مخاطر كبيرة للتقارب المغربي الإسرائيلي

حجم الخط
85

تمثل زيارة وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب، وتوقيعه «مذكرة تفاهم دفاعي» مع الرباط، تطوّرا كبيرا فهذه أول زيارة لوزير «دفاع» إسرائيلي إلى الرباط، كما أن المذكرة تعتبر الأولى من نوعها لإسرائيل مع دولة عربية، وتأتي بعد أقل من عام على انضمام المغرب إلى مسيرة التطبيع العربي مع إسرائيل، علما أن المغرب مرتبط بمسار قوي بالقضية الفلسطينية، حيث كان اتفاق أوسلو المرتكز لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وإسرائيل، فيما كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، المرتكز لقطع تلك العلاقات.
تعكس الزيارة و«المذكرة» اتجاها متصاعدا في الأوضاع العربية، نشأ نتيجة التقاء اندفاعة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نحو دعم حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية، واجتمعت، في تلك الاندفاعة، القضايا السياسية والأمنية والمالية، عبر مسمى «صفقة القرن» التي لقيت رفضا قويا من قبل الفلسطينيين، لكنها وجدت صدى لدى دول عربية، وخصوصا مع ربطها بأزمات المنطقة المحلية والإقليمية، كما هو حال الإمارات والبحرين مع إيران، وقضية المغرب مع السيادة على الصحراء الغربية، ومسائل الخروج من حقبة العقوبات الاقتصادية والسياسية في السودان.
وعشية وصول غانتس إلى الرباط جدد وزيرا خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكين والمغرب ناصر بوريطة، خلال لقائهما في واشنطن، التأكيد على أهمية «التعميق المستمر» للعلاقات بين المغرب وإسرائيل، كما أكّد بلينكن أن واشنطن تواصل «اعتبار خطة الحكم الذاتي المغربية جادّة وجديرة بالثقة وواقعية، وتنطوي على مقاربة يمكن أن تلبّي تطلّعات شعب الصحراء الغربية».
ستؤدي هذه الزيارة، عمليا، إلى تغيير على ديناميّات السياسة والأمن في منطقة شمال أفريقيا، ورغم ابتدائها بالأمني والعسكري، الذي يجيء، كما هو معلوم، ضمن سياق الخلاف المتصاعد حول الصحراء الغربية، ودعم الجزائر لمنظمة «بوليساريو».
إسرائيل من أكبر المصدرين للأسلحة العسكرية في العالم، ورغم حديث غانتس عن «تبادل الآراء وإطلاق مشاريع مشتركة» فإن قوله إن المذكرة ستقوم بـ«تحفيز الصادرات الإسرائيلية» قد يكون الأقرب للواقع، وبضمنها طبعا الطائرات الحربية المسيّرة وغيرها.
لقد تصاعد التوتّر بين المغرب والجزائر إلى ذروة غير مسبوقة، مع قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ووقف أنبوب الغاز المار بأراضي المغرب نحو اسبانيا، وإعلان جبهة البوليساريو «تصعيد الكفاح المسلح» وتبدو هذه علامات منذرة بتوتر عسكري بين الجزائر والمغرب، وإذا كان هذا التصعيد قد وفّر المبرّر للرباط للمضيّ بهذا الطريق الخطير، فهو طريق يلاقي معارضة كبيرة من الشارع المغربي، المعروف بتمسّكه الكبير بالقضايا العربية عامة، وبالقضية الفلسطينية خصوصا.
ليس من دون دلالة، في هذا السياق، أن وكالة الأنباء الرسمية في المغرب تفادت الاهتمام بانطلاق زيارة وزير الجيش الإسرائيلي، وأن «الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع» دعت لوقفة احتجاجية أمام البرلمان المغربي رفضا لما سمته بـ«مجرم الحرب» وأصدرت بيانا دعت فيه كل الهيئات الداعمة للقضية الفلسطينية إلى التعبير الشعبي عن رفضهم لاستقبال «جزار غزة» وفق تعبيرها. كما انتشر هاشتاغ مغربي بعنوان «لا مرحبا بالقاتل غانتس».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مميشاتو..:

    مليون مرة ضد التطبيع مع الكيان الصهيونى. لكن 100000000000000 مليون مرة مع كل الحلول التي تساعدنا على إنهاء محاولات تقسيم المغرب من طرف جار يقول مسلم ومسالم ويقوم بأفعال لم تفعلها معنا حتى إسرائيل الدولة العدوانية!! في هذا الزمن يجب الإهتمام اولا بما يريح بلاده وشعبه! وهل في ابتعادنا عن العلاقة مع إسرائيل سنحرر فلسطين؟؟ يجب أن يتحرر الفلسطينيون اولا من مشاكلهم وتقسيماتهم الداخلية..

