ما هي خطط ترامب بخصوص لبنان؟

حجم الخط
0

نسبت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى مسؤولين إسرائيليين القول إن حكومة بنيامين نتنياهو تخطط لإعداد مقترح لوقف إطلاق للنار في لبنان «كهدية تمنحها للرئيس الأمريكي المنتخب» دونالد ترامب، وذلك بعد مباحثات أجراها معه رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية (الأكثر قربا لنتنياهو) وأن وقف إطلاق النار سينفّذ في شهر كانون الثاني/يناير، مع موعد استلام ترامب رسميا للرئاسة.
تابعت صحيفة أمريكية أخرى، هي «وول ستريت جورنالـ« الموضوع مع بعض الاختلافات حيث أشارت أن ترامب أبلغ نتنياهو دعمه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وأنه أبلغ ديرمر أنه ليست لديه «أي اعتراضات على المخطط الحالي» لإنجاز تسوية في لبنان قبل وصوله إلى «البيت الأبيض».
يمكن اعتبار «الضوء الأخضر» من ترامب لنتنياهو، بهذا المعنى، مصادقة على جهود إدارة جو بايدن في خصوص الموضوع اللبناني، وقد التقت مع وعود الرئيس الأمريكي الفائز الانتخابية بـ«إنهاء الحرب» وكلاهما لا يتنافى مع وجود رغبة لدى حكومة نتنياهو نفسها بالحصول على تسوية سياسية للجبهة اللبنانية المفتوحة، لأسباب عديدة، تتعلّق بضغوط مستوطني الشمال في إسرائيل، وأكلاف الجيش الإسرائيلي المتعاظمة، وخسائر الاقتصاد الخ، والتركيز على قضايا الداخل، بما في ذلك أجندات الاستيطان في غزة، وضم الضفة الغربية.
تتناقض هذه التفاصيل، مع معلومات أخرى تشير الى وثيقة تتضمن استراتيجية ترامب بالنسبة للشرق الأوسط، التي ستدخل التنفيذ مع تسلمه السلطة في العشرين من يناير المقبل. تعتبر الوثيقة أن القرار الأممي 1701 «قد تجاوزته الأحداث» وأن الواقع يقتضي التفكير بآلية تطبيق مختلفة ومتطورة تفرض نزع كل أسلحة «حزب الله» ومنع أي تهديد تتعرض له إسرائيل، لأن التجارب، حسب الوثيقة، أثبتت أن الجيش اللبناني وقوات السلام الأممية (يونيفيل) غير قادرين على منع تسليح «حزب الله» وبناء على المعلومات التي نُقلت عن فريق ترامب فإنه لا وجود لأي تنسيق مع إدارة بايدن، وأن إدارة ترامب غير موافقة على مهمة مبعوثه آموس هوكشتاين.
يتوافق التصريح الذي أطلقه وزير الجيش الإسرائيلي الجديد، يسرائيل كاتس، قبل أيام، مع المعطيات الأخيرة من حيث تأكيده على مطلب «نزع سلاح حزب الله» والذي بدا قرارا مستجدا كونه فاجأ رئيس الأركان هرتسي هليفي الذي كان حاضرا الاجتماع الذي ألقي فيه التصريح.
هناك أطراف أخرى أيضا يمكن أن تلعب أدوارا في ترجيح هذا السيناريو أو الآخر، وخصوصا إيران، التي أوفدت علي لاريجاني، المستشار البارز لعلي خامنئي، مرشد الجمهورية الإيرانية، إلى بيروت، حيث أعلن دعم «أي قرار يتخذه لبنان والمقاومة» (وهو تصريح يمكن أن يفهم بطريقتين).
هناك أيضا روسيا، التي تحاول إسرائيل توريطها بمجابهة مع إيران و«حزب الله» عبر اقتراح تنفيذها مطلب تل أبيب بمنع وصول أسلحة من إيران إلى الحزب، وقد جوبه هذا المطلب برفض روسي، من جهة، وبرفض إيراني، تمثّل بعدم الموافقة على نصب نقاط مراقبة روسيّة في مناطق سورية تحت نفوذ إيران والحزب.
لا يمكن، من جهة، تجاهل تكامل الأجندتين المتطرّفتين لإدارتي ترامب الثاني ونتنياهو، ولكنّ الذهاب في السيناريو الأقصى لـ«نزع سلاح حزب الله» يتعلّق بالأوضاع على الأرض، سواء تمثلت في الاشتباكات العنيفة التي يعانيها جيش الدولة العبرية على الجبهة اللبنانية، أو في الخلافات الداخلية بين الجيش وزعماء الصهيونية الدينية فيما يخص تجنيد «الحريديم» وهو ما أعاد كاتس نفسه، أمس، توكيده عبر إعلان إرسال سبعة آلاف إخطار تجنيد لآلاف من اليهود الأرثوذوكس، وهو ما انتقدته الأحزاب الدينية المتشددة بسرعة.
ما يحصل في أثناء ذلك هو تفاوض بالنار بين الطرفين الرئيسيين، مع مساهمات للأطراف الأخرى بشكل أو آخر، والنتيجة أن التسوية تحتاج، لتكون تسوية فعلا، لا وقفا مؤقتا لإطلاق النار، قرارات صعبة، ليس بالضرورة من الجانب اللبناني فحسب.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية