في معظم بلدان العالم يتم الاحتفال بـ «عيد الأم»، وفي كل بلد تاريخ محدد لذلك حيث يتم تكريم الأم من أولادها بهدية أو باتصال هاتفي أو زيارة، ولكننا لم نسمع يوماً بعيد الأب أسوة بعيد الأم، لماذا؟
أنا شخصياً أحترم «أمومة الأب» التي قد لا نتحدث عنها في لافتات إعلانية لكن الأب يعيشها في أعماقه. وعسى أن نرد له هذا الشعور ونسمع بـ «عيد الأب» أسوة بعيد الأم.
أما الصورة القاسية للأب قياساً إلى حنان الأم، فإن الوقت قد حان لتجاوزها، فمتى «عيد الأب» عربياً على الأقل؟
ضرب الأساتذة
لا أعتقد أن ذلك يحدث في عالمنا العربي؛ أن يضرب طالب أستاذه. لكن صحيفة أثق في أخبارها تقول إن 13 بالمئة من المدرسين في بريطانيا تعرضوا للاعتداء البدني على يد الطلاب!
في عالمنا العربي لم يحدث ذلك ولن.. فنحن نحترم أساتذتنا (وقم للمعلم وفه التبجيل/كاد المعلم أن يكون رسولا)، فالمعلم يشعل الضوء في الأفكار المعتمة ومن حق التلامذة مناقشته ولكن ليس ضربه!
ففي ضربه إهانة للضارب قبل المضروب.
السم الإلكتروني
أعتقد أن التدخين نوع من أنواع السموم، ولكن المدخن قد يتعلق بالسيجارة كما لو كانت حبيبته. ويوم قال الطبيب في المستشفى الأمريكي لزوجي إنه سيعيش عشرة أعوام أقل إذا لم يتوقف عن التدخين، ظن الطبيب يقول ذلك على سبيل المزاح، وظل يدخن، فقتله التدخين للأسف، وصرت أمقت التدخين كما لو سرق مني المرحوم زوجي ـ ولذا، لا أهتم بمتابعة أخبار تطور التدخين وأجهل ما هو «التدخين الإلكتروني»، ولكن يروعني انتشاره حتى بين الأطفال، كما قرأت في صحيفة أثق بأخبارها.
هل يعقل أن ينتحر المرء وهو مازال صبياً إكراماً للتدخين أياً كان إلكترونياً أم لا؟
الممرض الألماني القاتل
يداوي الناس وهو مريض بحالة نفسية! فقد قتل ممرض ألماني مريضين كان يرعاهما، إنه يداوي الناس وهو عليل بحالة نفسية، وكان عذره أن المرضى الذين يقتلهم مسنون! أضحى المرء يخشى الدخول إلى المستشفى، ويفضل الموت بأمان في بيته!
زلزال في فرنسا
حين سمعت نشرة الأخبار ليلة البارحة وعلمت بالزلزال الخفيف في جنوب فرنسا شعرت بالهلع.. لم يُقتل أحد، لكن تصدعت بعض البيوت.. وزلزل قلبي.. لا يدري المرء كيف سيموت، كل ما نعرفه هو أننا جميعاً سنموت على نحو ما.
زلزال وكتاب
ذلك الزلزال ذكرني أكثر من أي وقت بالموت.. وهكذا اشتريت كتاباً بعنوان «كلمات النهاية» من المفترض أن بعض الأدباء والفنانين قالوها قبل موتهم. ولا أعتقد أن أحداً سيبقى حياً بعد الزلزال، وأنه لن يفكر بتدوين الكلمات الأخيرة كالذين حوله، ولكن الكتاب جذاب.
ومن المفترض أن الفريد دوموسيه قال كلماته الأخيرة وهو يحتضر: «النوم… أخيراً سأنام!
وأن أناتول فرانس قال: إذن، فهذا هو الموت.. إن الاحتضار طويل!
كلمات النهاية
ولو جاء في الكتاب ما الذي سأقوله لحظة موتي فهو ببساطة أنني سأستغفر الله تعالى، وأريد أن يسامحني على ما اقترفت.
ولكن كتاب «كلمات النهاية» يضم أقوالاً أخرى غير استغفار الله تعالى، ومنها قول أحدهم: لقد نجحت دائماً في الشجار مع رجال السلطة.
وقول آخر: وأخيراً سأكون معك يا حبيبتي صوفي.
وقول فرنسوا مورياك: ليس الموت هو الذي يأخذنا، إنه يحفظنا كما نحن. الموت ملح حبنا ويحفظه دائماً.
إنه كتاب لا أنصح بقراءته قبل النوم!
لماذا قتل الأطفال؟
قبل الزلزال الفرنسي بأيام، كاد مهاجر عربي يقتل عدة أطفال بعدما جرحهم، وحدث ذلك في مدينة أنسي الفرنسية في حديقة عامة.
لقد حصل الرجل على حق اللجوء إلى السويد، وجاء إلى فرنسا يطلب الشيء نفسه، وفي حديقة عامة في مدينة فرنسية هائلة هي أنسي، سحب سكيناً وصار يطعن أطفالاً لا يعرفهم في حديقة عامة، وخلصهم منه شاب تصادف وجوده في الحديقة ريثما ألقى رجال الشرطة القبض عليه. ترى، هل تؤدي الغربة إلى الجنون أحياناً؟ هل تحول الغربة بعض الناس إلى فاقدي عقلهم؟ ولماذا قتل الأطفال بالذات؟
أسرار النفس البشرية بحاجة إلى طبيب اختصاصي نفساني وليس إلى كاتبة مثلي هاجسها العودة إلى الوطن ولن تؤذي أحداً، ولن تطعن طفلاً.