عمان – «القدس العربي»: مجمل النقاش الآن في المشهد الأردني يتمحور حول البحث بصورة هوسية عن جواب على السؤال السياسي التالي: ما هي فوائد ومكاسب تفكيك العزلة الداخلية والدولية والإقليمية التي يواجهها بنيامين نتنياهو؟
طبعاً، هذا السؤال أصبح أردنياً ومحلياً بامتياز، وتجول بوقار بين النخب بمجرد الإعلان عن بيان مقتضب لأغراض الإعلام والصحافة عن الزيارة المفاجئة التي قام بها نتنياهو إلى عمان. لكن من يطرح السؤال بمدلوله السياسي لا توجد بين يديه لا رواية ولا سردية رسمية تبلغ بخلفية تلك الزيارة المثيرة للجدل، ويضطر للتعامل مع تداعياتها الإسرائيلية الداخلية، حيث المزيد من التحرش اليميني بالوصاية الأردنية، والمزيد من التصعيد حتى بمعناه العسكري في جنين مع مذبحة صباح الخميس.
والسؤال نفسه يستنسخ أسئلة أخرى في الواقع بعنوان: هل حصل الأردن على مكسب سياسي ودبلوماسي محدد جراء هذه الزيارة التي يبدو أنها تسبق زيارة يريد أن يقوم بها إلى الولايات المتحدة نتنياهو نفسه أملاً في تصليب عود حكومته المأزومة، أم أن المسألة لها علاقة بسلم للنزول عن الشجرة قدمته عمان لرئيس الوزراء الذي شكل واحدة من أكثر الحكومات الإسرائيلية تشدداً وتطرفاً؟
خاطب الأردن مبكراً نتنياهو لافتاً نظره إلى ضرورة إظهار “نضج سياسي”، وفي عمان ظهر الأخير وهو يحاول مضللاً إظهار قدر من النضج المطلوب، متقدماً بالتزامات لفظية بخصوص “الأمر الواقع في القدس” حصراً، لكن طاقمه الوزاري سارع لنشاطات معاكسة لكل ما يمكن فهمه تحت عنوان النضج السياسي.
الانطباع يشير إلى أن المسألة لا تتعلق فقط بشكل الحكومة، أعتى حكومة متطرفة في الكيان الإسرائيلي الجار، عملياً بقدر ما تتعلق بتقديم خدمة مجانية له، أو قد لا تكون مجانية عبر استقباله في عمان، خصوصاً أن الموقف الذي سمعه رئيس الوزراء الإسرائيلي من الأردنيين في اللقاء القصير المقتضب والزيارة المفاجئة هو تماماً ذلك الموقف الذي ورد في البيان الصحافي للقاء، حيث تشديد أردني ملكي واضح على بقاء سياسة الأمر الواقع والتاريخي والقانوني في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والدعوة إلى العودة إلى المفاوضات فوراً والبحث عن الأفق السياسي.
البيان الأردني بالخصوص يلامس تلك الوقائع التي تحرز ضدها عملياً قبل نحو ثلاثة أسابيع بيان مهم ومثير لأكثر من 219 مثقفاً وسياسياً ومفكراً وباحثاً أردنياً حذروا فيه من مسارات التكيف وإنكار المخاطر. والأردن هنا عملياً وهو يستقبل نتنياهو، لا ينكر المخاطر، لا بل ويداعبها ويلاعبها وبثقة، على حد تعبير أحد المسؤولين؛ لأن تلك المخاطر لا علاقة لها بالثوابت والخطوط الحمراء الأردنية فقط، ولكن بإسرائيل نفسها، كما يفهم الخبراء والمعنيون.
ملاعبة مخاطر اليمين الإسرائيلي خطوة محفوفة بحد ذاتها بالمخاطر، برأي الحملة التي أعلنت بوضوح أن غالبية النخب الأردنية لا ترحب برؤية نتنياهو في عمان، لا بل لا ترصد أي مكسب أو فائدة خارج سياق مسألة وملف الوصاية الهاشمية في القدس جراء تلك الزيارة التي تسببت بصدمة بالتأكيد.
لكنها صدمة تحاول تفكيك الألغاز، خصوصاً أن ردة الفعل التحليلية التي عبرت عنها فعاليات مهمة في المجتمع السياسي الأردني أشارت فوراً إلى تطورين محتملين على صلة بتلك الزيارة:
الأول ذلك المرتبط بعودة التحشيد لعمل عسكري في المنطقة ضد إيران، وهي مسألة يعلم الجميع أن الأردن ليس طرفاً مؤثراً فيها على الإطلاق، فهو لا يستطيع إعاقة مثل هذا العمل العسكري إن أصبح قراراً لدولة كبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ليس عنصراً ناشطاً في مواجهة عسكرية محتملة من هذا النوع.
لكن هل ساعد الأردن نتنياهو في النزول عن الشجرة؟
ذلك أيضاً سؤال صعب المنال والإجابة، فالأردن أيضاً في طريقه لمخاطبة الكونغرس، ونتنياهو يستجيب لدعوة الأمريكيين في التهدئة على صعيد العلاقات مع عمان، لكن طاقمه الوزاري الآن يفتح معركة جنين.
وما حصل أردنياً يعني أن نتنياهو يفترض به سماع الثوابت الأردنية، بعنوان العودة للأفق السياسي، وهو أمر صعب المنال تماماً الآن.
والإشارة إلى أن مؤتمرات اقتصادية مثل “النقب 2” من الصعب للأردن المشاركة فيها بدون جلوس الفلسطينيين على الطاولة.
أما الحدث الثاني فمرتبط باحتمالات التصعيد التي تحدث عنها بعد مغادرة نتنياهو لعمان وزيره إيتمار بن غفير، بعنوان “أسوار القدس 2”.
والمعنى اقتراب وشيك لاعتداء جديد على قطاع غزة، وهو اعتداء تقدر الغرفة الأردنية تماماً بأنه سيقود إلى انفلات الوضع الأمني، وقد يخدم الإيرانيين، خصوصاً في ظل تلك التقارير العميقة التي تفيد بأن لدى إيران تأثيراً قوياً الآن في خارطة واسعة من الفصائل الفلسطينية في مساحة يفترض أن تؤخذ بالاعتبار عند التخطيط والتدبير برأي الأردن على الأقل.
إسرائيل تسعد بترويج الأردن نفسها دولياً كراعية لعرب فلسطين 1948 والضفة وغزة وترويج الأردن كدولة ترحب بدخول 3 مليون من 4 دول جوار عبر عقدين وتقدم خدمات لهم مجاناً وتشغلهم بدل مواطنيها، فإسرائيل تريد تهجير فلسطينين للأردن لحل مشكلتها الديمغرافية وهذا الترويج للأردن ستعتبره إسرائيل وداعميها مكمل لخططهم بالتهجير، وبالتالي على الأردن من الآن فصاعداً انتهاج سياسة طاردة ترفض استقبال من يحاول عبور حدودها وترفض تقديم خدمات مجانية لهم وتشغيلهم وترفض مساعدات دول أخرى لهم لا تشمل قبول تسفيرهم للدول المانحة.
شو عمتتخرف ياخرما المملكة الاردنية الهاشمية الدولة الوحيدة اللي ساندت فلسطين وعم تساندها وتساند الدول اللي جوارها منذ نشأتها ولو كانت الضفة الغربية مانفصلتش عن الضفة الشرقية لكانت فلسطين دولة مستقلة تحت جناح المملكة الهاشمية
صديق ألامس عدو أليوم . والعكس صحيح
ماذا يدور . لا أحد يعلم . ولكن المعلوم أن الشعب الفلسطيني يقتل بدم بارد .
ولا بواكي له . ونحن كشعب اردني نشعر بالضيق في الصدر لمى يجري بالداخل لإخواننا الفلسطينيين . وكم نتمنى لو أن الامر بأيدي الشعوب .
يسعد ربكك ابو عباد
انا فلسطيني من سكان القدس الشريف
بعد قرار أممي تقسيم فلسطين 1947 وإقامة دولة يهودية 1948 باتت قضية فلسطين برعاية النظام العربي ودخل جيش الأردن للضفة الغربية والقدس ودخل جيش مصر لقطاع غزة إلى أن اضطرا للإنسحاب 1967 لكن بعد حرب 1973 قرر النظام العربي أن منظمة التحرير الممثل الشرعي لفلسطين ونقل مسؤولية الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة من الأردن ومصر 1975 للفلسطينيين ثم وقعت مصر ثم فلسطين ثم الأردن سلام مع إسرائيل ولم يعد بإمكان الأردن ومصر إرسال جيشيهما للضفة الغربية والقدس وقطاع غزة حتى لو حصل بها فوضى وانقسام فلسطيني وتبعية لإيران