لا شك أن اجتياح قوات داعش للموصل، في العاشر من شهر حزيران الماضي، وما تلا ذلك من تداعيات، لم يكن مما يسر إيران التي تخوض معركتها المصيرية على المستوى الاقليمي – الدولي. لكن انخراط الإدارة الأمريكية عسكرياً، بعد انكفاء مديد، في شؤون الإقليم في إطار حرب جديدة على الإرهاب – المتمثل هذه المرة في «الدولة الإسلامية» – كان من شأنه أن يثير ارتياح نسختها الشيعية (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) بما أن هذه الأخيرة وجدت نفسها في الخندق نفسه مع الولايات المتحدة في الحرب على داعش.
هذا ما كانه موقف عامل ولي الفقيه في «ولاية دمشق» بشار الكيماوي الذي رحب، على لسان وزير خارجيته وليد المعلم، بالتحالف الدولي ضد داعش، مع المطالبة بالتنسيق مع النظام في «العدوان على سوريا» كما قال. لكن ولي الفقيه كان له رأي آخر. وإذا كان قد تعاطى بإيجابية متحفظة مع المطلب الأمريكي بإطاحة نوري المالكي ثمناً لضرب داعش جواً في العراق لمصلحة بغداد، فقد وقف بصراحة تامة، هو وعامله في «ولاية الضاحية الجنوبية» حسن نصر الله، ضد شمول الضربات الجوية الأميركية مواقع داعش في سوريا.
التباين بين موقفي طهران ودمشق مفهوم، بالنظر إلى أولويات كل من النظامين. ففي حين تدرك طهران أن الانخراط الأميركي في سوريا، حتى لو استهدف داعش من غير النظام، من شأنه أن يضعف يدها في تقرير مصير سوريا ما بعد النظام الكيماوي، لا يفكر هذا الأخير بما هو أبعد من أنفه: إنقاذ يومه وحسب في حرب بلا نهاية.
من أبرز علامات القلق الإيراني من عمليات التحالف الدولي ضد داعش، في سوريا بخاصة، تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان بصدد الربط بين أمن إسرائيل وأمن النظام الكيماوي التابع لها في دمشق. هذه التصريحات المتطابقة مع ما قاله رامي مخلوف، في مطلع الثورة السورية، انطوت على دلالتي التحذير والوعيد، اللذين نقلتهما إيران إلى الإدارة الأمريكية كما قال عبد اللهيان. ولا نعرف ما كانه الرد الأمريكي، لكننا نعرف أن الوعيد تحول إلى حركة هجومية في اليمن باستيلاء العامل الحوثي لولي الفقيه على العاصمة صنعاء. وهكذا استثارت حركة الحوثيين رد الفعل المتوقع من منظمة القاعدة، لتستثير هذه بدورها الطائرات الأمريكية بدون طيار. ومن اليمن إلى لبنان: جاء الرد سريعاً من داعش والنصرة في طرابلس..
كأننا أمام لعبة شطرنج طرفاها الولايات المتحدة وإيران، على مسافة أقل من شهر من الموعد النهائي للمفاوضات النووية المكناة (إيران 5 + 1). الإدارة الأمريكية تبدو واثقة من سياستها، على رغم تلقيها انتقادات شديدة في الداخل والخارج على استراتيجيتها الغامضة، أو غياب الاستراتيجية لديها، في حربها على داعش. في حين تتصرف الجمهورية الإسلامية بعصبية واضحة، كأنها مستعجلة على خلق وقائع على الأرض، في الساحة الاقليمية، لتمتلك أكبر قدر ممكن من الأوراق في البازار الوشيك حول ملفها النووي ونفوذها الإقليمي.
اللافت في الأمر أن معسكر القلقين من النوايا الأمريكية غير المعلنة لا يقتصر على إيران وأتباعها، بل يشمل أيضاً خصوم المحور الإيراني الذين سارعوا أيضاً للتحرك المضاد في ليبيا كما في طرابلس الشام (والسودان!). وعلى رغم مشاركة السعودية وحلفائها في الغارات الجوية على مواقع داعش في سوريا، فهم لم يتلقوا أي ضمانات من الأمريكيين بشأن ما بعد داعش في سوريا، الأمر الذي يمكن قراءته من التصريحات اليومية الصادرة عن الائتلاف السوري المعارض وقيادة أركان الجيش الحر اللذين يشكوان من تجاهل الأمريكيين لهم و»عدم استشارتهم» بشأن الحرب على داعش.
في حين أن الموقف التركي يذهب إلى أبعد من مجرد الشكوك والقلق، لتظهر الخلافات بين واشنطن وأنقرة إلى العلن بمناسبة المعركة الدائرة في كوباني وحولها. الرئيس التركي الذي وعد، في نيويورك أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي، بالانضمام إلى التحالف الدولي بعد تردده في اجتماع جدة، عاد إلى التشدد في شروطه بعد عودته إلى أنقرة. الحكومة التركية تريد وضع تصور متكامل لمصير سوريا، بما في ذلك إسقاط النظام الكيماوي، شرطاً للمشاركة الفعالة في الحرب على داعش. في حين لجأت الإدارة الأمريكية، كعادتها، إلى سياسة التجزئة: كوباني أولاً! بما يعني ذلك من استثمار النقمة الكردية في الداخل التركي على الحكومة بسبب تعنتها في عدم فتح ممر لنجدة المقاتلين الكرد في كوباني، للضغط على أردوغان.
كل هذا يشير إلى الأهمية الاستراتيجية لما سينتج عن المفاوضات النهائية حول الملف النووي الإيراني، على الأقل من زاوية نظر الإدارة الأمريكية التي تتطلع إلى إيران كشريك إقليمي موثوق تترك له إدارة شؤون الإقليم، مع ما تتطلبه هذه الشراكة من تنازلات مؤلمة من جانب إيران.
والحال هذه، من حق إيران وخصومها معاً القلق. أما الشعب السوري فوحده يدفع الثمن الباهظ على رقعة الشطرنج الدموية هذه، من غير حتى أن يرى ضوءًا في نهاية النفق الطويل.
٭ كاتب سوري
بكر صدقي
فعلا الشعب السوري من يدفع فاتورة هذه النزاعات بالمنطقه
فولي الفقيه يصنع الطائفية بالعراق وسوريا واليمن بعدما أسسها بايران
اللهم سلط داعش على ايران حتى يكتووا بنارها كما كووا الشعب السوري بها
ولا حول ولا قوة الا بالله
حقائق معروفة ..
النظام الايراني يعتبر داعش من ادوات النظام الامريكي وحلفائه ..
والنظام الايراني حليف مع النظام السوري ..
والانظمة المعادية لسوريا هي انظمة حليفة لامريكا ..
وامريكا والصهاينة حلفاء مع بعض ..
توته توته خلصت الحدوته ..
احسنت ايها الكاتب الكريم نعم بشار الاسد هو وكيل ولاية الفقيه في المنطقة ينفذ اجنداته ومنها حماية حدود اسرائيل كما كان يفعل والده وبشار عبارة عن ورقة تفاوض في يد الفقيه لا اكثر وعندما تنتهي سيرميها الفقيه في الزبالة لانه هذا مصير من باع وطنه ودمره اكراما لعيون اسرائيل وسنشهد قريبا كيف سترمي ايران ورقة بشار الكيماوي الى مزابل ااتاريخ لانه لايهمها الا مصالحها