    1. يقول فلسطين حره:

      على اساس اليهود يحبوا العرب؟؟ ههههه شيء مضحك ما أنا عايش بينهم ويشوف عنصريتهم ليل نهار وكرهم لكل شخص عربي أي تقارب ؟؟ مع مين ؟ مع المستوطنين الي بشتموا العرب ليل نهار؟ ولا مع حكومة اليمين المتطرفه الي تحرض على العرب ليل نهار ولا مع تنظيم لهافا العنصري اليهودي الي بطالب بطرد العرب؟؟ اسرائيل ليست دوله لكي تتقاربوا معها

  2. يقول عبد الحميد:

    التقارب المغربي الاسرائيلي هو موجه بالاساس لإسبانيا و حلفائها
    ضد التطبيع لكن المصالح العليا للوطن هي أولى

  3. يقول ميلود ق.:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الخص كلامي : أنا مغربي مسلم أقول للمنافقين من أبناء جلدتنا نحن المغاربة مع تحرير الأرض فلسطين ومعها كل الارض المسلمة اخرجنا المستعمر من المغرب ومن تونس ومن الجزائر واخرجنا المستعمر من الصحراء المغربية وسنخرجه من سبتة ومليلية وعلى غرار اجدادنا سنحرر القدس قريبًا ان شاء الله. اما المنافقين الذين وقفوا ضدنا مع المستعمر فسيبقون دائمآ مذلولين خائبين الى يوم الدين.

  4. يقول مولاي يوسف الشهيبات:

    تحية لجريدة القدس العربي.
    اولا السياسة لها منطقها و براديغماتها الخاصة.
    ثانيا المبادئ الاخلاقية لا تتوافق مع الاكراهات السياسية .
    ثالثا اتساءل عن خطة منظمة المؤتمر الاسلامي لتجسير الهوة بين الجزائر و المغرب.
    رابعا اتساءل عن خطة الجامعة العربية لاصلاح ذات البين بين الجزائر ووالمغرب.
    خامسا اتساءل عن الجهود المبذولة من طرف دول المغرب العربي لانشاء اتحاد المغرب العربي لتجاوز ازمات و مخلفات الاستعمار الفرنسي.
    إذن لا شك ان نزاع الصحراء المغربية مفتعل بواسطة الجزائر. و ان المغرب تعامل بحكمة و كظم الغيض تجاه الجزائر.
    و لهذا من اراد ان يجعل يده في العصيدة عليه بتسمية الاشياء بمسمياتها.
    حاليا من يرفض الوساطات العربية….الخ
    صدق من قال من حسن حظ الجزائر ان لها جار من طينة المغاربة الذين يصبرون على اذاهم طيلة 47سنة و لا زلنا.لكن للصبر حدود.
    تحيا شعوب المغرب العربي الخمس.الشعوب باقية و الانظمة متغيرة بتغير افرادها.

  5. يقول ابراهيم:

    …للأسف الشديد لومدت الجزاءر اليد للمغرب،للتعاون والتآزر،مامد المغرب يده لإسراءيل،…
    في الأخير الكل يبحث عن مصلحته ،… والجزائر هي السبب الاول والاخير فيما آلت اليه الأوضاع في المنطقة،بتسليح المرتزقة وتدعيمها،بدل ان تدخل بخيط ابيض،وتصالح بين هؤلاء الصحراويين المغاربة الإنفصاليين،ودولتهم الأم،…
    إن الجزائر،المستقوية بالروس،وايران والصين،…تستعرض عضلاته وعلى مر السنين على جارتها حبيبتها،وتحدث إليها بالأنفة والعجرفة،ظانة أنها،الأقوى والأجدر،بسيادة وتزعم الشمال الإفريقي،…
    والمغرب على الدوام يمد يد المصالحة والتصالح،الى يومنا هذا….وسيضل…إلى أن يأتي الله برجل صالح،من الإخوة في الجزائر،يريد الخيرلبلده اولا،ثم جيرانه ثانيا

  6. يقول مواطن مغربي:

    نحن نرفض هذه العلاقة المقيتة مع دولة عدوانية استعمارية محتلة لأراضي شعب أعزل مسالم شرد أهله وهجروا بتواطؤ كل القوى العظمى الاستعمارية شرقية وعربية من جهة ومم جهة أخرى تخاذل دول الذل العربية والإسلامية التي تحارب شعوبها وتقدم الولاءات للحفاظ على مصالحها الضيقة .منها من يتحالف مع إسرائيل وحلفائها ومنها من يتحالف مع موسكو وإيران وحلفائهما فضاعت حقوق الشعب العربي الإسلامي او بعبارة أصح ضيعوها تحت مبررات كاذبة واهية.

  7. يقول Noro:

    التطبيع خيانة للوطن والعروبة والدين والثقافة والقانون والإنسانية

  8. يقول النجم الثاقب:

    كاتب المقالة يميل الى الجزاءر بطريقة مبالغ فيها.
    ليست هناك قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بل هناك الجزاءر قطعت العلاقات و الجزاءر قطعي الانبوب و الجزاءر قطعت السماء و الارض و البحر .
    والمغرب يدافع و لحد الان لا يهاجم .

  9. يقول امجد:

    الى : طاهر ألعرب “امازيغي”

    أنت لست أمازيغيا.
    الشعب الأمازيغي الحر ضد الإرهاب الصهيوني وأعوانه مهم كانو.
    الشعب الامازيغي مع جميع أحرار العلم.
    الشعب الأمازيغي مع الشعب العربي الفلسطيني و قضيه العادلة.
    الشعب الأمازيغي مع الشعب الجزائري.
    الجزائر لاَ تَتَدَخل و لاَ تحارب ولا تريد تقسيم المغرب. الجزائر جار عزيز على قلوبنا.
    نحن الأمازيغ نريد العيش في سلام مع جميع أحرار العالم.
    عاشت فلسطين حرة ولا نامت أعين الجبناء.

  10. يقول عزالدين:

    لولا الجزائر لما ارتمينا في احضان اسرائيل.

1 2 3 4 5 7

إشترك في قائمتنا البريدية