حقيقة أنني وفي بداية العام الحالي أريد أن أستغل كتابتي في زاوية «القدس العربي» لأرسل بتهانيّ الحارة لكل من تابعني وشجعني على الكتابة بداية بزملائي في «القدس العربي» وقرائي الأعزاء الذين عبروا عن إخلاصهم بمتابعتهم الدائمة لي طوال العام الماضي.
لم تكن تجربة الكتابة مهمة سهلة أبداً بالنسبة لي، فأرى في الكتابة مهنة شاقة وعناء كبيرا وشعورا «مازوشيا» يجعلني أرى في الكتابة، ورغم عنائها لذة ونهما وشراهة في التحقق والقراءة لإنتاج المزيد.
وربما يعود سبب العناء لجهلي بأمور كثيرة، ولتأخري مقارنة بغيري ولأسباب مادية تعود لكوني من عائلة فقيرة وكبيرة، محافظة وبسيطة، لأم وأب أميّين. لا أخفي شعوري بالحسد والظلم تجاه من ترعرعوا في جو ووسط ثقافي منذ نعومة أظفارهم، فالتحقوا بأهم الجامعات وقرأوا ما تسنى لهم من الكتب واختلطوا بالأجواء الثقافية وأناسها. ولم يفتهم أي عرض سينمائي ولا عرض مسرحي ولا غنائي.
ربما يعود عناء الكتابة لدي بسبب عشقي لتعذيب نفسي ونظرتي الجدية للكاتب والمنتج الكتابي. فشخصيا، لا أستطيع أن أكتب مقالا أيا كان وأقدمه للقارئ دون التحقق من مصدره من خلال مراجعتي للفيديو المعروض في موقع لجريدة ما أو محطة تلفزيونية وعادة لا أثق في المحطة أو الفيدو وأصبح كالـ»محقق» البوليسي الذي يبحث عن جذور للجريمة، فأنقب عن الخبر ومصدره وتاريخ نشره وصاحبه إلى أن يطمئن قلبي لصحته فأكتب عنه وأقدمه لكم.
إن لهذا العناء تعب وهو قضاء الوقت والجهد في البحث مما يشعرني بضغط الوقت. وأخطئ في أحيان كثيرة بإسم ما نتيجة التسرع في الكتابة قبل انتهاء الوقت المحدد لنشرها، فأعود وأعتذر للقراء وأعتذر من الجريدة عن أي خطأ سقط سهوا. ما لاحظته هو تعليقات القراء وتشجيعهم الدائم وصبرهم على انشغالاتي وقلة الوقت لتبادل التعليقات معهم. وما أثار فضولي بعض التعليقات التي تشيد بردودي عليهم «أشكرك لتواضعك» و»أشكرك لردك» علما بأن استمراريتي تكمن في تشجيعكم. إستوقفني هذا التعليق مرارا لأفكر في تسخير هذه السطور اليوم لأشكركم أنتم لمتابعتكم وتشجيعكم الدائم.
«حرامية» تسرق من الإنترنت
انتشر فيديو عبر موقع برنامج «أريه سور إماج» (فلنتوقف عند الصورة) مؤخرا ليكون حديث الساعة في الصحف والمحطات الفرنسية. الفيديو يتحدث عن أجنيس شوفو، المديرة التنفيذية لمدرسة الصحافة في معهد العلوم السياسية في باريس وهي منتجة وصحافية في «راديو فرانس كولتور»، وعن سرقاتها عند تقديمها لعامودها الصحافي في الإذاعة لدى فرانس كولتور من دون ذكر المصدر.
ويتابع برنامج «أريه سور إماج» في تحقيقه أثناء الحلقة الخاصة عن الموضوع بأن مدام شوفو قامت بسرقة «عبارات» و»نصوص» كاملة من «تحقيق» نشر على موقع «أريه سور إماج» عبر الإنترنت ونقلتها كما هي لتلقيها عبر أثير إذاعة «فرانس كولتور» دون أي إشارة أو ذكر للمصدر.
