القاهرة – ‘القدس العربي’ وهكذا يظهر ربك آياته لعباده المؤمنين من أمــثالنا بأن الظــــالم لن يفلت بظلــــمه مهما طــــال به الزمن، أو وصــــل إلى درجة من القوة يعتبر معها انــه فرعــــون زمانه، وهذا ما فهمته من ان تتم محاكـــــمة مبارك ووزير داخلــــيته اللـــواء حبيب العادلي ومساعديه في قضية قتل المتظاهرين في ثورة يناير 2011 وهي القضـــية التي سبق واصدرت محكــــمة الجــــنايات حكمها بسجنه هو والعادلي بالمؤبد وقام محاميه فريد الديب بتقــــديم طعن على الحكم إلى محكمة النقض فحكمت بقبوله وبالتالي تم اعادة القضية إلى دائرة أخرى لمحكمة الجنايات لنظرها، فأما أن تؤيد الحــكم السابق، أو تخففه أو تلغيه او تحكم بالإعدام، أي أن مبارك لم يعد مبرأ من الاتهام، كما ظن البعض خطأ وفي نفس اليوم تعقد دائرة أخرى في محكمة الجنايات أولى جلساتها لمحاكمة مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع ونائبه الأول ورجل الأعمال خيرت الشاطر ونائبه الثاني الدكتور رشاد بيومي بنفس التهمة، وهي قتل المتظاهرين أمام مقر مكتب الارشاد في المقطم وتحويله إلى ثكنة عسكرية.
وأشارت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد إلى ضعف مظاهرات جمعة الشهيد التي دعا إليها الإخوان بينما قالت صحيفة الحرية والعدالة ان عددهم بالملايين، على طريقة، بارك الله فيما رزق، وكل إخواني بمليون، وواصل الجيش قتل المزيد من الإرهابيين في سيناء، والقبض على العشرات منهم وتدمير المزيد من الأنفاق.
والقبض على المستشار وليد شرابي منسق مجموعة قضاة من أجل مصر، في مطار القاهرة قبل هروبه إلى تركيا، كما نشر، وأذاعت الفضائيات خطبه الدموية في رابعة العدوية وتصريحات رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي بأن الإفراج عن مبارك بحكم من القضاء، والذي حيرني لفترة هو تصميم مبارك على ان يختار مكان احتجازه في مستشفى المعادي العسكري، لا في المركز الطبي العالمي رغم انه افخم، وتقديري الشخصي، انه اختار المعادي ليكون قريباً من سجن طرة، حيث قادة الإخوان فيه، ليعرف أخبارهم أولاً بأول من زواره، ويخيل إلي أيضاً انه يتوقع اما إرسال محمد مرسي إلى طرة، او إلى مستشفى المعادي، ليكون قريباً منه مثلما فعل مرسي، عندما تعمد زيارة جنود الشرطة الجرحى من انقلاب القطار في البدرشين، وتم نقل بعضهم عمدا إلى المعادي ليزورهم ومبارك موجود في المستشفى.
وإلى بعض مما عندنا وغداً إن شاء الله لدينا أشياء عن الإخوان المسلمين من الأقباط.
‘الحرية والعدالة’: السيسي
يقتل جنوده وليس الجهاديون
وإلى استمرار الإخوان ومعهم بعض أنصارهم، في استعداء الجيش، وخير أجناد الأرض لأنهم في رباط إلى يوم القيامة، كما قال عنهم رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، ومحاولات تحويل إلى أفغانستان أو سورية جديدة، وقد فوجئت بأن الإخواني السابق، هيثم أبو خليل واع لهذا المخطط بقوله يوم الأربعاء في حديث نشرته ‘الحرية والعدالة’ وأجراه معه زميلنا فجر عاطف عن مقتل الجنود الخمسة والعشرين: ‘من الواضح بالطبع أن السيسي يقتل جنوده ثم يدعي إعلامه المغرض والمضلل أن ‘الجهاديين’ هم الذين قتلوه ليضرب بذلك أكثر من عصفور بحجر واحد فهو من ناحية يستطيع بدء حملة مسعورة لتصفية كل من يصح أن يطلق عليهم ‘إسلاميين أو جهاديين في سيناء’ بشراسة وضراوة مما يغازل به اللوبي الصهيوني في جميع أنحاء العالم فضلا عن أنه يعبىء الشعب المصري بمزيد من الكراهية للإسلاميين فيجد بذلك الطريق ممهدا لمزيد من القتل والقمع.
فالسيسي يريد الآن تكسير أقدام الإسلاميين بكثرة الإعتقالات خاصة للقيادات وللبرلمانيين السابقين وكل ذلك بحزمة من الاتهامات المعلبة الجاهزة بلا أدلة أو محاكمات، وهي نفسها الادعاءات التي روجها هذا النظام – المجرم – في قضية قتل المعتقلين بأبي زعبل في أربع روايات كاذبة من قبل قادة الانقلاب يدور حول فكرة الخنق بالغاز في حين أن المراقبين أثبتوا أن الشهداء قد توفوا نتيجة التعذيب والقتل بالرصاص الحي فمنذ متى يترك الغاز آثار رصاص على الأجساد، تفسيري لذلك أن السيسي لا يعمل بمفرده ولكن بدعم غربي كامل تظهر فيه بوضوح ملامح المؤامرة الصهيو- أمريكية كذلك فالسيسي أساساً من سلاح المخابرات وهو سلاح فيه التوريث بنسبة مائة في المائة ومعروف طبيعة الأشخاص التي تعمل فيه فهم أبناء وأحفاد صلاح نصر والجيل الذي صنع نكسة المخابرات وكذلك لا ننسى دور محمد إبراهيم وزير الداخلية فهو رجل سفاح قاتل’.
وقلت انني فوجئت بموقف هيثم، لأنه ومنذ سنوات بعد خروجه من الجماعة وهو يشن ضد قيادتها حملات عنيفة ويوجه إليها اتهامات مروعة آخرها قبل الإطاحة بهم بشهرين في حديث له بجريدة ‘الوطن’ عن استغلالهم النفوذ وسرقاتهم وأموالهم.
‘مصر 25’: جنود
يفرون من ثكناتهم
وفي اليوم التالي – الخميس – قال زميلنا ومدير قناة ‘مصر 25 ‘ الإخوانية التي تم غلقها حازم غراب في ‘الحرية والعدالة’: ‘ليس من باب التمنيات القول إن تمرد أو بداية هروب عساكر الجيش والشركة من ثكناتهم أو خارجها واقع تدريجياً، إن هؤلاء الجنود يتصلون بأهاليهم وأصدقائهم وتتسرب إليهم أخبار استشهاد وإصابة أفراد من الأقارب والجيران يقينا الجنود ضحايا عمليات غسل الأدمغة ومع ذلك أظن أنها لن تحول دون تمرد البعض أو هروبهم’.
عمليات قتل الجيش
للتغطية على أفعاله
وفي نفس العدد سمعت نحيباً صادرا من الصفحة الأخيرة فعرفت على الفور صاحبه لمعرفتي صوته وبالفعل كان قلب الأسد، الدكتور صلاح سلطان، الذي اطلق ساقيه للريح من رابعة، بعد اقتحامها من جنود الشرطة، ثم ظهر في مسجد الفتح يحرض على القتال، وبعد قيام جنود الشرطة فتح باب المسجد سارع بالهرب تاركاً باقي الأعضاء يخرجون رافعين أيديهم، صلاح قال بعد أن جفف دموعاً لم تسقط من عينيه: ‘ان مصرنا الحبيبة تعيش مخاضاً عسيراً في بحر من الدماء الزكية والأرواح النقية التي أزهقت وأحرقت وشوهت جسدياً بالحرق والتعذيب بعد القتل ومعنوياً بإكراه أهلهم على التوقيع على ورق رسمي زوراً بأن أبناءهم قتلوا أنفسهم منتحرين، ثم أحرقوا أنفسهم بعد قتلهم برابعة والنهضة والفتح وأبي زعبل وسيناء، وقتل أمس 25 جندياً من أبنائنا ‘الغلابة’ الذين رفضوا إطلاق النار على أهلهم المصريين بدلا من الصهاينة فأكرهوهم على إجازة اضطرارية ليكون ذبحهم تغطية على جرائم رابعة والنهضة والفتح وأبي زعبل، وليتم الاقتداء ببني إسرائيل في قتل الأبرياء واتهام البراء، وقد نزلت أطول سورة في القرآن باسم ‘سورة البقرة’ تنبيها على قوم من بني إسرائيل قتلوا ابن العم ليرثوا العم الغني ثم لم يكتفوا بالجريمة البسيطة بل اتهموا الجيران زوراً بقتله ثم طالبوا الجيران البراء بدفع الدية والفاتورة على ذنب لم يفعلوه، وهذا بعض ما يقوم به تلاميذ وعبيد الصهيو-أمريكان من الانقلابيين، يلبي قادة الجيش الأوامر الصهيو-أمريكية بتفعيل ما قاله البرادعي مدمر العراق ومصر لحساب الصهيو-أمريكان’، لا بد من تغيير العقيدة العسكرية للقوات المسلحة لتكون مهمة الجيش هي الحرب على الإرهاب’، والواقع ان الجيش والشرطة معاً تتم عملية غسيل مخ لهم من خلال سلاح التوجيه المعنوي ليكونا معاً صفاً واحدا ضد الإرهاب بالمفهوم العائم الأمريكي، ويصدر العاهل السعودي تأييدا- وربما مكافأة- للجيش والشرطة لأنهم قتلوا وحرقوا أبناء مصر.
أتألم كثيراً لبلدي مصر عندما يحرق طيران الجيش شركة ‘المقاولون العرب’، نجأر إلى الله تعالى بالدعاء بالرحمة والمغفرة وأعلى الجنات للشهداء والجرحى والمعتصمين جميعاً بالذين أثبتوا مروءة نادرة وشجاعة باهرة في الصمود بقوة الإيمان في قلوبهم وقداسة المصاحف في ايديهم طوال إحدى عشرة ساعة أمام جحافل وخونة الجيش والشرطة في رابعة وأكثر من 24 ساعة في مسجد الفتح برمسيس.
نؤكد لجميع المرابطين في رابعة والنهضة وميادين مصر على ضرورة الإستمرار في رفضنا ورباطنا في كل الميادين كفريضة شرعية وضرورة واقعية وما نحن إلا كما قال الشاعر عبدالرحيم محمود:
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدا
‘اللواء الإسلامي’:
تاريخ الإخوان في الإغتيالات
طبعا نقول عنهم كما قال زميلنا في ‘اللواء الإسلامي’ محمد الشندويلي يوم الخميس أيضاً: ‘منذ قتل النقراشي باشا وغيره في فترة الأربعينيات ثم امتداداً ومحاولة لقتل عبدالناصر، وامتدت أيديهم لقتل السادات، وكانت هناك محاولات كثيرة لقتل الرئيس محمد حسني مبارك، وإن شئت فقل إن هناك نية مبيتة قادمة ومحاولة دنيئة ومحاولات ستكون في المرحلة المقبلة لاغتيال بعض الشخصيات السياسية والشرطية والحربية! ألم تعلم أمريكا أن النائب عبدالحميد سلمى عضو مجلس الشورى في سيناء والذي اغتالته ايدي الإرهاب التي ظهرت في سيناء منذ تولي مرسي الحكم وهذا السيناوي المناضل الذي يحبه شعب سيناء كله لأنه معطاء كشف نواياهم وهو محبوب من كل شعب سيناء اغتالته يد الإرهاب الإخواني في نهار رمضان الماضي ونقول من الذي اغتال الجبالي في سيناء حتى ان الاختلاف في الرأي أصبح أمراً خطيراً، ألم تعلم أمريكا الآن ان مسجد الفتح بميدان رمسيس، وكل القنوات تنقل الأحداث من خارجه، ومحاولات الأمن والجيش والمعتدلين من الشعب تتودد لهم بالخروج الآمن، في أن نرى اعتداء على الأمن من الداخل حتى صباح يوم السبت الماضي وفعلا خرجوا آمنين، ولا يسعني إلا أن أتقدم على روح الشيخ عبدالحميد سلمى عضو مجلس الشورى والذي استشهد امام زوجته وأطفاله تهمته انه وضع صورة الفريق السيسي أمام بيته فأردوه قتيلا’.
ونحن نقرأ معه الفاتحة على روح الشيخ عبدالحميد، ولكن كيف يقول عبدالناصر هكذا غير مسبوقة بخالد الذكر ما دام كارها للإخوان إلى هذا الحد؟ المهم ان جرائم الإخوان في عمليات الاغتيالات ومحاولاته بالنسبة للقاضي احمد الخازندار، ومحمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء ثابتة ضدهم وكان الرد على اغتياله، اغتيال حسن البنا نفسه مؤسس الجماعة وأول مرشد لها، وكذلك محاولتهم اغتيال خالد الذكر عام 1954 في ميدان المنشية ثابتة عليهم رغم أكاذيبهم في نفيها والإدعاء بأنها حركة تمثيلية، ثم نشوب خلاف فيما بينهم، بأن ادعى فريق منهم، بأن محاولة الاغتيال صحيحة، ولكن المرشد العام الثاني المرحوم أحمد حسن الهضيبي لم يأمر بها، إنما دبرها النظام الخاص من وراء ظهره.
لا علاقة للإخوان باغتيال
الرئيس أنور السادات
أما فيما يختص باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في أكتوبر عام 1981، فلا علاقة للإخوان بها، ولا علاقة لهم بمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك سواء في العاصمة الاثيوبية عام 1995، أو المحاولات الأخرى التي تمت ولم يعلن عنها داخل مصر، وتقتضي الأمانة قول ذلك، لأنه لم يتم اتهام أحد من جماعة الإخوان بالمشاركة في هذه المحاولات أو تم تقديمه إلى المحاكمات، انما قامت بها الجماعة الإسلامية والجهاد.
بل ان القضايا العديدة التي حوكم فيها إخوان في عهد مبارك، وصدرت أحكام بالسجن على قيادات لهم سواء من محاكم مدنية أو عسكرية، لم تتضمن أي اتهام بالتخطيط لاغتيال أو حيازة أسلحة بالإضافة إلى ان الجماعة اعترفت بأنه لم يتم تعذيب أحد من عناصرها الذين اعتقلوا أو صدرت ضدهم احكام في عهد مبارك، والحقيقة انه دارت مناقشات عديدة داخل السجون فيما بينهم بعد فشل محاولتهم في اغتيال عبدالناصر – آسف جداً – قصدي خالد الذكر، انتهوا فيها إلى ان سبب مشاكلهم وصدامهم العنيف مع الأنظمة هوإنشاء النظام الخاص – أي الجهاز السري المسلح – وتم تسجيل ذلك كله في كتب ومذكرات لعدد من قياداتهم منشورة وموجودة في الأسواق، ولدرجة ان هذه القيادات، وكان من بينها المرشد العام الثاني أحمد حسن الهضيبي – عليه رحمة الله – عندما علموا ان المرحوم سيد قطب – عليه رحمة ربك – يقوم وهو في سجن طرة عام 1954، بنشر فكره المتشدد والداعي لتكفير النظام والمجتمع بين الإخوان المعتقلين، اصدروا الأوامر لهم بالابتعاد عن قطب، وعدم مجالسته وانه لا يتحدث باسم الجماعة، وكان من بين الذين ابتعدوا عن سيد قطب في سجن طرة تنفيذا لهذه التعليمات، المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف والمحتجز الآن على ذمة التحقيقات معه بواسطة النيابة العامة وكتب ذلك، في ذكرياته التي نشرتها له على عدة حلقات جريدة ‘الحرية والعدالة’ – لسان حال حزبهم، في ملحق خاص كل يوم ثلاثاء، وأشرنا إليها في حينه في التقارير السابقة، لكن كان يتم خارج السجون تشكيل سري جديد تبع قطب وتم الكشف عنه عام 1965، وكان منهم السيدة زينب الغزالي وعبدالفتاح اسماعيل، ومحمود عزت ومحمد بديع لمرشد الحالي، وزميلي وأخي الذي لم تلده أمي جابر رزق.
