مدن العراق تدخل ثاني أيام العصيان المدني… وقتلى في بغداد برصاص الأمن

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: دخلت العاصمة العراقية بغداد، وعدد من محافظات الوسط والجنوب، أمس الإثنين، في ثاني أيام الإضراب العام، عقب إقدام المحتجين على غلق طرق رئيسة، ومؤسسات حكومية، وأخرى تربوية، منذ ساعات الصباح الأولى، قبل أن يقرروا الانسحاب بعد منتصف الظهر، لتقوم القوات الأمنية بإعادة فتح الطرق.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر متطابقة (صحافية وشهود) إن «المحتجين في العاصمة بغداد بدأوا بقطع الطرق في شوارع رئيسة، معلنين بدء الإضراب العام، الذي طالبت جهات عدة بتنفيذه، لإجبار الحكومة على الاستقالة وتنفيذ مطالبات المتظاهرين».
وأضافت أن «المحتجين قطعوا طريقا رئيسا في منطقة البنوك، شرقي بغداد، وفي منطقة الزعفرانية جنوب شرقي العاصمة، فضلا عن طريق بغداد ـ واسط»، مبينين أن «مدارس عدة أغلقت أبوابها، إضافة إلى إرجاع الموظفين، لتنفيذ الإضراب العام».
ووفق المصادر فإن المحتجين قطعوا طريق الشعلة السريع، وجسر البنوك وجسر منطقة الشعب، وجسر شركة سومو من البلديات باتجاه زيونة وملعب الشعب، كما تم إغلاق مخارج مدينة الصدر وسريع الدورة من جهة بغداد الجديدة، فضلاً عن غلق مخارج الأمين والمشتل والعبيدي وساحة عدن.

انسحاب مريب

وتشير المصادر إلى أن «غلق الشوارع والدخول في العصيان المدني استمر منذ الصباح وحتى الساعة الـ12 ظهراً، قبل أن تنسحب جموع المحتجين، وتباشر القوات الأمنية بفتح الطرق، وإزالة بعض الإطارات التي أحرقها المحتجون في بعض المناطق».
وعندما حاول المتظاهرون إغلاق جسر الأحرار ضمن مساعيهم الرامية إلى فرض العصيان المدني، تعرضوا لإطلاق نار من قبل الأمن حيث سقط 4 منهم.
وأفاد مصدر طبي في وزارة الصحة العراقية رافضا ذكر اسمه بأن «مستشفيات بغداد سجلت مقتل 4 متظاهرين متأثرين بإصابات الرصاص المطاطي التي أطلقتها قوات الأمن».
وأصدر المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف، بيانا حول تطورات الأوضاع التي تشهدها العاصمة بغداد.
وذكر خلف في بيان مقتضب، «تم اتخاذ الإجراءات الضرورية من قبل قوات حفظ النظام بإبعاد مجموعات قامت بحرق مطعم بعلبك وسط بغداد، وقوات الأمن قامت بتفريقها».
وتابع، أن «المجموعات التي عبرت جسر الأحرار توجهت إلى وزارة العدل، وتصدت لها قوات حفظ النظام، وتمكنت من تفريقها».
وأول أمس، أخبر شاهد عيان «القدس العربي»، أن «القوات الأمنية المتمركزة على جسر الجمهورية، المطل على ساحة التحرير من جهة، والمنطقة الخضراء (الحكومية) من جهة ثانية، انسحبت بشكل مفاجئ بحدود الساعة الواحدة من منتصف ليل السبت ـ الأحد، تاركة الجسر خالياً من تواجد أي قوة أمنية، باستثناء قوات مكافحة الشغب المتواجدة عند الحاجز الكونكريتي المقابل لحاجز المتظاهرين».
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن «الانسحاب كان مريباً، ولم يُعرف سببه حتى الآن، خصوصاً إن القوات المتمركزة على جسر السنك (موازٍ للجمهورية) لم تنسحب»، لافتاً إلى أن المتظاهرين المتواجدين في أعلى مبنى المطعم التركي (أصبح يُعرف محلّياً بجبل أحد) وجهوا رسالة للمتظاهرين بمكبرات الصوت، دعوهم إلى عدم عبور الجسر، والتمركز في أماكنهم».

