ما هو سر “45” ثانية انتظرها أردوغان على البلاط الروسي؟ إدلب ولعبة الوقت والديموغرافيا مع بوتين- (فيديو)

بسام البدارين
حجم الخط
15

عمان- “القدس العربي”:
تبدو المقاربة التركية في إدلب السورية مقدمة لفرض وقائع “سياسية” وديمغرافية على الأرض عبر التمكين العسكري، واستنادا إلى عنصر المفاجأة للحليف قبل الشريك، أكثر من كونها معنية بالتدخل في “شؤون الآخرين”.
هنا حصريا تتوقف المؤسسة التركية وتحديدا في جناحها “الرئاسي” حيث الرئيس رجب طيب أردوغان عند تلك “الماكينة الروسية الاعلامية” التي حاولت إظهار الرئيس فلاديمير بوتين وهو “يتقصد” توجيه رسائل سلبية عندما ترك الرئيس أردوغان ينتظر لفترة من الوقت في القصر الرئاسي الروسي في لقاء القمة الأخير بموسكو.

تداول خصوم تركيا خصوصا في الدول الخليجية ومصر، بالمئات شريط الفيديو الذي يظهر أردوغان ممتعضا مع وفده المرافق وهو ينتظر أمام الكاميرات “بوتين المتأخر”.
انشغل الاعلام الروسي بترويج الرواية التي تقول بأن بوتين تجاهل أردوغان وتقصد إبقاءه منتظرا في إطار رسالة سياسية.
لكن الأوساط المقربة جدا من الرئيس أردوغان تتحدث عن “سقف زمني” أطول من الواقع ظهر في شريط الفيديو وتصر على أن فترة انتظار اردوغان دامت فقط  “45 ثانية” فيما يظهرها الفيديو عدة دقائق.
الأهم هو أن “ذلك يحدث” أحيانا في ترتيبات استقبالات الزعماء وإن كان مقصودا من الجانب الروسي. فالجانب التركي يفهم ويتفهم الأمر، لأن ما حصل مؤخرا في إدلب كان بمثابة “رسالة خشنة جدا” من تركيا ليس لموسكو والنظام السوري فقط، بل للذراع العسكري الروسي ايضا.
الأكثر أهمية هي تلك المعلومة التي سمعتها “القدس العربي” من أحد أقرب المستشارين من الرئيس التركي، فالرئيس بوتين يرد عمليا على انتظار مماثل عايشه في أنقرة عندما انتظر نحو “60 ثانية” قبل أن يطل عليه أردوغان ويصافحه متأخرا.
اعتبرت المؤسسة التركية أن بوتين بتأخره 45 ثانية على أردوغان في موسكو يرد على تأخر الأخير عليه في العمق التركي، عندما زاره بوتين بسقف “60” ثانية، أما إظهار الفترة أطول من ذلك وغير اعتادية فكانت لعبة الإعلام الروسي، ويمكن التدقيق بتفاصيل الفيديو لمعرفة ذلك، حيث تتكرر نفس النظرة الحائرة لأردوغان في القصر الروسي.
لعبة الوقت “تجاذبية” جدا بين أنقرة وموسكو، وتعكس برأي مراقبين خبراء حقيقة “التعاكس بالمصالح” والأهم “وقائع الأزمة الصامتة” بين البلدين، والتي تجلت وعبّرت عن نفسها في إدلب بالصراع العسكري الأخير الذي حسمه الأتراك بقسوة وبسرعة وبصورة خاطفة لإحداث تغيير ديمغرافي وجغرافي على الأرض.
بالمحصلة لقاء الأقطاب المتضادة انتهى باتفاق سياسي على الأرض يخدم الأجندة التركية في إدلب حصريا، حيث تصر روسيا على أنها ليست بصدد الاشتباك عسكريا مع أي طرف في المعادلة السورية الداخلية وواجبها تأمين النظام والدولة السورية فقط وليس الحرب والقتال.
المهم أن لحظات انتظار أردوغان على السجادة الحمراء والبلاط الرئاسي الروسي ليست “صدفة” وليست معزولة إطلاقا عن مساقات التجاذب المر بين موسكو وأنقرة في إدلب، حيث “لهجة عسكرية” تركية التهمت المشهد وحسمت الميدان، أعقبها لقاء قمة مع بوتين بذهنية “القشاش السياسي” الذي يتفاهم بعد الرسالة العسكرية على التفاصيل ويتفاوض على بعض الاشتراطات، الأمر الذي حصل تماما فيما سماه خصوم الدور بـ”مغامرة أردوغان” الأخيرة في إدلب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د . عبد الجبار الأمين:

    الخبر جاء من المصدر الروسي وليس من دول الخليج.شاهدت ( الفلم ) الأصلي كان التأخير مقصودا ومهينا وانتظر اردوغان لأكثر من
    دقيقة ونصف حتى اضطر للجلوس على مقعد عند باب القاعة.وأكّدت ذلك زعيمة حزب الخير التركي أمام البرلمان ، بفديو شاهدته.

