ما جدوى هذا القانون؟

حجم الخط
0

اذا حاكمنا الامور على ضوء المشادة في جلسة الحكومة، تلك المشادة التي بحث عنها نتنياهو، فهذا يعني أنه قرر الذهاب إلى الانتخابات. أنت لا تضع إصبع في عين شركائك على شكل تقديم اقتراح قانون متطرف وغير ديمقراطي ويؤجج النار والصراع داخل جمهور متصارع أصلا اذا كانت وجهتك استمرار الشراكة. أنت لا تدفعهم إلى الزاوية اذا كنت تبحث عن اتفاقات، في الوقت الذي مطلوب فيه الحل الوسط – التصويت على صيغة معتدلة أكثر من صيغة عضو الكنيست زئيف الكين وشركائه لاقتراح قانون القومية – الذي هو قابل للتحقيق.
من جهة نتنياهو واذا كان قد مل من حكومته، فمن الافضل أن يقوم بحل الرزمة حول موضوع قومي بطولي مثل موضوع القومية. حيث لا يعرف أحد من هو المستفيد منه، ولكن هذا يُسمع جيدا. لا توجد لنتنياهو اسباب جيدة أكثر لحل الحكومة: ليس عملية «الجرف الصامد»، وليس تدهور الوضع الأمني الداخلي في القدس، وليس الجمود السياسي واليأس المتفشي في المنطقة وبالتأكيد ليس الامور الاقتصادية والاجتماعية. الويل للاقتصاد، الويل للمجتمع. بقدر معين فان لبيد ولفني قاما بخدمة نتنياهو أمس. هذا بالضبط التموقع الذي يبحث عنه في صراعه ضد نفتالي بينيت والبيت اليهودي على اصوات اليمين.
واذا حاكمنا نتنياهو بناءً على معرفتنا به فهو ليس من المراهنين أو المتسرعين لتقصير فترته الانتخابية. لقد تم أمس الحديث عن اتصالات لتأجيل التصويت الذي من شأنه تحديد مصير الحكومة بعد غد في الكنيست. التوقيت أقل أهمية، سواء حدث الانفجار هذا الاسبوع أو تأجل مرة اخرى، فقد تبين أمس أن حكومة نتنياهو الثالثة هي الصيغة السياسية لما سماه ذات مرة الجنرال بني غانتس في موضوع آخر: «مجنون نتن بقي في الغرفة».
كل لحظة تستمر في التواجد فيها هناك بعد استعراض الصراخ أمس، لا تفيد الحكومة ولا تفيد الجمهور عموما الذي يستحق أمرا أفضل وأكثر عقلانية.
وصف أحد اعضاء الحكومة ما حدث في جلسة أمس مثل «أحد ما وضع يده على الدُمل فانفجر». الاتهامات المتبادلة بين رئيس الحكومة ووزراء من حزبه ومن حزب يوجد مستقبل كانت كبيرة جدا. فقد قال عن لفني إنها هزيلة، وهي قالت عنه إنه يقوم بتدمير الدولة. وقال لبيد إن القانون المقترح هدفه حاجات انتخابية.
على الطاولة ذات اللون النبيذي الطويلة جلس فيل بكل ثقله، على شكل قانون «إسرائيل اليوم» الذي نجح بالقراءة التمهيدية في الكنيست بتصويت الحركة، يوجد مستقبل وإسرائيل بيتنا.
نتنياهو لم يكلف نفسه عناء اخفاء الشماتة التي شعر بها حيث جاءته الفرصة للرد على لبيد ولفني بسبب الاهانة التي تسببا بها في الكنيست قبل اسبوعين. سوف يغفر لليبرمان، فهو يحتاجه بعد الانتخابات عندما سيسعى إلى اقامة حكومة الشركاء الطبيعيين مع اليمين والحريديين.
بالمناسبة، أرسل نتنياهو في الايام الاخيرة اشخاصا رفيعي المستوى من الليكود إلى رؤساء الحريديين، الشرقيين والغربيين، والرسالة كانت: اذا تعهدتم مسبقا وبشكل علني بأن تقدموا توصية للرئيس بأن يقوم بيبي بتشكيل الحكومة القادمة، فسوف يقوم بحل الحكومة الحالية. وبذلك لن يمر قانون ضريبة القيمة المضافة صفر ولن تمر الميزانية، وسيضطر لبيد إلى لقاء الناخب وسيُهزم في الصناديق.
إستمع الحريديون ولكنهم رفضوا التعهد مسبقا، وليس علنا. هم سينتظرون النتائج الحقيقية واللحظة الحقيقية. لقد تعرقوا كثيرا بسبب نتنياهو وحان الوقت ليتعرق هو ايضا. أما من يتعرق حقيقة الآن فهو الثنائي يئير وتسيبي.
معاً وكل على حدة، هم يخافون من الانتخابات، وسيفعلون أي شيء من اجل تأجيل النهاية، وهذا لا يرتبط بهم. نتنياهو فقط سيقرر اذا كانوا سيستمرون أو ينفصلون.

هآرتس ـ 24/11/2014

يوسي فيرتر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية