أنطاكيا، دير الزور – “القدس العربي”:
ترتفع وتيرة الاستعدادات الأمريكية لتجهيز قواعد عسكرية جديدة، وقد حصلت “القدس العربي” من مصادر وثيقة الصلة بمجلس دير الزور العسكري، على المواقع المخصصة لأربع قواعد أمريكية في شرق دير الزور، حول حقول النفط.
وفي الأيام القليلة الماضية دخلت أربعة أرتال أمريكية قادمة من العراق، في فجر الأحد الماضي ٢٧ أكتوبر، عبر معبر سيمالكا، تلتها 3 أرتال أخرى في يوم الإثنين ٢٨ أكتوبر.
وحسب زين العابدين العكيدي، الصحافي المتخصص في شؤون دير الزور، فإن مصدرا من المجلس العسكري في دير الزور أبلغه بالمواقع الأمريكية الأربعة، المزمع إنشاؤها، في ريف دير الزور، وهي كالتالي:
القاعدة الأولى، ستكون في محطة القطار التي تقع على أطراف مدينة هجين، من جهة بلدة البحرة بريف دير الزور الشرقي.
القاعدة الثانية، ستكون في حقل الكشمة النفطي.
القاعدة الثالثة، ستكون في منطقة “جهفة الباغوز” بالقرب من برج الاتصالات.
القاعدة الرابعة، ستكون بنفس مكان القاعدة الفرنسية سابقاً، والتي كانت تتمركز فيها كتيبة مدفعية فرنسية، إبان معارك جيب هجين ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتي تقع بين الباغوز والسوسة.
وفي بلدة السوسة، يتم العمل على إنشاء مطار خاص للمروحيات في منطقة المسيلة بالسوسة، بالريف الشرقي لدير الزور.
وتتمركز هذه القواعد الأربعة بالقرب من آبار نفط حقول التنك والكمشة النفطيين.
ويضيف الصحافي العكيدي أن القوات الأمريكية حوّلت مستشفى بلدة رويشد، في الريف الشمالي لدير الزور، إلى موقع عسكري أمريكي، وسابقا كان هذا المشفى مقراً لتدريب قوات سوريا الديمقراطية.
كما قامت القوات الأمريكية بإنشاء موقع عسكري ثان بريف دير الزور الشمالي، في بادية الروضة الشمالي التي تقع بين الحسكة ودير الزور.
وسيضاف لكل هذه القواعد الجديدة، قاعدتي حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز، الأمريكيتين أيضاً.
وكانت القوات الأمريكية قد انسحبت من كافة قواعدها شمالي سوريا، مع انطلاق العملية التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا، حيث أخلت كافة قواعدها في منبج وريف الرقة الشمالي وريف الحسكة، ليتلاشى الوجود الأمريكي هناك، عدا قاعدة الشدادي العسكري والتي تعتبر من أكبر وأهم القواعد، وبعد أيام قليلة على انطلاق العملية التركية المسماة (نبع السلام) وما تبعها من تداعيات، كان أبرزها اتفاق سوتشي بين أردوغان وبوتين، الذي أسفر عن عودة قوات النظام السوري لمناطق الشمال السوري، حيث عادت قواته لمعظم محافظة الحسكة، ولبعض مناطق ريف الرقة الشمالي والغربي إضافة لمنبج وعين العرب ومطار الطبقة العسكري ولو بأعداد قليلة للآن، إلا أن الوجود العسكري لجيش النظام في هذه المناطق يتعزز بشكل يومي.
كل هذه المجريات والأحداث فرضت على قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية واقعاً جديداً بالتماشي والتعاون مع النظام السوري، لإنقاذ أنفسهم من الاجتياح التركي، حيث استلمت قوات النظام معظم المراكز الحدودية مع تركيا ورفعت علمها عليها.
لكن عيون النظام كانت تتطلع نحو أرياف دير الزور، الخاضعة لسيطرة قسد (شرقي الفرات) والغنية بالنفط والغاز، حيث أن السيطرة على تلك الحقول، كان سيحل أغلب مشاكل نظام الأسد المالية، والجدير بالذكر أن نظام الأسد كان قد وقع مع شركات روسية عقودا لاستثمار الثروات الباطنية في غالب مناطق سوريا، ودير الزور من بينها.
وبعد بدء انتشار قوات النظام في الشمال كبديل لقوات قسد ضمن الاتفاق الروسي – التركي، حينها، أخذت ميليشياته تتحرك وتحتشد في دير الزور في المناطق المحاذية لسيطرة قسد، بالقرب من الصالحية ومراط والحسينية، تلك التحركات تسببت بحالة من الهلع والذعر بين سكان أرياف دير الزور الخاضعة لـ”قسد”، الذين خرجوا بمظاهرات في غالبية المنطقة رداً على هذه التحركات للنظام، وطالبوا فيها التحالف بالتحرك ضد أي تقدم للنظام، مما استدعى الأخير لعقد اجتماع في حقل العمر النفطي حضره عدد من وجهاء دير الزور وقيادات من قوات مجلس دير الزور العسكري، التابع لـ”قسد”، وتمخض الاجتماع عن تطمينات للأهالي بأن التحالف لن ينسحب من دير الزور، وانسحابه فقط سيكون في مناطق الشمال السوري.
هذه الوعود تعرضت للتشكيك من قبل أهالي المنطقة، إلى أن جاء تصريح الرئيس الأمريكي ترامب والذي أكد فيه بقاء قواته في حقول النفط شرقي دير الزور.
واللافت حالياً في أرياف دير الزور، الخاضعة لسيطرة “قسد”، هو أن جميع القوات المتواجدة في المنطقة والمنضوية تحت راية “قسد”، هم من أبناء دير الزور، قيادات وأفرادا، وينتمون لمجلس دير الزور العسكري، أما القيادات الكوردية التي كانت متواجدة لقيادة المجلس العسكري، فقد التحقت بمعارك “قسد” في الشمال ضد الأتراك.