التنظيم السري
المسلح خارج السجون
وكان تنظيماً مسلحأً، وضع الخطط لاغتيالات واسعة ونسف كباري ومنشآت، منها القناطر الخيرية لإغراق القاهرة، وكان أساسه الفكري كتاب سيد قطب نفسه معالم في الطريق، الذي كتبه وهو في السجن، وصدر في القاهرة وهو في السجن عام 1964، عن مكتبة وهبة الموجودة حتى الآن في شارع الجمهورية، بجوار مسرح الجمهورية، وتم عرضه ومناقشته في إذاعة القرآن الكريم، وفي بعض الصحف وأبرز من علق عليه كان صديقنا والكاتب الإخواني المرحوم محمد عبدالله السمان، وهو الكتاب الذي حكم فيه على المجتمع بالجهل والكفر ودعا لمقاتلة النظام والمجتمع، وبالإضافة لهذا الكتاب، فقد كتب قطب أشهر كتبه وهو – في ظلال القرآن – وهو في السجن أيضاً – وكلما انتهى من جزء ارسله إلى المطبعة ويصدر في كتاب وتتم مناقشته.
كما قامت الإذاعة السعودية بعرض أجزائه وأرسلت إليه بعد الإفراج عنه، مكافآت مالية لم يتسلمها إلا بعد ان استأذن مباحث أمن الدولة بعد الإفراج عنه، فأذنت له، وتدفقت عليه وفود من الإخوان وغيرهم من الأردن والعراق وسورية والسودان وليبيا والجزائر لتهنئته، كما تدفقت عليه خلايا التنظيم السري الجديد ليناقش معها الإعداد لاغتيالات وتخزين السلاح وهو ما اعترف به تفصيليا، إلى ان تم كشف التنظيم بالصدفة.
مذابح الإخوان
في سجون ناصر
كما ذكر جابر رزق في كتابه الصادر عام 1975 – مذابح الإخوان في سجون ناصر – وكان قد صدر ضده الحكم بالسجن خمسة عشر عاما هو ومحمد بديع ومحمود عزت والسيد نزويلي، وأفرج السادات عنهم عام 1974، وأنا هنا أتحدث عن وقائع ثابتة ذكروها بأنفسهم في كتب ومذكرات وذكريات ومقالات منشورة، وهم أحرار، المهم ان مجموعة التنظيم عام 1965 انضمت إلى الجماعة بعد استعادة نشاطها عام 1974 تحت رئاسة مرشدها الثالث المرحوم عمر التلمساني، وكانت المفاجأة انها بدأت تسيطر على قيادة الجماعة، عندما تولى منصب المرشد مصطفى مشهور، المرشد الخامس – خلفاً لمحمد حامد أبو النصر – ورغم انه من المجموعة القديمة، إلا أن الأمر وصل إلى ان يتولى القيادة بدءاً من المرشد إلى غالبية اعضاء مكتب الارشاد من جماعة سيد قطب ومنهم محمد بديع ومحمود عزت، ومن مالوا إلى فكره ومنهم خيرت الشاطر الذي كان ناصريا ثم انقلب إلى محمد مرسي الذي لم يتعلم إلا بفضل مجانية التعليم وحصول والده على خمسة أفدنة من ثورة يوليو في قانون الإصلاح الزراعي سلمها إليه خالد الذكر، إييه، إييه، أيام وتاريخ، نعود إليه لنقول كما بدأنا، بأن الإخوان لم تثبت عليهم، أي اتهام بالتورط في حيازة أسلحة أو التخطيط لعمليات إرهابية والمشاركة فيها طوال عهدي السادات ومبارك – لكن الاتهامات نظرية.
