نيويورك (الأمم المتحدة): وافق مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، على تمديد عملية إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود من تركيا، بعد أن وافقت روسيا على حل وسط في محادثات اللحظة الأخيرة مع الولايات المتحدة بما يضمن وصول مساعدات الأمم المتحدة لملايين السوريين لمدة 12 شهرا.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد “يمكن للآباء أن يناموا الليلة وهم يعلمون أن أطفالهم سيجدون ما يأكلونه على مدى 12 شهرا قادمة، الاتفاق الإنساني الذي توصلنا إليه هنا سينقذ أرواحا بكل معنى الكلمة”.
ووصفت روسيا والولايات المتحدة، اللتان توترت العلاقات بينهما بسبب عدد من القضايا، تصويت مجلس الأمن، اليوم الجمعة، بالإجماع بأنه لحظة مهمة.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد التصويت “نأمل أن يكون ذلك نقطة تحول تتسق مع ما ناقشه بوتين وبايدن في جنيف”.
وأضاف “هذا يظهر أن بوسعنا أن نتعاون عندما تكون هناك حاجة وأيضا عندما تتوفر الإرادة”.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أثار مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في يونيو/ حزيران المنصرم، قضية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا ومدى أهميتها.
وحذرت إدارة بايدن وقتها من أن وقف إيصال المساعدات عبر الحدود سيعرض للخطر أي تعاون مع روسيا بشأن سوريا في المستقبل.
وقالت توماس-جرينفيلد للصحفيين “يظهر ذلك ما نستطيع إنجازه مع الروس إذا عملنا معهم دبلوماسيا نحو أهداف مشتركة، أتطلع لفرص أخرى للعمل مع الروس في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”.
وكان من المقرر أن ينقضي أجل تفويض المجلس للعملية الطويلة الأمد غدا السبت. ومنح المجلس تفويضا لعمليات إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا للمرة الأولى في 2014 من أربعة معابر.
وفي العام الماضي تقلصت نقاط الدخول إلى معبر واحد من تركيا لمنطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة بسبب معارضة روسيا والصين لتجديد التفويض للمعابر الأربعة.
ولم تشارك روسيا، حليفة سوريا، على مدى أسابيع في مناقشات بشأن مشروع قرار صاغته أيرلندا والنرويج والذي سعى في البداية لتمديد تفويض إدخال المساعدات عبر تركيا والعراق لمدة 12 شهرا. لكن روسيا اقترحت أمس الخميس تجديدا للتفويض لمدة ستة أشهر فقط ومن المعبر التركي فحسب.
وبعد مفاوضات بين توماس-جرينفيلد والسفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا صباح، اليوم الجمعة، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يتضمن حلا وسطا يطلب من الأمم المتحدة رفع تقرير بشأن دخول المساعدات إلى سوريا خلال ستة أشهر لكن دبلوماسيين قالوا إن “ذلك لا يتطلب تصويتا آخر في يناير/ كانون الثاني، لتمديد العملية التي تتم عبر الحدود.
وقالت روسيا إن “عملية المساعدة عفا عليها الزمن وتنتهك سيادة سوريا وسلامة أراضيها”
وفي انتقاد للولايات المتحدة ودول أخرى، أرجعت روسيا والصين بعضا من محنة سوريا إلى العقوبات أحادية الجانب.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أرادت أن يشمل تفويض مجلس الأمن معبرين من تركيا وثالثا من العراق إلا أن توماس-جرينفيلد قالت، اليوم الجمعة، إن الاتفاق يمثل “نجاحا” لأننا “بينما كنا نريد تحقيق المزيد لكن بالتأكيد لم نرد أقل” من ذلك.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بتجديد مجلس الأمن للتفويض الذي يعد “شريان حياة” لأكثر من 3.4 مليون شخص في حاجة للمساعدات بينهم ما يزيد عن مليون طفل.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم جوتيريش “مع وجود معابر إضافية وتوسيع نطاق التمويل، يمكن للأمم المتحدة أن تقدم المزيد لمساعدة العدد المتزايد من المحتاجين”.
(رويترز)