تونس ـ ‘القدس العربي’ ـ من حسن سلمان: قالت وزارة الداخلية التونسية إن مجموعة إرهابية فتحت النار على دورية للأمن في ولاية جندوبة (شمال شرق) فجر الأحد مما تسبب بمقتل ثلاثة عناصر أمن ومواطن موجود في المنطقة وجرح أحد الضباط.
وأكدت الوزارة في بيان أن المجموعة المتنكرة بزي أمني قامت باستدراج دورية الحرس عبر تقديم معلومات مغلوطة عن ‘قيام مجموعة من الأشخاص بقطع الطريق والسلب بالقوة بمنطقة أولاد مناع بلاريجيا في ولاية جندوبة (50 كلم عن الحدود الجزائرية)’.
وأشارت بعض المصادر إلى أن العملية وقعت بين تجمعين سكنيين مجاورين لسفح جبلي تطل على حقل رماية مخصص لتدريب عناصر الحرس الوطني.
وأكد العميد السابق في الجيش مختار بالنصر في تصريح إذاعي أن الحادث يعتبر ‘أول رد انتقامي على نجاح عمليتي روّاد وبرج الوزير بالعاصمة’، وهو ما أكده مصدر من النيابة العمومية، مشيرا إلى إمكانية حصول عمليات اخرى مستقبلا.
وكانت قوات الأمن التونسية نجحت في شباط/فبراير الحالي بقتل القيادي بتنظيم أنصار الشريعة المحظور كمال القضقاضي واعتقال زميله حمد المالكي الملقب بـ’الصومالي’ المتهمين بالمشاركة في اغتيال القياديين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي خلال عمليتين أمنيتين في منطقتي روّاد وبرج الوزير التابعتين لولاية أريانة (شمال).
وكشف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي أن الارهابيين الذين قاموا بعملية جندوبة هم خمسة عناصر ثلاثة منهم تونسيون (تم التعرف على هوياتهم) واثنان يرجح أنهم من الجزائر. فيما توعد الملازم أول صلاح الحمزاوي رئيس منطقة الامن العام بجندوبة المصاب في الحادث بملاحقة منفذي العملية والقضاء عليهم.
وندد عدد من السياسيين بالعملية الإرهابية في جندوبة، حيث وصفت الامينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي العملية بـ’بالدنيئة والجبانة’، وأكدت تضامن حزبها مع قوات الامن والجيش، داعية كل التونسيين للتوحد لمجابهة ظاهرة الإرهاب.
ومنذ سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، تواجه تونس تهديدات أمنية كبيرة تتمثل بوجود عدد من الجماعات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة كتنظيم أنصار الشريعة وكتيبة عقبة بن نافع، وتؤكد السلطات أن معظم أفراد هذه الجماعات يدخلون من البلاد المجاورة وهو ما دفعها مؤخرا لإعلان المنطقة الجنوبية كـ’منطقة عسكرية مغلقة’.
وفي سياق متصل إستنفر الجيش التونسي قواته المنتشرة على طول الحدود مع ليبيا،تحسبا لأي طارئ على ضوء التطورات الأمنية التي تشهدها ليبيا في أعقاب المحاولة ‘الإنقلابية’ الفاشلة.
وقال العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي السابق لوزارة الدفاع التونسية في تصريح مساء السبت،إن الوحدات العسكرية والأمنية التونسية المنتشرة في الجنوب الشرقي غير بعيد عن الحدود الليبية،’دخلت في حالة إستنفار قصوى’.
وأوضح إن هذا الإجراء الذي وصفه بـ’الإحتياطي’ يأتي على خلفية الأحداث التي تعيشها ليبيا ،و’تحسبا لتدفق مجموعات ليبية إلى تونس خاصة مع إنتشار السلاح في ليبيا’.
وإعتبر بن نصر أن الأوضاع في ليبيا ‘غير واضحة’ ،وذلك إرتباطا بإعلان اللواء الليبي خليفة حفتر أمس عن محاولة ‘إنقلابية’، تبين أنها فاشلة.
يُذكر أن اللواء خليفة حفتر،القائد العسكري السابق في الجيش الليبي، كان قد أعلن عن تنفيذه لمحاولة إنقلابية ،وأشار في تصريحات تلفزيونية إلى تجميد عمل الحكومة الليبية والمؤتمر العام الليبي.
غير أن رئيس الحكومة الإنتقالية الليبية، علي زيدان، نفى وجود أي إنقلاب، واعتبر أن ‘حفتر لن يستطيع إختزال إرادة الشعب الليبي’، مؤكداً أن ‘الشعب الليبي هو الذي يملك الشرعية’.