قصة مسجد المقس
التاريخية في عصور مصر
كما تذكرنا قصة مسجد الفتح الذي أرادوا تحويله إلى مركز تجمع في ميدان جدنا الفرعون العظيم رمسيس بعد ان اجتاح الجنود رابعة وتمثال نهضة مصر، وهذه القصة روتها ‘اللواء الإسلامي’ في نفس العدد في صفحتها الأخيرة، في تحقيق مما جاء فيه: ‘سمي المسجد باسم المقس لقربه من قلعة أنشئت على النيل كانت تسمى بقلعة المقس، وكان ميدان رمسيس قد عرف وقتها باسم قرية ‘أم دنين’، كما كان يعرف أيضا بجامع ‘باب البحر’، وقد وقف الحاكم بأمر الله على المساجد أوقافاً بمصر كان يصرف من ضمنها ما يحتاج إليه جامع المقس من عمارته وثمن الحصر والمضفورة وثمن العود للبخور وغيره، وكان لهذا الجامع نخل كثير في الدولة الفاطمية ويركب الخليفة إلى منظره كانت بجنبه عند عرض الاسطول فيجلس بها لمشاهدة ذلك، وفي العصر المملوكي سمي المسجد بمسجد أولاد عنان نسبة إلى أخوين من كبار المتصوفة اللــــذين ذاع صيتهما في عــهد السلطان طومان باي هما محمد وعبدالقادر بن عنان وقد دفن الأخ الأكبر محمد – الذي توفي عن مائة وعشرين عاما سنة 920 هجرية – وكانت له كرامات عظيمة وكان وقته مضبوطاً لا يتفرغ للكلام اللغو ولا لشيء من أخبار الناس، وقد تعرض المسجد للهدم على يد الفرنسيين – مع عدد آخر من مباني المنطقة – أثناء ثورة القاهرة الأولى’أكتوبر 1798’ على يد قوات الحملة الفرنسية وأقاموا مكانه طابية أطلقوا عليها اسم ‘كامان’ وهو ضابط فرنسي كبير، وفي الثمانينيات صدر قرار بإعادة بناء المسجد حيث تولت شركة المقاولون العرب إعادة البناء وتم افتتاحه في ذكرى الإسراء والمعراج في 22 فبراير 1990 وقد أصبح يحمل اسم مؤسسة الفتح ومسجد أولاد عنان’.
هذا ومن المعروف ان مكان المسجد على بعد أقل من نصف كيلومتر من حديقة الأزبكية وكانت في السابق بحيرة، لوصول مياه النيل. عبر منطقة الخليج من ناحية مجرى العيون. ثم تم ردم البحيرة وأقيمت مكانها حديقة كبيرة هي حديقة الأزبكية، وبنيت اول دار للأوبرا في عهد الخديوي اسماعيل بجوارها، وبالقرب منها بني قصر عابدين، وأنا أتذكر ان والدتي – عليها رحمة الله – وكانت شديدة الطيبة لدرجة كبيرة، تأخذني ومعها نساء كثيرات، معهن أطفالهن، إلى مسجد أولاد عنان، للتبرك، وتوزيع الفول النابت أو اللحوم على الفقراء لأن منزلنا كان قريبا منه ولكنهم كن يذهبن على عربة كارو، وفي احدى المرات صدمت سيارة في شارع السبتية العربة الكارو، فوقع الحمار ووقعنا جميعا على الأرض وسط صراخ أمهاتنا، ولكن ربك سلم، كل أم خطفت طفلها، وأتى الناس وساعدوا الحمار على الوقوف، وكان سليماً مثلناً، ومرة أخرى، بارك الله في زميلنا الشندويلي، وكل شندويلي.