إغلاق جسور وطرق رئيسية… ودوائر حكومية أضربت… واعتصامات للطلبة

ورجّح أن «يكون الانسحاب خطّة، لدفع المتظاهرين صوب التقدم نحو المنطقة الخضراء، وهنا يتم الردّ عليهم، واقتحام ساحة التحرير وفضّ الحراك الاحتجاجي بالقوة»، لافتاً إلى أن «المتظاهرين لم يتقدموا متراً واحداً، وتمسكوا بالتواجد في الساحة والحاجز الأول على الجسر».
ووفق المصدر فإن «القوات الأمنية عادت للانتشار صباح الأحد (أول أمس)، وعززت الحواجز الكونكريتية وأقامت أخرى جديدة على جسر الجمهورية، ودعمتها باسلاك شائكة».
العاصمة بغداد لم تكن هي المدينة الوحيدة التي شهدت هذا العصيان، بل قطع المحتجون تقريبا معظم الجسور في محافظة ذي قار سعيا منهم لتنفيذ الإضراب، حسب شهود عيان. وفي الديوانية، أغلق المحتجون مديرية التربية، ومبنى المحافظة القديم، كما أغلقوا مبنى دائرة العمل، ومبنى مديرية بلديات الديوانية، ودائرة صحة الديوانية.
كذلك، أفاق أهالي محافظة بابل على إضراب عام وإغلاق لدوائر حكومية منها،
وفي واسط والمثنى، أغلق المحتجون عددا من الشوارع، وجسورا وطرقا في مدينة السماوة العاصمة المحلية لمحافظة المثنى. أما في محافظة البصرة (أقصى جنوب العراق)، فواصل المحتجون قطع طريق خور الزبير باتجاه أم قصر، إضافة إلى قطع الطريق أمام دخول الموظفين في حقل غرب القرنة (1-2) النفطي، ومنعهم من الدوام، الأمر الذي دفع الموظفين إلى العودة لمنازلهم.
ووفق موقع «المربد» البصري، فإن طلبة الكلية التقنية الهندسية في البصرة واصلوا أيضاً اعتصامهم وإضرابهم عن دخول المحاضرات لحين تحقيق مطالب المعتصمين في عموم العراق.
وحسب المصدر، فإن المتظاهرين قطعوا طريق البصرة – الفاو، في حين حدثت تظاهرة جديدة في القرنة (منطقة النعيم) سرعان ما تطورت ليقطع المتظاهرون الطريق الرابط بين بغداد والبصرة.
كذلك، واصل العشرات الاعتصام أمام بوابة ميناء أم قصر رافضين مفاوضات فتح الطريق، فيما قطع آخرون طريق أبو الخصيب في منطقة حي العسكري بالإطارات المحترقة.
وأول أمس، قطع المتظاهرون الطريق بين خور الزبير وأم قصر لمنع الموظفين من الذهاب إلى دوائرهم.
على إثر ذلك، وجه محافظ البصرة، أسعد العيداني، رسالة لمتظاهري المحافظة، حذر فيها من «أن إيقاع الضرر بميناء أأم قصر يعطي ذريعة للقضاء على الحراك الشعبي».
وكتب على حسابه في «تويتر»، «أيها الشباب الواعد، ميناء أم قصر ملككم وذخيرتكم جميعا، وإيقاع الضرر به يعكس صورة مشوهة عن مطالبكم المشروعة باسترجاع حقوقكم ويعطي ذريعة للقضاء على حراككم السلمي الهادف».
وأضاف قائلا: «أنتم أحرار فيما تقبلون عليه وتدبرون عنه».

طريق أم قصر

كذلك، حثّت وزارة التجارة العراقية، محتجين على إعادة فتح الطريق المؤدي إلى ميناء أم قصر أقصى جنوبي البلاد لضمان دخول المواد الغذائية المستوردة إلى البلاد وعدم تحميل البلاد أموالا طائلة إضافية.
ويعتصم المئات من المتظاهرين العراقيين أمام ميناء أم قصر، وهو أكبر موانئ العراق، وأغلقوا الطريق أمام الشاحنات التي تدخل وتخرج من الميناء منذ الأربعاء الماضي.
وقال وزير التجارة محمد هاشم العاني، في بيان إن «توقف العمل في الميناء يؤثر سلبا على انسيابية دخول المواد الغذائية التي تستوردها الوزارة لتوزيعها على المواطنين ضمن برنامج البطاقة التموينية».
وأضاف أن «هناك عددا من البواخر محملة بالأرز والمواد الغذائية لصالح وزارة التجارة تأخر تفريغ حمولتها، وهذا يكلف العراق أموالا طائلة؛ كون الوزارة لديها عقود مع الشركات والبواخر بتوقيتات معينة لعمليتي الشحن والتفريغ». وأشار إلى أن «الوزارة تقف مع المطالب المشروعة للمتظاهرين وعملت بالتعاون مع اللجنة الوزارية لتلبيتها، ومن هنا نهيب بالمتظاهرين بعدم تعريض مصالح الشعب للخطر، خاصة أن هذه البواخر تحمل مواد غذائية للمواطنين».
وفي إجراء محلّي آخر، قررت مديرية تربية البصرة، إعفاء إدارات المدارس المشاركة بالإضراب العام.
وذكر بيان للمديرية «تقرر إعفاء إدارات المدارس التي شاركت بالاضراب العام الأحد (أول أمس)».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية