الجزائرـ «القدس العربي»: قال عبد القادر قارة بوهدبة مدير الشرطة القضائية في الجزائر إن التحقيقات في حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الجزائرية شمالي مالي ستستغرق وقتا طويلا، موضحا أن بشاعة الحادث وشدة اصطدام الطائرة بالأرض فضلا عن الظروف المناخية يزيد من صعوبة مهمة رجال الشرطة العلمية الذين انتقلوا إلى مكان الحادث، ضمن الوفد الذي قاده عمار غول وزير النقل.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر الشرطة القضائية أعالي العاصمة أن الطائرة تعرضت إلى اصطدام عنيف لما تحطمت بالقرب من قرية قوسي جنوب مدينة غاو، مشددا على أنه لم يعثر على جثث الضحايا، وأن الأشلاء التي تم العثور عليها، ليس من السهل تحديد هوية أصحابها.
وأكد أن رجال الشرطة العلمية الذين تنقلوا إلى مكان وقوع الحادث تمكنوا من أخذ عينات، من أجل تحليلها، فيما يتطلب تحليل عينات أخرى نقلها إلى مراكز مختصة، مشددا على أن بعض العينات الأخرى لا يمكن استغلالها بسبب الوضعية التي وجدت عليها.
وأشار إلى أن الجثث عادة تحفظ في درجة حرارة 80 درجة تحت الصفر، فيما أن أشلاء الضحايا متناثرة في العراء منذ قرابة أسبوع في ظروف مناخية صعبة وقاسية، مع درجة حرارة تتجاوز الـ45 درجة، وبالتالي من الصعب استغلال كل الأشلاء في التحليل.
وذكر مدير الشرطة القضائية أن العملية ليست سهلة، وأن السلطات الجزائرية غلبت الجانب الإنساني، من خلال تركيز عمل الشرطة القضائية على عملية تحديد هوية الجثث، حتى تتمكن العائلات من دفن ذويها، موضحا أن العملية ستستغرق وقتا، وأنه من الصعب تحديد وقت تنتهي فيه العملية، لأنه في مثل هذه الكوارث يستغرق تحديد الضحايا عدة أشهر وربما لسنوات، وأحيانا كثيرة لا يمكن العثور على كل الجثث.
وذكر بأنه تم أخذ عينات من الحمض النووي من عائلات الضحايا الجزائريين من أجل استغلالها في عملية التعرف على الجثث، وأنه إذا كانت هذه التقنية غير كافية سيتم استعمال تقنيات أخرى من أجل محاولة التعرف على الضحايا.
واعتبر أن رجال الشرطة العلمية الذين تم إرسالهم، لديهم من الخبرة والتجربة ما يكفي من أجل القيام بعملهم على أكمل وجه، وذلك في إطار التعاون والتنسيق مع الفرق التي أرسلتها دول أخرى مثل فرنسا وإسبانيا، معتبرا أن كارثة جوية مثل هذه تتطلب تنسيقا وتعاونا دوليا، ولا يمكن أن تقوم به دولة واحدة.
كمال زايت
من يقرأ المقال يعتقد أن الهيئات الجزائرية المختصة تقوم بكل ما يلزم من إجراءات وعمليات ما بعد مأساة سقوط هذه الطائرة. والواقع أن الجميع يعلم بأن فرنسا وحدها هي من تقوم بجميع الإجراءات والعمليات: تحليل العلب السوداء وتحديد هويات الضحايا…. فلا داعي لأن يحاكي الهر صولة الأسد.