مدينة سطات ‘خرجت من الظلمات الى النور’: أفلام هاوية وتجارب ذاتية بالمهرجان الوطني لفيلم الهواة

حجم الخط
0

عاشت مدينة سطات المغربية على إيقاعات صور سينمائية آتية من مختلف جهات المملكة في مهرجانها السابع الذي كان امتدادا للدورات السابقة وتألقا على مستوى الحضور والتنظيم والبرمجة. وقد جاء هذا المهرجان ليملأ الفراغ الحاصل على الساحة الوطنية ويمنح فرصة الإبداع الفيلمي لكل الهواة بجميع فئاتهم العمرية. ويحتضن تجارب ذاتية تحمل النجاح كما تحمل الفشل. تجارب رغم نظرتها الأولى للحياة عبر الصورة لكن تبقى مهمة وطفرة نوعية في حياة كل هاوية وهاو.
خلال هذه الدورة السابعة، التي افتتحت أنشطتها يوم الثلاثاء 9-4-13، مساء وذلك بعرض شريط قصير بحضور مخرجته أمينة السعدي بعنوان ‘رصيف القدر’. تكون بذلك مدينة سطات قد ‘خرجت من الظلمات إلى النور’ على حد قول أحد مكرميها وهو د. محمد فكاك.
تضافرت أطراف عدة من أجل الاستمرارية وإعطاء للناس الحق في الحلم.
و من بين هذه الأطراف المشاركة مع جمعية الفن السابع صاحبة حلم تجميع الهواة في إطار تنظيمي الذي تحول إلى حقيقة. والمدعمة لهذا المهرجان وتعتبر مشاركتها ‘كاعتراف .. وهي قيمة تأسس عليها المهرجان’ كما قال مدير المهرجان ضمير اليقوتي.
هناك المجلس البلدي بالمدينة وجهة الشاوية ورديغة والمركز السينمائي المغربي ووزارة الاتصال وعدة مؤسسات أخرى.
تتخلل المهرجان الوطني لفيلم الهواة، أنشطة أخرى ساهمت في الرفع من قيمته الأدبية والفنية وهي ورشات متعددة الاختصاصات مثل: ورشة السيناريو التي أطرها كل من ذ.يوسف ايت همو في سيناريو المستوى ألتأهيلي. وذ.عبد القادر منصور في سيناريو المستوى الأول. ورشة المونتاج مع ذة. لطيفة نمير. ورشة الكاميرا والإنارة مع ذ. حسن بنعبو. وورشة معالجة الصوت مع ذ. عبد الله وزاني. كان لهذه الورشات حضور قوي ورغبة كبيرة لدى المشاركين من أجل تحسين مستواهم المعرفي والتمكن مستقبلا من الإنتاج في أي مجال من هذه المجالات. لكل مهرجان لجنة تحكيم تسهر على تقييم الأعمال المعروضة فنيا وتقنيا،كانت لجنة تحكيم هذه السنة مكونة من : المخرج عز العرب العلوي رئيسا. والناقد السينمائي محمد باكريم. والممثل المغربي المعروف زكريا عطيفي. والفاعل الجمعوي والناقد السينمائي عبد اللطيف الركاني.وكانت أيضا الشاعرة ثريا مجدولين التي تغيبت عن اللقاء لظروف مهنية قاهرة. تخلل العروض السينمائية فقرة مهمة من البرنامج وهي فقرة بانوراما. كانت تونس هذه السنة هي ضيفة الشرف التي تعتبر الرائدة في هذا المجال. تم عرض مجموعة من أفلام الهواة التونسيين كنموذج للقراءة والمناقشة بين كل المهرجانيين الذين حضروا هذا اللقاء.وهي فرصة لتبادل تجارب أخرى والاستفادة منها ومعرفتها. وقد مثل الجامعة التونسية للهواة المخرج ‘رضا بنحليمة’و كان لقاء شيقا ومفيدا عرض خلاله ممثل الجامعة التونسية،أهم محطات سينما الهواة بتونس والإخفاقات والنجاحات التي عاشتها.
هناك عنوان مهم تخلل فقرات برنامج المهرجان وهي فقرة الدرس السينمائي التي يترأسها المخرج رئيس لجنة التحكيم، وهي لحظة تأمل في تجربة المخرج ومساره الفني ونظرته للعمل الإبداعي.
وهي أيضا فرصة أخرى ثمينة لكل هاو وهاوية في المجال السينمائي من أجل تطوير أعماله القادمة.
برنامج المهرجان لا يخلو كل سنة من مكرمين محليا ووطنيا. مبدعين من نوع آخر لا يبحثون عن الشهرة والجاه، عاشقين لهذا الهم الجميل الذي هو أيضا حبا للحياة.
كانت هذه السنة خاصة في تكريمها لوجه محلي ووطني أيضا. مناضل حتى النخاع وعاشق ملتزم للصورة والحياة، هو ذ. ‘محمد فكاك’. حاضر في كل المسيرات الشعبية المطالبة بالحق في الحياة. حاضر مع كل المناضلين الذين غيبهم الموت. مؤمن بقضية الإنسان، الباحث عن الحق في العيش الكريم. مؤمن بالعقل وقوته في تغيير الحياة يحترم بشكل كبير ومنقطع النظير المرأة ويعتبرها رفيقة الرجل في الحياة لأن الرفيقة تحمل معنى المساواة والكرامة. رجل غريب في لباسه الذي لا يوافق هذا العصر حيث تراه يلبس صور جمال عبد الناصر وتشي غيفارا وعبد الكريم الخطابي ..المهدي بنبركة..و نساء مناضلات…
استمر المهرجان بكل فعالياته خمسة أيام. وكانت ليلة السبت 13-4-13 حفلة الاختتام حيث عرض شريط قصير لمخرجته أسماء المدير بعنوان ‘ألوان الصمت’. وبعدها جاءت النتائج كالتالي:
الجائزة الأولى: لفيلم ‘وأنا’ لمخرجه شاني الحسين.
الجائزة الثانية: ‘ايقاعات أشرف’ لمخرجه حسن اليقوتي.
الجائزة الثالثة: ‘العائد’ لمخرجه مصطفى فرماتي.
جائزة أحسن دور نسائي: الممثلة سناء الإدريسي في فيلم ‘القطار يبتعد’ لمخرجه إدريس الباين.
جائزة أحسن دور رجالي: الممثل محمد مبروك في فيلم ‘العائد’.
جائزة أحسن سيناريو: فيلم ‘وجهة نظر’ لمخرجه هشام البركاوي.
جائزة أحسن مونتاج: فيلم ‘شارب روميو’ لمخرجه عثمان بنمالك.
جائزة أحسن شريط صوتي: فيلم ‘الأشجار لا تطير’ لمخرجته فتيحة المغناوي.
جائزة أحسن تصوير: فيلم ‘العائد’ لمخرجه مصطفى فرماتي.
وكانت هناك تنويهات بأعمال تستحق التشجيع والعمل أكثر. من بينها:
فيلم ‘بومرانج’ لمخرجه عبد الله الطاوس.
فيلم ‘ملح الحب’ لمخرجه محمد بنعزيز.
فيلم ‘الرسالة’ لمخرجه محمد الغوات.
واختتم المهرجان في دورته السابعة تحت تصفيقات الحاضرين على موعد اخر من أيام الربيع الجميلة مع إبداعات أخرى تحمل الحلم والعشق والرغبة في التعبير.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية