متظاهرون إسرائيليون التزموا خياماً أقاموها في القدس: شعارنا عزل الحكومة فوراً

حجم الخط
0

شاهد شارع كابلان في القدس كل أنواع الاحتجاج في السنة الأخيرة، مظاهرات واعتصامات وإضراب عن الطعام وإشعال الإطارات والمواجهات مع رجال الشرطة ومواجهات عنيفة بين معارضي الحكومة ومؤيديها، لكن مدينة خيام كبرى أمر لم تشاهده القدس بعد. مظاهرة الأحد الأكبر منذ بداية الحرب، وشارك فيها عشرات آلاف الأشخاص.

بعد المظاهرة أغلقت مجموعة من الشباب شوارع في القدس، ووضعت مجموعة أخرى الحواجز في شارع كابلان وملأت القسم الشمالي منه بمئات الخيام الصغيرة، كل الطريق من ميدان الكنيست إلى بنك إسرائيل. أحصى شخص 418 خيمة، هذا تقدير معقول. هذه الخيمة الكبيرة مقسمة إلى أقسام حسب حركات الاحتجاج – منطقة تم تخصيصها للدعوة إلى إعادة المخطوفين، منطقة لاحتجاج الهايتيك برئاسة موشيه ريدمان، منطقة لاحتجاج الشبيبة، بينهم كان أعضاء “أخوة في السلاح”.

الحديث لا يدور عن تنظيم عفوي، بل عملية منظمة ومنسقة مع الشرطة، قد تستمر حتى الأربعاء. معظم الخيام جلبتها حركات الاحتجاج، لكن الكثير من المتظاهرين جلبوا خيامهم الخاصة. وضعت في الداخل فرشات وأكياس للنوم. زودت المنطقة بمراحيض متنقلة، وخيمة لوجستية وعدة خيام للأكل وصنابير مياه للشرب. طابور قصير لمن يغسلون الأسنان تجمعوا قربها في الصباح. ثمة طابور أطول شوهد قرب الخيام التي قدمت القهوة والفطائر. في زاوية شوهد شخص يرتدي ملابس الصلاة، وفي أكمة قريبة نُظمت مجموعة لتأمل الصباح، وخرجت امرأة رفقة كلبها للتنزه.

في الساعة السادسة صباحاً، خرج عدد من المحتجين لمظاهرة صاخبة قرب منزل آريه درعي، وفي التاسعة والنصف كان هناك شخص يمسك مكبر صوت وبدأت المظاهرة قرب الكنيست. “عزل الآن!”، هذا كان الشعار الرئيسي، لكن كان يمكن أن نسمع أيضاً “بيبي والسنوار نفس الشيء”. وعندما حاول المتظاهرون اجتياز الحاجز أمام الكنيست صدهم رجال الشرطة بقوة.

تبلورت في المكان مبادرة احتجاج تلقائية. فتاة حاولت إدخال إكليل زهور إلى مكتب رئيس الحكومة يشمل 136 زهرة بلون برتقالي بمناسبة العملية التي اجتازها، إضافة إلى تهنئة كتب فيها “عائلات المخطوفين تتمنى لرئيس الحكومة الشفاء العاجل والتعافي والعودة إلى المهمة الأهم: إعادة جميع المخطوفين”. شخص آخر وضع نصباً على شرف عطلة أعضاء الكنيست، وضع فيه مناشف بحر طبع عليها صور كيبوتس “بئيري” المحروق.

لهذا النجاح آباء كثر، لكن من حافظ على جدول الاحتجاج قرب الكنيست في الأشهر الأخيرة هو الأب الثاكل يعقوب غودو، الذي قتل ابنه توم في 7 أكتوبر في “كيسوفيم”. هو يعيش منذ خمسة أشهر في خيمة قرب ساحة الكنيست، بشكل عام إلى جانب عدد من الداعمين. لقد بقي هنا في الليالي الباردة جداً تحت وابل شتائم من يمينيين، وحتى محاولة إحراق الخيمة على يد أحد مؤيدي رئيس الحكومة. حلم باليوم الذي سينضم فيه إليه الجمهور ويحاصروا الكنيست حتى إسقاط الحكومة. “انتظرت الجمهور أن يأتي، وقد جاء. لكن هذا استغرق وقتاً، هذا غير مهم”، قال في خيمته في الوقت الذي أقيمت فيه الخيام في الخارج. ولكن في الوقت نفسه، اعترف غودو بأنه لم يتخيل مثل هذا اليوم. “في أعماقي، توقعت أن هذا الجمهور سيحاصر أبواب الكنيست، هذا لم يحصل. مئات الخيام في الخارج هذا جيد، لكنه حدث بمصادقة من الشرطة. التنسيق مع الشرطة شوش كل شيء”، قال.

وقال غودو إن ماكينة السم التابعة لنتنياهو نجحت في تخويف الجمهور وردع الاحتجاج: “المجتمع في إسرائيل يتعرض لهجوم من الحكومة ورئيس الحكومة. أقدر أن أشخاصاً كثيرين يعيشون في تشويش فظيع، لا يعرفون كيفية التصرف. هجوم الحكومة ينجح”.

دافيد اغمون، وهو من قدامى الاحتجاج ومن الذين أقاموا في تجمع الخيام الأصلي لعائلات القتلى، غير راض عن الحدث. حسب رأيه، كان الاعتصام يمثل تفويتاً لفرصة “الوصول إلى الكنيست”، حسب رأيه. “تجاوزنا مرحلة الخطابات. نحن بحاجة إلى غضب يجبر الكنيست على الانحلال”، قال. شريكه في الخيمة الذي ينام معظم الليالي منذ أربعة أشهر في خيمة أمام الكنيست هو روني غورين بن تسفي، الذي قتل شقيقه في حفلة “نوفا”. “في 8 أكتوبر حلمت، والآن تحقق الحلم”، قال غورن بن تسفي. “هذا شيء لم تر إسرائيل مثله. يجب تطبيق هذا الأمر ليس كاحتجاج الآن، بل داخل مدينة تعيش مع ثقافة ووجود”.

       عائلات المخطوفين تخشى القدوم

كانت أول محاولة لإقامة تجمع لخيام الاحتجاج أمام الكنيست قبل شهر. أقامت مجموعة نشطاء خيمة أخرى، غير بعيدة عن خيمة غودو، وسمتها “سور وبرج”. منذ ذلك الحين لا تمر ليلة دون أن يكون في الخيمة عدد من النشطاء. في إحدى الليالي، تحدث محاولة لإقامة عدد من الخيام، لكن الشرطة تفككها بالقوة وتطردهم من هناك.

نام في هذه الخيام وزير الدفاع السابق موشيه يعلون. عندما سأله شخص: هل حصلت على سرير؟ أجاب: “ما السيئ في كيس النوم؟ خرج موشيه ريدمان حافي القدمين من إحدى الخيام. تعودتُ على المسيرات إلى القدس”، قال. وحسب قوله، إن خروج الكنيست إلى العطلة بعد نصف سنة على اندلاع الحرب، جلب الجمهور إلى تجمع الخيام. “شخص ما أجرى حساباً، ووجد أن كل ثلاثة أيام بالمتوسط يموت مخطوف، 42 يوم عطلة فهذا يعني 14 مخطوفاً ميتاً”، قال. مقارنة مع نشطاء آخرين، هو متفائل، وقال: “أؤمن أن هذه الحكومة ستتحطم خلال بضعة أسابيع”.

إسرائيل غال (72 سنة)، من مؤسسي خيمة “سور وبرج” ومن مخضرمي الاحتجاج، استيقظ في الخيمة صباحاً. “أمس، كان حدث للتصميم والأمل، وهذا يشير إلى استيقاظ شعبي، لكن يجب أن نصعد درجة أخرى، وهذا لن يكون سهلاً”، قال. غير بعيد من هناك، استيقظ أبناء الشبيبة الذين انتقلوا بشكل مؤقت إلى تجمع الخيام. عيدي مارينوف (15 سنة) من “كفار فرديم” تنوي البقاء هنا حتى الأربعاء. “هذا أكثر أهمية من المدرسة. ماذا سيفيدني إذا كان لدي بغروت دون دولة؟” تساءلت.

ضابط في الشرطة مر من هناك، عرف نفسه وقال: “ما الذي تحتاجونه؟ أخبروني”. “يمكنك أن تنظم لي 130…”، بدأت في الحديث لإكمال عدد المخطوفين، ولكنه قاطعها وقال: “قولي أموراً واقعية”.

 نير حسون

هآرتس 2/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية