‘ما الهم غيرك يا الله’

حجم الخط
44

تصريح المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي اي ايه) مايكل هايدن ان انتصار قوات الرئيس بشار الاسد في سوريا قد يكون ‘الافضل بين ثلاثة سيناريوهات مرعبة جدا جدا’، يعتبر اجمل هدية يتلقاها الرئيس السوري منذ بداية الانتفاضة قبل 32 شهرا.
يعتبر هايدن ان السيناريوهين الاخيرين: تفتت البلاد بين فصائل متخاصمة مما سيؤثر على دول المنطقة، واستمرار المعارك الى ما لا نهاية بين متطرفين سنة ومتعصبين شيعة، وللأسف ما لم يقله هايدن ان سلبية حكومته بتعاملها مع الازمة يحملها مسؤولية كبيرة بوصول الوضع الى ما هو عليه.
ورغم ادراكها لهذه المخاطر، لم تجر واشنطن اي تصحيح لسياساتها في ما هي تدفع باتجاه حل سياسي من خلال جنيف 2، لكن السلبية التي تخطط وتعمل بها فضلا عن تجاوبها الدائم مع الرغبات الاسرائيلية تبدو وصفة لادامة الصراع لا لاقامة اي حل سياسي.
وسيناريو بقاء الاسد يبدو انه كان منذ البداية الحل الانسب للادارة الامريكية التي تخشى وصول قوى جديدة، لا تعلم مدى قدرتها على بسط السيطرة على الدولة، وهذا ما اعطى الوقت الكافي لوصول قوى متشددة تعمل على زعزعة القوى المعتدلة.
القوى المعتدلة، الممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والجيش السوري الحر، والذي من المفترض نظريا ان يتلقى الدعم، (خاصة وانه اينما ذكر اسمه يرفق بعبارة المدعوم من الغرب)، يتلقى عمليا الضربات، فمن جهة يواجه القوى المتطرفة على اطراف البلاد، ومن جهة ثانية يواجه الآلة العسكرية للنظام والقوى العسكرية الاخرى التي تسانده، سواء حزب الله او ابو الفضل العباس. وقد تلقى الجيش الحر ضربة قوية اثر تصاعد التوتر بينه وبين الجبهة الاسلامية التي استولت على مبان ومخازن لقواته في اضنة بالقرب من الحدود التركية، لكن الضربة الاهم جاءت باعلان الولايات المتحدة وبعدها بريطانيا وقف المساعدات، ورغم ان هذه المساعدات تقتصر على اللباس العسكري والمناظير الليلية والمواد الغذائية واجهزة الاتصالات، الا أن مجرد اعلان الولايات المتحدة عن ذلك، سيؤثر سلبا على نفوذ الجيش السوري الحر وسيزيد من تفككه. فبدلا من تعويضه عن الخسائر، تزيد الادارة الامريكية الضغط عليه، وكأن المطلوب الوصول لسيناريو هايدن المفضل، وهو ما لوح به وزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل بتصريحه أمس ‘عندما تتم تنحية المعارضة المعتدلة فان هذا ليس بالامر الجيد، ولكن هذا ما نتعامل معه’. ويبدو ان هذا سينعكس في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 كانون الثاني/يناير المقبل في مونتري على بحيرة ليمان، حيث سيصل الائتلاف ضعيفا ومفككا، بينما يصل ممثلو الاسد معززين بانتصارات عسكرية.
تتزامن هذه التطورات، مع مواصلة النظام منع وصول المساعدات الانسانية للمدنيين في ظل هذا الشتاء القاسي، وهذا بحد ذاته يعتبر جريمة، فكيف اذا ترافق ذلك بقرائن تشير الى قصف المدنيين وذبح المئات واستخدام الاسلحة الكيميائية.
الرد الامريكي على هذا كان الادانة والدعوة لمحاسبة المسؤولين عن الاعمال الوحشية، دون تسميتهم، والاشارة الى استمرار عمل وزارة الخارجية الامريكية مع الناشطين السوريين والمجتمع المدني لتطوير تفهم سليم ومناقشة العدالة الانتقالية المستقبلية، مثل هذه التصريحات لم نعتد عليها الا من لجان حقوقية ومؤسسات مدنية، وليس من قوة عظمى.
وعندما تكتفي الولايات المتحدة بالدعوة لادانة المجازر، يكون المواطنون البسطاء في سوريا، فهموها مبكرا حين رددوا ‘ما النا غيرك يا الله’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ع.خ.ا.حسن الاردن:

    رد على عربي من سوريا بسم الله الرحمن الرحيم.من الذي اعطى الاسد الاب ووريثه الابن ان يتحكم في رقاب السوريين لاكثر من 4 عقود بالدموية والتدمير والارهاب؟ومن الذي اعطى الاقلية العلوية(اقل من 10%) وعائلة الاسد خاصة بالتحكم في اكثر من 90% من مفاصل الدولة السورية؟ومن الذي اعطى ايران الحق في حماية الاسد ونظامه(البعثي العربي الاشتراكي!)وايران تكره كل ما هو عربي كراهية شديدة وتستعمل الطائفية لاذلال العرب والمسلمين والتوسع على حسابهم وكل ذلك يتم بالتآمر والتنسيق مع اعدائنا الصهيوصليبيين الاستعماريين؟
    وانت ايها العربي من سوريا الا تعلم ان تدمير العمران السوري يتم بصواريخ ودبابات الاسد وببراميل طائراته المتفجرة؛وان هذا التدمير طال احياء كثيرة في كل المدن السورية وخلف اكثر من 125 الف قتيل واضعافهم من الجرحى وملايين المشردين في الداخل السوري وخارجه؟
    واقول لك ايها العربي من سوريا بان هذه الوحشية المفرطة من ملالي ايران واسدهم في سوريا لا يعرف لها التاريخ مثيلا وهي نتاج عقيدة فاسدة بان قتل احفاد قتلة الحسين-وهم اهل السنة في زعمهم وتخرصاتهم-فيه قربى الى الله؛وليس لذلك مثيل الا في بروتوكولات حكماء صهيون التي تبيح ابادة الاغيار(غير اليهود) اذا اعترضوا طريقهم المتغطرسة والمتعالية على البشر.وفي ظن الكثيرين ان عقيدة ملالي ايران مشتقة من هذه البروتوكولات وفي تناغم مع اصحابها اليهود في القتل والدموية

  2. يقول احمد العربي-سوريا:

