واشنطن- “القدس العربي”:
صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين إيمي كوني باريت للمحكمة العليا، في انتصار سياسي للرئيس دونالد ترامب، جاء في اللحظة الأخيرة قبل أيام قليلة من انتخابات 3 نوفمبر.
وجاء تصويت مجلس الشيوخ 52- 48 على ترشيح باريت بعد معركة سياسية صاخبة عقب وفاة القاضية روث بدر جينسبيرغ في 18 سبتمبر.
وكانت السيناتورة سوزان كولينز، هي الوحيدة من الجمهوريين التي عارضت ترشيح باريت، قائلة إنها تعتقد أن الترشيح يجب أن يأتي بعد الانتخابات.
وشكك الديمقراطيون بالفلسفة القضائية لباريت، وأعربوا عن احباطهم من الضغط الجمهوري على تعيينها.
ولم يكن هناك أدنى شك في أنّ الجمهوريين سيشغلون المقعد في المحكمة العليا، حيث تعهد زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل، في غضون ساعات من وفاة جينسيبرغ بدعم من يرشحه ترامب، وسرعان ما اندمج أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري وراء استراتيجة الدعم المطلق.
ومن جانبه، أشاد الرئيس الأمريكي مساء الإثنين بمصادقة مجلس الشيوخ على تعيين مرشّحته باريت قاضية في المحكمة العليا، واصفاً هذا الحدث الذي يكرّس هيمنة اليمين على أعلى هيئة قضائية في الولايات المتّحدة بأنّه “يوم تاريخي لأمريكا”.
وقال ترامب خلال مراسم أداء القاضية المحافظة قسم اليمين في حفل أقيم في حديقة البيت الأبيض وحضره جمع بينه عدد من البرلمانيين “هذا يوم تاريخي لأمريكا ولدستور الولايات المتحدة ولحكم القانون العادل وغير المتحيّز”.
وأثنى الرئيس الجمهوري الساعي للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة الأسبوع المقبل على مزايا باريت و”مؤهّلاتها التي لا تشوبها شائبة” و”سخائها في الإيمان” و”شخصيتها الذهبية”.
من جهتها قالت القاضية الكاثوليكية المتديّنة البالغة من العمر 48 عاماً بعدما أدّت قسم اليمين أمام عضو المحكمة العليا القاضي كلارنس توماس “أقف هنا الليلة بكل فخر وتواضع”.
لكنّ هذه الأم لسبعة أطفال والمعارضة للإجهاض وعدت بإبعاد قناعاتها الشخصية عن عملها في محراب العدالة، وقالت إنّ عدم فعل ذلك يكون “تقصيراً في أداء الواجب”.
وستشغل القاضية باريت اعتباراً من الثلاثاء مقعدها في المحكمة العليا خلفاً للأيقونة التقدّمية والنسوية القاضية روث بادر غينسبورغ التي توفيت في 18 أيلول/ سبتمبر.
وبذلك أمست باريت ثالث عضو يعيّنه ترامب في المحكمة العليا، التي بات المحافظون يتمتّعون فيها بأغلبية الضعف (ستة قضاة محافظين مقابل ثلاثة ليبراليين)، علماً بأنّ هؤلاء الأعضاء يعيّنون لمدى الحياة.