غزة ـ ‘القدس العربي’ ـ من أشرف الهور: بحثت جهات أمنية كبيرة في إسرائيل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سبل الرد على الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له مدينة إيلات صباح الاربعاء، في الوقت الذي اعلن فيه ‘مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس’ مسؤوليته عن إطلاق صاروخي غراد على إيلات في إسرائيل رداً على وفاة أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
وقال المجلس الذي ينشط عناصره في قطاع غزة في بيان نشر على الانترنت ‘ما أن تم الإعلان عن وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية رحمه الله في سجون اليهود المجرمين، حتى أعلن مجلس شورى المجاهدين استنفار مجاهديه ومجموعاته العاملة على ثرى قطاع غزة الحبيب’. وتابع ‘تم دكّ المغتصبات والمدن اليهودية بوابل من الصواريخ’.
وأضاف ‘تمكن أسود مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس من استهداف مدينة أم الرشراش المحتلة (إيلات) بصاروخين من طراز غراد صباح يوم الأربعاء’.
وطالب من وصفهم بـ’عقلاء’ حركة حماس بالضغط على حكومتهم ‘للكفّ عن ملاحقة واعتقال المجاهدين والدعاة السلفيين في قطاع غزة’.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية عن العثور على صاروخيّن سقطا وانفجرا في مدينة إيلات ورجحت إطلاقهما من سيناء.
ووفق ما ذكر في إسرائيل فإن نتنياهو أجرى خلال وجوده في العاصمة البريطانية لندن مشاورات هاتفية مع جهات أمنية حول طريقة الرد على الاعتداءات الصاروخية التي تعرضت لها إيلات.
وتحدث نتنياهو هاتفيا أيضا مع وزير الدفاع موشيه يعالون ومع رئيس بلدية ايلات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس عن سقوط صاروخين أطلقا من احدى مناطق سيناء، على مدينة إيلات الحدودية المطلة على البحر الأحمر.
وذكر بيان للجيش أن الصاروخين سقطا في أرض خلاء ولم يتسببا في أضرار مادية أو بشرية.
ووفق المعلومات فإن الصواريخ من نوع ‘غراد’ أحدهما سقط في منطقة خالية قرب الحدود الإسرائيلية الأردنية.
وجاءت عملية إطلاق الصواريخ على إيلات بعد أيام فقط من افتتاح موسم الاستجمام على شواطئ المدينة.
ولم تتمكن منظومة ‘القبة الحديدية’ لاعتراض الصواريخ التي وضع أحد بطارياتها في المدينة من التعرض للصواريخ المهاجمة وإسقاطها في الجو.
ونشر الجيش الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري بطارية من منظومة ‘القبة الحديدية’ المخصصة لاعتراض الصواريخ في المدينة، بعد تلقي معلومات استخبارية حول احتمال تعرض المنطقة لإطلاق قذائف صاروخية من جانب عناصر جهادية.
ووفق بيان للجيش فقد أرجع سبب عدم الاعتراض لـ’أسباب خاصة بالتشغيل’.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشن منها هجمات من سيناء على إيلات، إذ سبق أن أطلق مسلحون يعتقد أنهم ينتمون لتنظيمات دينية متشددة عدة صواريخ على المدينة وعلى بلدات أخرى قريبة من الحدود، كان آخرها في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
لكن أعنف الهجمات كانت في آب (أغسطس) من العام 2011 حين هاجم مسلحون حافلات إسرائيلية في المدينة، قالت تل أبيب أنهم قدموا من مصر عبر الحدود، ما أدى إلى مقتل المهاجمين وتسعة إسرائيليين.
ومع إعلان إسرائيل أن مصدر الهجمات منطقة سيناء اتخذت السلطات المصرية إجراءات للتحقق من الاتهامات، لكن مصادر أمنية في القاهرة لم تؤكد ولم تنف الأخبار.
وتدرس الأجهزة الأمنية في إسرائيل ما قاله بعض سكان ايلات من أن الصفارات في المدينة أطلقت بعد سقوط القذيفتين.
وأحدث الهجوم حالة إرباك شديدة في المدينة، وقال رئيس البلدية مئير يتسحاك هاليفي ‘سقط صاروخان في أماكن مفتوحة على مدينة إيلات، وكل طلاب المدارس الذين عادوا هذا الصباح إلى مدارسهم في نهاية العطلة، في أماكن آمنة، ونتلقى الإرشادات من قبل قوات الأمن، ونأمل أن تكون هذه القضية من خلفنا’.
لكن الحياة عادت في المدينة إلى طبيعتها بعد 20 دقيقة من الهجوم، بحسب ما أعلن قائد الشرطة هناك.
وقال قائد الشرطة رون غرتنر ‘سكان المدينة تصرفوا بصورة ممتازة، حيث سارعوا بالدخول إلى الأماكن الآمنة’.