها الصندوق: فهو يطلب من الاخوان المسلمين اصلاحات بنيوية في الدولة تجعلهم ينقطعون عن قاعدة دعمهم من السكان، فليس عجبا ان تفقد مصر الائتمان.
توجه الاخوان المسلمون الى دول الخليج طالبين المساعدة، ولا يحب الشارع المصري الفخور جدا تاريخيا هذا. فقد اعتادت مصر ‘أم الدنيا’ أن تكون زعيمة العالم العربي لا متسولته. والتضخم المالي يطغى، والبطالة تزداد، ولم يعد السياح يتدفقون وأخذت الاستثمارات الاجنبية تتضاءل. وفي هذا الوضع لن يهب للمساعدة حتى أبو الهول.
وينبغي ان نضيف الى ذلك عدم الأمن الذي أخذ يقوى في مصر، فقد فقدت الشرطة منذ كانت الثورة قدرتها على الردع. وأثبتت اعمال التنكيل بأربعة من الشيعة في ضواحي القاهرة مبلغ خطر ان تكون من أقلية دينية في مصر اليوم، خاصة ان تكون شيعيا مع الأخذ في الحسبان ما يجري في سورية. ولا يساعد السلفيون ايضا الاخوان المسلمين، بالعكس: إنهم يلاحظون ضائقة مرسي ويُدبرون لوراثته معتمدين على شدة تدين الشعب المصري.

ماذا سيفعل الجيش؟

ماذا ينتظرنا الآن اذا؟ إن المعارضة تستعد منذ شهرين للمظاهرة الضخمة اليوم. وزادت خطبة مرسي يوم الاربعاء من حالة الغليان فقط. لن يتنازل، ولا يجوز ان ننسى الجيش، فقد كان الضباط هم الذين حكموا قبل ان يُنحيهم الاخوان مدة 18 شهرا بعد عهد مبارك.
وعندهم الآن فرصة للانتقام. ليس بالضرورة أن يطلبوا تنحية مرسي، لأن الوراثة أولا ليست سهلة، ولأن واشنطن ثانيا تؤيد الرئيس المنتخب وإن كانوا يسمونه مرسي. لكن الجيش يستطيع ان يضطر الرئيس الى تنازلات.
ويوجد ايضا خيار الحرب الأهلية (اذا أطلق مرسي ناسه). لكن توجد ايضا خيارات اخرى كانتخابات مبكرة أو ائتلاف حكومي جديد بمشاركة الليبراليين.
وفي هذه الاثناء يرى مبارك من زنزانته كيف تحول مرسي في أقل من سنة الى الضربة الحادية عشرة لمصر.

بوعز بسموت
اسرائيل اليوم 30/6/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول naser:

    an Israeli journalst saying the truth about the proplem of eygept while the thousands of egyption journalests do not telling the truth so how allah will help us ?????????????????????????????

إشترك في قائمتنا البريدية