الغريب أن موقع «الهافنغتون بوست» قام بنشر زاويته مدام شوفو كاملة على صفحته دون التأكد من مصدر كلامها ودون الإشارة إلى أي مصدر لـ»أريه سور إماج»! وحين قام العاملون في برنامج «أريه سور إماج» بالتواصل معها والتحقيق معها أخبرتهم بأنها «لم تجد الوقت الكافي لذكر المصدر» وبأن «الهافنغتون بوست» غالبا ما تذكر المصدر مؤخرا وبأنها ستتواصل «معهم فورا» ليذكروا المصدر!
«وقاحة» مدام شوفو لم ترق لدانيل تشيندرمان، مدير موقع «أريه سور إماج» وقرر التحقيق في جميع «مقالاتها» المستخدمة في عامودها الصحافي لدى «إذاعة فرانس كولتور» و»الهافنغتون بوست»، وقام باستخدام برنامج «أنتي- بلاجيه» وهو برنامج انترنتي يتم من خلاله التحقيق في الانتحال والسرقة من مصادر تنتشر على الانترنت، ليكتشف بأنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها المديرة التنفيذية للمدرسة العليا للصحافة بسرقة من مصادر أخرى دون ذكر المصدر!
وليكتشف بأن نصف أعمالها الصحافية تمت سرقتها من مواقع مختلفة وقامت بـ»نسخ» و»لصق» العبارات كما هي! الضجة التي أثارتها مدام شوفو أدت بمدير المدرسة العليا للصحافة في معهد العلوم السياسية في باريس برونو باتينو، إلى إجبارها على أخذ إجازة مؤقتة ستمكنه من التحقيق في الأمر لإتخاذ الإجراءات اللازمة، والقرار السليم ليبعد الضجة والسمعة السيئة التي خلقتها بسرقاتها هذه والتي تؤثر سلبا على سمعة معهد العلوم السياسية وخاصة مدرسة الصحافة.
الطرب مهدد بالانقراض
لم تبق للغناء العربي في العصر الحديث أي خصوصية تعنيه، والتي لا بد منها لتميزه عن الآخرين جغرافيا وسياسيا وتاريخيا. ومن الضروري استرجاع تاريخ الغناء والموسيقى في العالم العربي، لتوضيح أهميته وتناقله ليصل إلى الجيل الناشئ.
ما يميز العصر الحالي هي ظاهرة الهيمنة «الاستهلاكية» التي تعد الأشد خطرا على طمس وانقراض الهوية الثقافية إن لم يتم الحفاظ عليها والوعي بأهميتها. ففي نفي الخصوصية لتتناسب مع الجميع مهما اختلفت أماكن تواجدهم تهديد للتميز الخاص بكل مجتمع على حدة.
وعند الحديث عن «الهيمنة» يحضر إلى أذهاننا مصطلح «العولمة» وفرضها لطريقة تفكير وسلوك شموليّين تتسع لتشمل العالم. ولتوضيح دور العولمة والهيمنة السلبيين على المنتج الثقافي العربي، لا بد من إعادة نظر ضرورية لتحديث الغناء العربي وتطويره ونشره ليتناسب مع العصر الذي نعيشه دون أن تناله يد التشويه لتراثه، وأدواته المستخدمة في الموسيقى، ودون أن يقتصر تعريفه وهدفه بمصطلح «تجاري» يشوه أصالته.
ففي مجال الغناء والموسيقى، تتوالد يوميا البرامج الغنائية «الاستهلاكية» لتتعدى الحدود الأمريكية والأوروبية وتصل إلينا عبر شاشة التلفز يون الصغيرة لتقدم لنا برامج الغناء والطرب كـ»ستار أكاديمي» و»نوفل ستار» والتي تحرم الغناء العربي خصوصيته في تقديمه من خلال برامج خاصة به تتناسب مع مجتمعه وتاريخه غنائه وحضارته وثقافته.
والغريب أن هذه البرامج تفرض بنفسها علينا، رغما عنا بهدف إشباع «جوع» ممولها الشره. ولم يعد لشبابنا حلم ومخرج من الوضع الاقتصادي والسياسي والثقافي المتأزم غير الرغبة في الظهور على التلفاز محاولا تحقيق النجاح بأسرع وقت. وتحول وجوده وكيانه إلى مجرد «سلعة» تستخدمها القنوات التجارية لـ»تعرضه» علينا مع مؤثرات صوت عالية، تتأقلم مع «جرعة العاطفة» المفتعلة في تركيبة الأفراد مهما اختلفت المجتمعات لتحقيق أهدافها ومكاسبها التجارية.
وكما يدرس أصحاب المراكز التجارية الكبرى كيفية ترتيب الـ»منتجات» وعرضها حسب جنس المشتري وعمره وطوله، تقدم لنا المحطات يوما بعد يوم مغنين ومغنيات صغارا لا تتعدى شهرتهم السنتين أم الثلاث، ليصبحوا فيما بعد مجرد نكرة مبتعدين عن الأضواء ومحاطين بالنسيان ليظهر غيرهم من جديد. لقد شوهت القنوات التجارية هذه الطرب الأصيل وشوهت «قيمته» و»خصوصيته» لتعدل بذلك مفهوم الثقافة الغنائية الحديثة كاملاً.
وتعدت البرامج هذه على خصوصية الأغنيات الخالدة كأغنيات لأم كلثوم والتي تدوم لساعات – ترقى بأرواحنا للصفاء – وحولتها إلى دقائق عدة، مصحوبة بموسيقى صاخبة، تسخدم لتقنع لجنة من الحَكَم وتقنعنا نحن المشاهدين بالتصويت بـ»نعم» بدلا من التصويت للمتسابق «التالي»! لقد تشوه مفهوم الغناء ولم يعد الفنان يقضي سنوات عمره الكاملة محاولاً العمل على تحسين صوته وأدائه، ملماً بأهمية الغناء في تشكيل ثقافته الفنية وثقافة مجتمعه. القلة القليلة فقط من الموسيقيين ممن لا يزالون في مواجهة يومية وصراع بقاء على آخر نفس حر ونقي تحت سماء العولمة الملوثة. ومنهم من وجد في اوروبا ملجأ، يتابع فيه يوميا تدريبه وأبحاثه ورحلاته للمحافظة على التراث الموسيقي الخاص به وتطويره ودمجه مع مستجدات الموسيقى العالمية.
حرب على مواقع الموسيقى المجانية
ولأبقى في جو الموسيقى والنغم، سأتحدث عن توقيع منصة «الفيديو يوتوب» التابعة لشركة غوغل لاتفاق من أجل إنشاء خدمتها المدفوعة للبث الحي للموسيقى على الانترنت والمعروف بـ«يوتوب ميوزيك كي».
وأخيرا سنتمكن نحن المستمعين والمشاهدين من سماع ومشاهدة البث الحي لكليبات موسيقية تحت الطلب ومن دون إعلانات. وسيؤثر هذا الاتفاق بالطبع على مواقع الموسيقى المجانية كموقع «سبوتيفاي» و»ديزر».
ولا بد لي من ذكر الضجة الإعلامية الكبيرة التي أحدثتها المغنية الأمريكية تايلور سويفت خلال اتخاذها لقرار سحب جميع ألبوماتها من موقع الموسيقى المجاني «سبوتيفاي» معبرة عن فكرتها بأن الموسيقى المجانية لا تحترم جهد وتعب المغني.
تايلور سويفت نالت جائزة «غرامي» لأكثر من مرة، واشتهرت لكون ألبوماتها الأكثر مبيعا في عالم البوب الغنائي في الأشهر الأخيرة الماضية. إن قرار سويفت بتوجهها لمواقع الموسيقى المدفوعة الأجر، يجعل الأخيرة في أزمة حرجة في صراع البقاء أمام الكم الهائل من المواقع التكنولوجية الحديثة والمدفوعة مثل «أي تيونز» و«يوتوب ميوزيك كي».
كاتبة فلسطينية تقيم في باريس
أسمى العطاونة
كل عام وأنت بخير يا أستاذه أسمى
وكل عام وأنت ترتقي درجات الأدب والاعلام
وكل عام وأنت مستمرة على تواصلك مع متابعي مقالاتك
يعجبني تواضعك وبساطتك وتنوع مواضيعك
والأهم من ذلك كله اسلوبك الشيق بالكتابة
أتمنى منك بالمرة القادمة أن تكتبي عن أحوال مسلمي فرنسا وآراؤهم بالذي حصل قبل يومين لتلك الصحيفة الساخره وماذا عن ردة فعل الفرنسيين
ولا حول ولا قوة الا بالله
مقالة جميلة باسلوب واضح وبلغةٍ سهلة ومواضيع منتقاة توحي الى استدراج الفهم للوصول الى الوعي ، وعي القاريء والمثقف ، شكرا لسردك الشيق
كل عام وانتي بخير مقالاتك دائما جميلة لكن كنت اتوقع في مقالك ان يلقي ضوء على الهجوم الذي حدث على الصحيفة الفرنسية واثر هذا الحدث على الاعلام الفرنسي وكيفية تعاطي المجتمع الفرسي مع هذا الحادث واثره على الجالية العربية والأسلامية , اما بالنسبة لنشأتك من اسرة بسيطة سأقول لك ما كانت امي تردده لي دائما العظماء يخرجون من الاكواخ .
كم أنت رائعة يا سيدتي؟ إن أسلوبك رائع، كما هي مواضيعك . إن فلسطين وأهل فلسطين يفخرون بك. كل عام وأنت بألف خير. واعلمي أنني على الدوام بانتظار مقالك الأسبوعي. دومي واسلمي لنا.
استاذة اسمی العطاونة كتابتك جميلة جدا وهي حديثة بسيطة دقيقة ومحترفة.
وحقيقة تأثرت بمقالك اليوم لأني أخطوا خطواتي الأولی في الكتابة وأشعر بأمانة الكلمة وثقل وتأن يكاد يكبلني من خشية ان لا أكون اهلا للقلم؛ وأشكرك علی عفويتك وصدقك وتواضعك ؛ هذه الميزات النادرة في زماننا هذا.
اتمنی لو أستطيع التواصل معك.
دمتي متألقة استاذة ورعاك الله
وما الذي يمنعك يا أخت منى فأنت أهل للقلم وأهل للأدب
وها أنت تكتسبي خبرة مميزة بأفضل جريدة ناطقة بالعربية وأصبح لتعليقاتك الكثير من القراء وأنا واحد منهم
توكلي على الله وسأكون أول من يعلق على مقالاتك
فرحلة الأف ميل تبدأ دائما بخطوه
ولا حول ولا قوة الا بالله
اجمل شيء هو الكتب وعالم الكتب والكتابة والقرأة والمطالعة وحب المعرفة،ومن اجمل ما قرأت هو عن مواصفات البطل الرومانسي في رواية لجورج ريدج.يلعب البطل الرومانسي أدواراَ عديدة.إنه شاعر- متنبئ،حسّاس،مضطرب الشخصية منعزل،متشرد،متمرّد،و في تقصّي شيء آخر،يرى نفسه نموذجاَ لنبي مّنقذ.إنه الرجل المشؤوم،العبقري غيرالمقدّر،المجوسيّ المنبوذ،ضحيّة القََدَر…إنه مقتنع ألا أحد يضارعه،و انه يفوق الآخرين لأنه استثنائي.إنه جبَّار لأن سعادته و حزنه يتجاوزان القدرة العاطفية للإنسان العادي.و لا اعرف اذا كان يوجد هذا الصنف والنوع من البشر؟
اخي داود شكرا جزيلا لك؛ ومقالي اليوم منشور علی صفحة القدس العربي ؛ التي اتقدم لها دوما بجزيل الشكر لإ حتواءها لقلمي. اتمنی ان تكتشفه ؛ اسمي كما هو منی واللقب ستتعرف عليه حتما .
بإمكانكم الاستماع للموسيقى بطريقة مجانية من خلال موقع جديد يقدم خدمة شبيهة بخدمة “سبوتيفاي” الموقع يقدم أيضاً الموسقى والأغاني العربية “ليستن بت” http://www.listenbit.com
شكرا اسمى العطاونة…مقالاتك مميزة(أتعرف على الكاتبة دون قراءة الاسم) مما يدل على اسلوبك الخاص…وتحية الى بنت بلادى منى
الله يحييك ولد بلادي مروان.