    1. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      الأخ الدكتور عبد الجبار، المقال هنا يرد و يوضح على ما طرحه جنابكم.
      و كأني بك لم تقرأ سوى العنوان
      المقال يفكك ما ذكره جنابكم و يحلله و يرد عليه بالشواهد و الشهود
      فينبري جنابكم ليعيدنا إلى المربع الأول.
      احترامي

    2. يقول كمال:

      العبرة في النتيجة … و لو انتظر ساعة. حقق هذا القايد ما أراد. تركية قوة اقتصادية، عسكرية، و يحسب لها الف حساب. ماذا فعلت الاعراب (و لا أقول العرب) بكبرياءهم و حساسياتهم المريضة. شعوب متخلفة مستعمرة تتقاتل فيما بعضها … تركية حل بها الملايين من سورية، أين العرب من ذالك؟

  2. يقول كريم إلياس/ فرنسا:

    يكفي…تركيا و نظامها فخرًا …ان من يدّعون انهم يملكون القوة الضاربة على الأرض و في السماء…يحسبون الف حساب لها…و يعتبرونها…رقم صعب في المعادلة الدولية…! انتظر اردوغان…45 ثانية…و انتظر بوتين 60 ثانية..اين الاشكال في كل ذلك…خاصة عند المطبلين و اعوانهم…! و شكرا لقدسنا الموقرة

  3. يقول yousef:

    دقيقتين بالتمام والكمال مما اضطر اردوغان أن يجلس من التعب فيما القيصر بوتين مشغول بملاعبة كلبه المدلل

  4. يقول عابر سبيل:

    حتى وان انتظر الطيب اردوغان نصف ساعة لن يغير شيئا من حبنا لهذا القائد

  5. يقول صلاح إسماعيل الشيخ أحمد:

    المهم في الموضوع إتفاق وقف إطلاق النار والحد من قتل المدنيين.
    وكلام الإعلام الفاسد ليس له معنا.
    الله يكون بعون الشعب السوري الاعزل.
    ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

  6. يقول محمدالشيخ بباه:

    المراهنون علي الفاشل الذي تجذرفيه الفشل بل إنه الغشل بعينه أعنى الامارات والاردن والسعوديه ومصر الذين لايريدون الخير لليليبيا ويرون مصادرة الثروه النفطيه للشعب الليبيى رهانهم فاشل لانهم يراهنون علي من تجزر فيه الفشل والخيانه أعنى الفاشل حفتر الذي يرقب في الشعب الليبي الا ولاذمه يعمل وفق اجندة بن زايد النصر بإذن الله حليف الوفاق اولا كونها علي الحق ثانيا بدعم البطل أردغان ستنتصر في النهايه علي الفاشل وأعوانه

  7. يقول الوشام:

    انتظار أردوغان أو تأخر بوتين علامة دالة على أن الفعل التركي له وقع وأثر في رد الفعل الروسي، والفعل أقوى من رد الفعل بسلطة البداية والأثر، وهذا في صالح تركيا بما يضمن تعاملا أفقيا قائما على الندية بين بلدين غير تابعين لأحد، والسؤال هو لماذا ينتشي المنتشون بالمشهد ؟ وهم يعلمون أن بلدانهم ليست في تصنيف الدول الديمقراطية ولا الصناعية ولا الراقية اجتماعيا ولا صحيا ولا أي شيء، ويكفيهم أن ينظروا لمصافحة ترامب وطريقة نظره وتعامل جسمه سيميائيا مع حكام الخليج ومصر من جهة، ولمصافحته لبوتين أو أردوغان من جهة أخرى، وستعلمون الفرق.

  8. يقول Faroug:

    وما سر هذا الدفاع عن اردوغان, يشعر المرء بأنكم اتراك اكثر من اي شئ وتعرفون ان الا ثنين ضد العرب ويحاولون اقتسام سوريا مثلما تحاول ايران في العراق فمتا تحصل صحوة العرب.

    1. يقول كريم الياس/فرنسا:

      يا اخ فاروق…لن تكون هناك صحوة للعرب…ما دامت تحكمهم انظمة عميلة لقيطة …اقصى ما يطمحون اليه ،الإستحواذ على السلطة…و البقاء فيها….بإستعمال اساليب قذرة، قذارة مشاريعهم الهدامة…و مصر ام الدنيا اكبر مثال على ذلك…! و شكرا

  9. يقول الكروي داود النرويج:

    كان على أردوغان عدم القيام من كرسيه لغاية قدوم بوتين لعنده! تخيلوا بأن بوتين ينتظر دخول أردوغان ووفده عليه, وأردوغان جالس لا يعبئ؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

  10. يقول أبو طارق:

    أعتقد بأن المهم هو نتيجه الزياره. أردوغان حصل على ما ذهب لأجله.
    بالمثل الشعبي: هو رايح يأخذ العنب مش يخانق الناطور

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية