يترقب عشاق كرة القدم حول العالم انطلاق مونديال البرازيل في الثاني عشر من يونيو، بطولة يتوقع منها المراقبون الإثارة المبكرة، حيث أن بعض المجموعات أعلنت الصراع على أعلى مستوى كما فعلت المجموعة الثانية التي تضم كلاً من حاملة اللقب اسبانيا ووصيفتها هولندا، إضافة إلى المنتخب التشيلي والأسترالي.
مجموعة الموت إن جاز التعبير، تضم المنتخب الإسباني الذي يستطيع حسم اللقب بـ1-0 في كل مباراة كما فعل في مونديال 2010 ويورو 2012، ومنتخب يؤمن بالكرة الشاملة الهجومية ويقوده مدرب مخلص للعب المفتوح وهو المنتخب الهولندي بمدربه لويس فان غال، في حين أن المنتخب التشيلي مسلح بأفضل المحترفين أمثال نجم اليوفنتوس أرتورو فيدال ومهاجم برشلونة اليكسيس سانشيز، أما المنتخب الرابع فيبدو الضحية الجاهزة للجميع وهو المنتخب الأسترالي الذي تراجع مستواه كثيراً مع اعتزال نجومه الكبار وجيله الذهبي الذي صنع عصر الهيبة.
منتخب اسبانيا حامل اللقب يأتي مدعماً بالمهاجم المجنس دييغو كوستا ويلعب انيستا وتشافي ما قد يكون مونديالهما الأخير، ويعلم فيسنتي دل بوسكي بأن زيارته الأخيرة للبرازيل في كأس القارات لم تكن جيدة، لا من حيث المستوى طوال البطولة ولا الطريقة التي خسر بها المباراة النهائية أمام منتخب البرازيل، وهو يدرك بأن الاستحواذ وفكر التيكي تاكا وإن خدمه في المرات الماضية لكن عدة فرق باتت تعرف مفاتيح مواجهته وتستطيع التفوق عليه.
أما المنتخب الهولندي فهو صاحب الأداء القوي في التصفيات، فحقق 9 انتصارات وتعادل واحد من دون أي خسارة، ويضم نجوماً بخبرة مميزة أمثال آرين روبن وويسلي شنايدر وروبن فان بيرسي يزيدهم تصميماً على النجاح هذه المرة بأن البرازيل قد تكون مونديالهم الأخير، في حين نجح لويس فان غال بشكل ملفت بخلق التجانس مع عنصر الشباب الذي أضافه، فأسماء مثل جيرمان لينس ورون فلار وبرونو اندي تعتبر إضافة مميزة للمنتخب الذي سيفتقد للاعب خط الوسط ستروتمان.
منتخب تشيلي الطرف الثالث الخطير في هذه المجموعة ما زال مخلصاً للكرة الجميلة التي زرعها فيه المدرب مارسيلو بيلسا، فمبارياته الودية والتصفيات التي خاضها تؤكد أن اليكسيس سانشيز وفيدال وايسلا وإدواردو فارغاس لن يكونوا صيداً سهلاً للإسبان والهولنديين، فهم متسلحون بقارتهم، ويلعبون بحماس ومن دون ضغوط كالموجودة على حامل اللقب ووصيفه، وبالتالي فإنهم بالتأكيد نقطة حسم هذه المجموعة.
المنتخب الاسترالي بدوره قدم تصفيات آسيوية ضعيفة للغاية، وخدمه بالتأهل تذبذب نتائج المنتخبات العربية الأردن وعمان والعراق، الفريق لم يعد يملك أولئك المحترفين القادرين على صنع الفارق، وبالتالي فإن تصنيفه كضحية المجموعة لا يبدو غريباً، إلا لو قرر لاعبوه تقليد ما فعلته نيوزلندا في مونديال 2010 بعدم خسارتها أي مباراة رغم كونهم الطرف الأفقر فنياً.
وعند الحديث عن إمكانية التأهل، فإن ترتيب المباريات قد يلعب دوراً كبيراً في ذلك، بل يمكن وصف تشيلي بالمحظوظة نتيجة هذا الترتيب، فهي ستلعب مع أستراليا في أول مباراة بعد أن تتواجه اسبانيا وهولندا، ونتيجة المباراة الأولى بين العملاقين قد تفرز المرشح ليكون ضحية مجموعة الموت، فمجرد تعثر بالتعادل مع تشيلي سيجعله قاب قوسين أو أدنى من الخروج، كما أنه في حال لعب تشيلي مع الفائز بهذه القمة في المباراة الثالثة سيكون لها نصيب من تراخيه وضمان تأهله.
وفي النهاية تبقى اسبانيا وهولندا مرشحتين للتأهل عن هذه المجموعة، لكن لا يمكن أبدا استبعاد المفاجأة في القارة العاشقة لكرة القدم، فتشيلي تمثل هذه القارة وستجد كل الدعم من أجل تحقيق المفاجأة، وجمهور البرازيل سيقف خلفها لأن ذلك يخفف على منتخب بلاده مواجهة دور الستة عشر على الأغلب.