    ومن قال لك ان سوريا عرفت الارهاب الا من خلال من حملوا السلاح واجرموا بحق السوريين في اواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي بدعم وتحريض من دول الجوار العربي وعلى رأسها الاردن ثم اعاد التاريخ نفسه مع هبوب رياح ربيع العرب !!الم تسمع بمجزرة مدرسة المدفعية الشهيره حين قتل احد الضباط الاخونجيه 300 طالب ضابط حين كانوا في قاعة التدريب وهو كان يدربهم وكان ذلك السبب المباشر للحرب عليهم ؟!لم نشعر نحن السوريون باي نوع من التفرقة على اساس مذهبي حتى بطاقات الهويه السوريه لاتحمل اسم المذهب او الديانه ..كلنا سوريون وفقط !!وحزب البعث الذي لايعجبك لايعترف بالطائفيه من اساسها ..كنا نعيش بامن وامان وشهدت سوريا في السنوات الاخيره نهضه شامله وتضاعف دخل الفرد اربع اضعاف وحافظت الليرة على قيمتها تجاه الدولار( 45ليره ) التعليم في سوريا مجاني بكل مراحله والطبابة مجانيه واسعار المواد الاستهلاكيه كانت مدعومة من الدوله ..سوريا كانت تصدر الغذاء والدواء الى الاخرين .. كانت تصدر حتى الماء والكهرباء الى الجيران العرب .. سوريا كانت دولة ديونها صفر
    خريجي الجامعات السوريه المجانيه منتشرون في جميع انحاء العلم بفضل سياسة الحزب الذي لايعجبك وكان العرب جميعا يدخلون سوريا بدونتأشيره ويدرسون في جامعاتها كالسوريين .نعم كان هناك فساد واي بلد يخلو من الفساد ؟! وكل السوريين كانوا متفقين على محاربته ولكن بطريقة اخرى ليس عم طريق القتل !!.. نحن لم نشعر ان ايران تعامل العرب على اساس طائفي وكان الايرانيون دوما سباقين لمد اليد والتعاون مع العرب وما زالوا لكن العرب هم من يرفض التقارب مع ايران لان امريكا لاتريد ذلك!!الكل يعرف من اين منبع الفكر الطائفي الاقصائي الجاهلي المتخلف انه من المنطقه العربيه مع الاسف .. وليس اقرب الى الفكر الصهيوني من الفكر الوهابي التكفيري .. ومن وكل هؤلاء التكفيريون من كل انحاء العالم ان يأتوا ويجاهدوا في سوريا ويقتلوا السوريين بكل وحشية ؟! الذي قتل السوريين ويقتلهم هم من حملوا السلاح ودخلوا الاماكن الماهوله واتخذوا المدنيين دروعا بشريه وتمردوا على الدوله وراحو يخربون مؤسساتها ويستهدفون جيشها الوطني لاضعافه خدمة للصهاينه واسيادهم في عواصم الغرب الاستعماري .. كل مافعله الجيش السوري هو دفاع عن وحدة سوريا وكرامة شعبها في وجه اولئك الذباحين لجهله !! المسؤول عن دمار سوريا هو من سلحهم ومن مولهم ومن فتح لهم المعسكرات باشراف الامريكان والصهاينه في دول الجوار .. وهاهم الثوار يتقاتلون فيما بينهم على الزعامة وليس لشئ أخر فجميعهم يحملون نفس الفكر الاقصائي ولا فرق بين النصرة وداعش وجيش الاسلام وغيرهم !! وانت سألت من وكل الرئيس السوري ليحكم في سوريا انه الشعب السوري الذي وكله .. ويحق لنا ان نسأل نجن ايضا من وكل الملوك الابديين من حولنا في الحكم وحتى انهم سموا البلاد باسمائهم ..يكفينا فخرا ان قادتنا لم يصافحوا الصهاينه كما فعل غيرهم اصحاب معاهدات الذل والعار والمتعاونين مع اسرائيل سرا وعلانيه والذين يريدون ان يصدروا لنا الديمقراطيه الامريكيه ويدخلوا سوريا في حظيرتهم وهذا لن يحصل مادام في سوريا جيش عربي عقائدي عقد العزم على القضاء على اخر ارهابي وقريبا جدا انشاء الله !!

    1. يقول طعس بن شظاظ الصميدي:

      كلامك كله صحيح و من صدق الأعراب فلقد جلب لنفسه الدمار و الخراب و لا يلومن إلا نفسه , و بل أنصح حكام الشام الآن و في المستقبل و حالما تستقر الأوضاع أن يحرموا على الأعراب كلهم دخول بلاد الشام و خير لأهل الشام و حكامها أن يضعوا يدهم مع الأعداء المحتلين لفلسطين بدلا من هؤلاء الأعراب الذين أستكثر عليهم حتى البصقة في وجوههم .

    2. يقول طعس بن شظاظ الصميدي:

      و لو كنت أملك قنبلة نووية و الله لرميتها على رؤوس و حكام و بلاد هؤلاء الأعراب و بلا أي رحمة لكونهم لا يستحقون غير ذلك و لو كنت أستطيع رميهم بالكيمياوي و إبادتهم كالصراصير لفعلتها و الله الذي لا إله إلا هو و بلا أي تردد .

  3. يقول Kallasaleppo:

    سلمت يمينك يا أحمد العربي ،والله انك لتنطق بإسم الكثيرين من العرب الشرفاء

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية