مرسي وطوق النجاة السوري!

حجم الخط
0

قرارات الرئيس مرسي بقطع العلاقات مع سورية واستعداده للتدخل العسكري ضد النظام والرفض لتدخل حزب الله في الصراع السوري هي نقطة تحول عن مواقفه السابقة التي كان يدعو فيها الى الحل السياسي للازمة بمشاركة النظام والمعارضة.
وبهذه القرارات تشارك مصر القوى الاقليمية والدولية التي تدعم المعارضة ضد النظام، واذا كانت القوى التي تدعم المعارضة وتعمل على اسقاط النظام السوري تستهدف بالاساس تحقيق مصالحها الوطنية الامنية والسياسية باضعاف ايران وايقاف تهديد المد الشيعي وتحول نشاطها النووي الى الاستخدام العسكري فان هذه التهديدات لا يعني مصر وايقافها لا يشكل مصلحة له، خاصة وان خطى الرئيس مرسي لتحسين العلاقة مع ايران تحظى بارتياح كبير من المواطن المصري.
ولمعرفة السبب او المصلحة لاقدام الرئيس على تغيير موقفه من الصراع السوري لا بد ان نضع في اعتبارنا عاملين ساهما في تشكيل الموقف المصري الجديد وهما: العامل الاول دخول حزب الله ساحة الصراع السوري بجانب قوات النظام وحسمه لمعركة القصير بتحقيق نصر عسكري غاب طويلا في معارك النظام مع المعارضة المسلحة ثم اعلان حسن نصر الله الاستمرار في القتال ضد المعارضة السورية ولم يتمسك بتبرير حماية القرى الشيعية في منطقة الحدود السورية اللبنانية، ويتبعه الآن اعلان ايران بارسال 4 آلاف جندي لدعم الرئيس الســـوري، وقد ترتب على ذلك حدوث تغييرات سريعة في مواقف القوى الداعمة للثورة، حيث اعلنت واشنطن استعدادها لتسليح المعارضة السورية وثبوت استخدام النظام الاسلحة الكيميائية ضد المعارضة ودعمها للقرار الاوربي بتسليح المعارضة ثم انعقاد مؤتمر لكبار رجال الدين السنة في القاهرة انتهى بالدعوة الى الجهاد بالنفس والمال والسلاح ضد الرئيس الســـــوري وحزب الله واعتقد بان التغيير قد يكون شمل ايضا موقف دول الخليج من دعم مصر اقتصاديا بعد ان اصبح اجتذاب الجهد العسكري المصري للعمل في سورية ضرورة لاحداث توازن عسكري يضمن عدم امتداد السطوة العسكرية الطائفية لحزب الله خارج حدود لبنان وتهديدها للاستقرار الامني والسياسي الهش للنظم الخليجية والعامل الثاني هو الضغوط الداخلية السياسية والاقتصادية الهائلة التي يتعرض لها الرئيس مرسي فمن الناحية السياسية يواجه الرئيس نذر ثورة شعبية تهدف الى اسقاطه في 30 يونيو الحالي، وقد يكون من المقبول تفسير قراراته المتعلقة بالشأن السوري بمحاولته كسب تأييد التيار السلفي الذي ينتمي فكريا وعقائديا الى الفكر الوهابي السعودي، ويوالي سياسات النظم الخليجية المؤيدة للمعارضة السورية المسلحة والمعادية للنظام ويعادي التقارب مع المذاهب الشيعية.
ومن الناحية الاقتصادية فان الاقتصـــاد المصري يوشك على الانهيار وادى الى معاناة المواطن من تدهور السريع لمستويات المعيشة وحدوث ازمات متوالية في نقص انابيب البوتاجاز والسولار والبنزين وانقطاع التيار الكهربي ويحدث غضب شعبي عارم تم توظيفه في اتجاه الحشد لاسقاط الرئيس مرسي ويأتي تطابق قرارات الدكتور مرسي مع مواقف دول الخلـــيج من الازمة الســــورية ويزيد عليها بامكانية التدخل العسكري في شكل صفقة بمقتضاها تتبادل المصالح والمنافع التي يحتــــاجها طرفي الصفقة حيث تقدم مصر الامن في صورة الدعم العسكري للمقاومة السورية وايقاف الزحف العسكري الطائفي لحزب الله مقابل تقديم دول الخليج الدعم المالي لحكومة الرئيس مرسي الذي سيكون بمثابة طوق نجاة القى اليه في اللحظة التي اوشك فيها نظامه على الغرق بفعل موجات بحر الغضب الشعبي.

حسني رجب محمود
الاسكندرية – مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية