مرسي يتعرض لمزيد من الهجوم والانتقاد.. والفلسطينيون يدفعون فاتورة عملية سيناء

حجم الخط
0

القاهرة ‘القدس العربي’ انتهت ازمة الجنود المختطفين لتدخل صحف مصر في ازمة حول توزيع الغنائم إذ تنافس العديد من الكتاب فيما بينهم حول من يحق له الاعلان بأنه وراء الانتصار غير المكتمل على الخاطفين.. انصار الرئيس وهم قلة في الصحف المستقلة والمعارضة يؤكدون على ان الافراج عن الجنود يعد انجازاً للرئيس بمفرده، وليس من حق احد الأدعاء بعكس ذلك، فيما يرى انصار وزير الدفاع وهم في تكاثر مطرد بانه قاد مخطط إعادة الجنود المختطفين باقتدار باهر. وبين الطرفين يقف فصيل ثالث يتحسس موضع قدميه من الازمة وتداعياتها، فهل ما تم بالفعل نصر ام انه مجرد تعادل في النقاط بين المؤسسة العسكرية وبين الجهاديين الذين يتخذون من سيناء مقراً لدولتهم المرتقبة.. أسوأ ما في الامر انه بعد انتهاء الازمة تحمل الغزاويون بغير جريرة ارتكبوها القضية برمتها، حيث اتهمهم كتاب يعادون الفلسطينيين بالسليقة بأنهم هم من وقفوا خلف اختطاف الجنود المصريين.
وفي قراءتنا لصحف الامس نكتشف ان الكتاب ليسوا بمفردهم رأس الحربة في الهجوم على الرئيس المنتخب إنما تولت الجماهير المهمة على إثر تزايد انقطاع التيار الكهربائي في المدن والقرى كافة ولأجل ذلك خرجت المظاهرات في مشارق البلاد ومغاربها منددين بالرئيس وجماعته وبرنامج النهضة. وإلى مزيد من المعارك الصحافية والتقارير:

هل يعلم الرئيس لمن يوجه الجهاديون صواريخهم؟

البداية مع الجدل المتزايد حول سيناء والجماعات الجهادية المنتشرة هناك والتي دفع وجودها رئيس تحرير ‘اليوم السابع’ خالد صلاح لأن يتساءل: ‘أسأل بالأساسس الرئيس الدكتور محمد مرسي، هل تستطيع يا سيدي أن تعرف على وجه الدقة ما السبب الذي يدفع الحركات الجهادية المزروعة على أرض سيناء، لأن تمتلك معدات ثقيلة، وصواريخ متطورة، وترسانات من المعدات الحربية؟ أسألك بصفتك رئيسا لمصر، هل هذه الأسلحة موجهة بالفعل للنضال ضد إسرائيل، كما يزعم كهنة الخداع الذين يمنحون الغطاءين السياسي والديني لهذه الجماعات؟ أم أن تلك الترسانة تتم تعبئتها لمواجهة القوات المسلحة المصرية، والحرب على جيش مصر في معركة فاصلة لإسقاط هذا البلد؟ وإذا كانت هذه الأسلحة موجهة ضد إسرائيل، فلماذا يأتي بعضها من غزة أصلا ويعبر إلى سيناء؟ بل لماذا يأتي بعضها من إسرائيل نفسها، ويمر عبر الحدود إلى أراضينا؟ وإذا توهمنا أن هذه الأسلحة ضد إسرائيل، فلماذا لم يسقط بها إسرائيلي واحد، وكان الضحايا دائما من جنود مصر الساهرين على الحدود، هؤلاء الجنود الذين يطبقون أسمى آيات الجهاد الحقيقي، دفاعا عن شعب مصر؟ كيف يكون السلاح ضد إسرائيل، ولا يتوجه هذا الرصاص الآثم إلا إلى صدور أعظم جيش واجه إسرائيل في تاريخ الصراع؟
أسألك وأنت تملك الآن ناصية الأمر والنهي، وتطلع على تقارير الأجهزة الاستخباراتية، قل لي يا فخامة الرئيس من يموّل هذه الصفقات المهيبة، لشراء الصواريخ المضادة للطائرات، والمدافع الجاهزة لدك الحصون العسكرية، والمدافع المضادة للدبابات والمدرعات، وآلاف الألغام الأرضية؟ من يدفع هذه الأموال في مصر أو خارج مصر؟ ولماذا يدفعها؟ ومن ينقلها إلى سيناء؟ ومن يتولى عمليات تدريب الجماعات المسلحة هناك على استخدام هذه الأسلحة؟ من يدفع؟ ومن هم المصريون الذين يتولون نقلها؟ ومن يقوم بعمليات التخزين؟ ومن هم الذين يطمئنون في القاهرة لوجود هذه الأسلحة في سيناء؟

من فوائد انقطاع الكهرباء
التذكير بظلمة القبر

ولايمكن ان نمر مرور الكرام على السخريه اللاذعة لأكرم القصاص في ‘اليوم السابع’ وهو يحدثنا عن فوائد انقطاع الكهرباء: ‘بعض المواطنين الكثيرين بالملايين في مصر يتصورون أن ظاهرة انقطاع الكهرباء أمر مظلم، لكنهم لا يرون الجانب المضيء في ‘الظلام’ الكهربي لحكومة الدكتور قنديل، ونظام الدكتور مرسي، وبرنامج النهضة لجماعة الإخوان، وهو برنامج علمي معملي عميق، يتوازى دائريا مع مربعات الحياة في مصر القادمة. وقد أعلن بعض أعضاء النظام أن انقطاع الكهرباء من شأنه أن يذكر الناس بظلام القبر بعد الموت، وهم بالطبع لا يقصدون أن يقولوا للناس بأنهم جعلوا حياة الناس قبرا، وإنما ربما يريدون نقل الناس إلى الحياة الآخرة بسرعة ومن دون ألم أو تعب، وباستخدام أحدث طرق تكنولوجيا قطع الكهرباء بدون ألم ومن لم تسعفه قدراته العقلية على تفهم الحكمة العلمية لانقطاع الكهرباء وميزات الظلام، أن يعرف أننا بالفعل أمام حكومة كهرومغناطيسية تتفاعل مع الأحداث بشكل كيميائي فيزيائي، حكومة عملية معملية كيمائية فيزيائية نسبية تمتلك قدرات مختلفة عن باقي الحكومات والأنظمة المعروفة في العالم الحديث، فقد توصلت إلى قلب المفاهيم العلمية، وفوائد الظلام، وميزات قطع الكهرباء، تمهيدا لنقل الإنسان من الحالة النهارية إلى الحالة الليلية، مع منحه قدرات تدريبية على العيش في الظلام، وهي نقلة لو اكتملت سوف تقلب مفاهيم العالم، وتبدأ عصر الإنسان الظلامي الليلي الذي يمشي، ويمارس حياته تحت جنح الظلام. مثلما تفعل الحشرات وقد يتصور أقلية أن انقطاع الكهرباء يضر بمصالحهم وصحتهم ويفسد حياتهم ويدمر أجهزتهم الكهربية، لكن الحقيقة غير ذلك، وعلى كل من يتعامل مع الوضع الحالي أن يعلم أننا بالفعل أمام نظام سياسي وحكومة ليست مثل الحكومات، يقدمون للبلد مشروعا للنهضة يصرون عليه ويؤكدون أنه صالح لكل زمان ومكان. وأن قطع الكهرباء هو جزء من مشروع النهضة’.

رغم تحرير الجنود الهجوم
على الغزاويين يتواصل

نقل الكاتب حمدي رزق المعادي للاخوان اسلحتة هذه المرة خارج الحدود وبالتحديد قطاع غزة مستهدفا عضو المكتب الساسي في حركة حماس موسى ابو مرزوق لننصت إليه في ‘المصري اليوم’ وهو يبهدل الرجل بغير جريرة إرتكبها: ‘أبو مرزوق صار شخصية مكروهة إعلامياً، إنت آخر واحد يتكلم يا أبو مرزوق عن الإعلام المصري، والله وزاطت، أتستعلي علينا وتطالبنا باعتذار؟!
تخيلوا عضو مكتب سياسي في حركة يطلب من إعلاميين وطنيين في وطنهم الاعتذار لحركته عن دفاعهم الشرعي والوطني عن سيادة التراب المصري! وعلى ألا يحمل الجنسية المصرية إلا مصري، وأن مصر للمصريين فقط، ليست مستقراً لأعضاء التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهو منهم. أبو مرزوق لا يتورع عن الولغ في لحم الإعلام المصري الذي ساند ويساند القضية الفلسطينية قبل أن يولد أبو مرزوق أو تشب حركته عن الطوق، هو بالعافية يا أبو مرزوق؟! ليس من قبيل الاعتذار أنه في الحادثة الأخيرة لم يتطرق الشك أبدا إلى حماس، ليس لأنها بريئة، لأن العيل الصغير في اللفة يعرف أنها من تنفيذ الأهل والعشيرة في سيناء، وأنه فيلم هابط. حماس لم تكن هدفاً للإعلام المصري مطلقاً في فيلم ‘أنا الرئيس يا سيسي’، لكنها ستظل هدفا في جريمة خطف (ثلاثة ضباط وأمين شرطة)، لا نعرف لهم طريق جرة، وهدفاً في نحر الستة عشر جنديا على الحدود في فطار رمضان الماضي، وهدفاً في تهديد الأمن القومي، وتهريب السلاح والملابس العسكرية وحتى المواد التموينية والسولار، عبر الأنفاق، والقائمة تطول. نعتذر نحن أم تعتذر أنت وحركتك؟! أبو مرزوق المزقوق علينا من جماعة المقطم، فاكرنا عبط، فاكر السبهللة التي يرتع فيها ويمرح ستستمر طويلا، والبلهنية التي يعيشها على حساب الأهل والعشيرة ستدوم إلى الأبد’!

الرئيس خائف على دماء الخاطفين!

ومع مزيد من الهجوم على الرئيس وحلفائه من الاسلاميين في سيناء وقطاع غزة نبقى مع ما كتبته سحر جعارة في ‘المصري اليوم’: ‘لكي نعرف طبيعة العلاقة الوثيقة بين مؤسسة الرئاسة وأقطاب جماعات السلفية الجهادية، لا بد أن نراجع عملية تعذيب ‘حمادة أبو شيتة’، والذي كان على رأس مطالب خاطفي الجنود – قبل تحريرهم- الإفراج عنه. بحسب رواية شقيقه ‘فايز’ فإنه خلال الزيارة الأخيرة لـ’حمادة’ في السجن وجده قد فقد بصره! وهنا تحرك ‘أشرف أبو شيتة’ ابن ‘عم حمادة’، والذي ينظم استقدام الدعاة لمنطقة سيناء، فاتصل بالدكتور ‘محمد يسري إبراهيم’ الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، الذي اتصل بالرئاسة وأبلغهم بالواقعة!! الرئاسة بادرت بالاتصال بـ’أشرف’ وطالبته بزيارة ‘حمادة’ كموفد من الرئاسة، (لاحظ أن الرئاسة تستخدم أي فرد من أتباعها)، وبالتوازي تدخل حزب ‘النور’ السلفي، ليصبح ‘أشرف’ موفداً أيضا من وزارة الداخلية (!!). وهكذا تحرك حزبا ‘النور’ و’الأصالة’ عبر ممثليهما القانونيين لمتابعة موقف ‘حمادة’، واهتمت الأحزاب الدينية بالأمر.. ثم تم اختطاف الجنود السبعة وخرج الفيديو المهين للجميع يطالب بالإفراج عن ‘حمادة’ لإجبار مؤسسة الرئاسة على منع التعذيب في السجون وإصدار عفو رئاسي عن الإرهابيين. وبالتالي تحرك د. محمد البلتاجي القيادي الإخواني ود. أسامة رشدي القيادي بالجماعة الإسلامية لتفقد سجن ‘العقرب’.. لاسترضاء أنصار الرئيس من جماعات السلفية الجهادية فالطريق من ‘العقرب’ إلى ‘الاتحادية’ مفتوح وكل الأبواب مشرعة من هنا نفهم حرص الرئيس على دماء الخاطفين قبل المخطوفين، نفهم لماذا تم تحرير الجنود دون القبض على الخاطفين وهو ‘عار’، ولماذا همدت العملية ‘نسر’ التي استهدفت تطهير سيناء من البؤر الإرهابية! ندرك لماذا تقاوم الرئاسة هدم الجيش للأنفاق مع ‘غزة’.. إن ‘حماس’ وجماعات السلفية الجهادية حلفاء’.

وجه الشبه والخلاف بين مصر ومالي

هل مخاوف البعض من ان تسير مصر على ركب مالي التي تعاني تطرفاً دينياً هذا ما يسعى للأجابة عليه خالد السرجاني في ‘المصري اليوم’: ‘تأخرت الدولة في تطهير سيناء من الإرهاب، الأمر الذي حولها إلى بؤرة تستقبل العائدين من اليمن وأفغانستان ومالي، وكلنا نعرف أهمية المنطقة بالنسبة للتجارة العالمية، الأمر الذي ينذر بخطر التدخل الخارجي، وهو ما لا بد أن يدفع الدولة المصرية إلى التصدي لهذا الخطر فإعادة الجنود المختطفين لا يجب أن توقفنا عن استعادة سلطة الدولة على ثلث مساحة مصر، وهذا الأمر لا يكون فقط عبر تطهير المنطقة من الإرهاب وانتشار الجيش والأمن المصري في كل ربوع سيناء، وإنما عبر وضع سيناء في خطط التنمية المصرية وعبر التعامل مع سكانها باعتبارهم مواطنين لهم نفس الحقوق التي لدى المواطن في القاهرة، وباعتبار أنهم منتمون إلى مصر وليسوا خونة أو منتمين إلى قبائل وعشائر أجنبية. فشكاوى أهل سيناء المتكررة من أن الدولة تتعامل معهم باعتبارهم ناقصي الانتماء يجب أن تنتهي، فهذا الأمر هو الذي يمكن أن يوجد بيئة مناسبة لتحالف بين الجهاديين وأهل سيناء، كما حدث بينهم وبين الطوارق في مالي وأدى إلى الوضع الكارثي هناك والأمر المخيف هو أن يؤدي تحرير الجنود المخطوفين في سيناء إلى التقاعس عن المهمة الكبرى والأهم وهي تحرير سيناء نفسها من الإرهاب إن تجربة مالي ماثلة للأعين وتكرارها في مصر ليس مستبعداً في ظل ما نراه حالياً من أحداث، وفي ظل تجاهل السلطة المصرية للوضع غير الطبيعي في سيناء وعدم معرفتها بما يمكن أن يصل إليه الأمر، خاصة أن الجماعات التي تعمل في سيناء تتصرف بعقلية بها الكثير من الاستقواء، وكأنها تنسق مع السلطة أو كأنها تدرك أن السلطة المصرية عاجزة عن التصدي لها’.

كيف نحتفي بالنصر والخاطفون طلقاء؟

ونبقى مع تداعيات الافراج عن جنود المختطفين ما خلفته العملية برمتها وهذه المرة من وجهة نظر احد الاسلاميين وهونادر بكار عبر جريدة ‘الشروق’: ما زلنا حتى لحظة كتابة هذه السطور نعيش حالة من النشوة والارتياح لنجاح عملية تحرير جنودنا من براثن حفنة المجرمين دون سقوط قطرة دم واحدة.. إنجازٌ بلا شك لو قارنته بحالات مشابهة حول العالم لأدركت قيمته لا سيما مع قصر المسافة الزمنية نسبيا بين حادث الخطف وعملية التحرير لكن الآن وبعد أن انقشعت غيوم حالت بيننا وبين مناقشة الحادث من كل زواياه وقتئذ مراعاة لظروف الأزمة وقلت وقتها:’والحق أن ثمة خيطا رفيعا ما زال أغلبنا لم يكتشفه يفصل بين المواقف التي تقبل التمايز السياسي ومن ثم تسمح بانتقاد نهج الرئاسة في التعاطي وبين المواقف التي لا يسعنا فيها إلا أن نقف في نفس الخندق ونشجع فيها قيادة نختلف معها على اتخاذ القرار المناسب’.
الآن ينبغي أن نسأل بوضوح: ما هو مصير الخاطفين؟ ما هي الإجراءات المتبعة لإلقاء القبض عليهم؟ هل سنكتفي بعودة جنودنا دون التفكير في منع تكرار الكارثة مستقبلا؟ قدمنا التحية لكل من ساهم من قريبٍ أو من بعيد في الإفراج عن المخطوفين وعلى رأس هؤلاء مؤسسة الرئاسة وجهازا المخابرات العامة والحربية ووزارة الداخلية؛ لكن من حق هذا المجتمع بلا شك أن يسمع أي كلمة تطمئنه بشأن إنزال العقوبة الرادعة على من تسببوا في ترويعه وتهديد أمنه طيلة أسبوع كامل لا أتخيل أن تمضي بنا الحياة فتشغلنا مجرياتها حتى يطوي النسيان هذه الصفحة دون أن نظفر بإجابة واضحة عن مصير ‘المجرمين’ الذين خطفوا جنودنا.. لا أتخيل أن تُضاف هذه القضية إلى سابقتيها حادثة اغتيال حرس الحدود وحادثة اختطاف أربعة ضباط مازال مصيرهم حتى اللحظة غامضا’.

لهذه الاسباب يصرون
على رحيل مرسي مبكراً

وما زال الجدل متزايداً حول النجاح المدوي لحملة تمرد الراميه لعزل الرئيس المنتخب وهو ما يعبر عنه خالد فهمي في جريدة ‘الشروق’: إن بعض ممن وقع العريضة فعل ذلك معترضا على فشل الرئيس في استعادة الأمن، ومنهم من يعترض على انهيار الاقتصاد، ومنهم من يعترض على عدم إجراء تغيير حقيقي في سياسة مصر الخارجية واستمرار منهج التبعية للولايات المتحدة والرضوخ لإسرائيل. أنا احترم هذه الأسباب وأقدرها، ولكني لا اعتبرها كافية للمطالبة بالرحيل الفوري لمحمد مرسي ما أراه فشلا قاتلا للرئيس مرسي هو تقاعسه عن وضع حد للتعذيب الذي تمارسه الداخلية.
إن موضوع التعذيب، بالنسبة لي، ليس تفصيلة صغيره في قائمة طويلة من المطالب. إن وقف التعذيب في مصر هو المطلب الأساسي الذي نزلت من أجله التحرير واشتركت بسببه في الثورة وجازفت لتحقيقه بحياتى. وكنت أتوقع من الإخوان المسلمين تحديدا، نظرا لما لاقوه من بطش وظلم وتعذيب على أيدي النظام السابق، أن يسارعوا في إعادة هيكلة القطاع الأمني ووقف التعذيب الممنهج في أقسام الشرطة وتقديم المسئولين عن قتل المواطنين للعدالة. ولكن الرئيس مرسي وجماعته فضلوا أن يصطدموا بالقضاء والإعلام لا الداخلية، وغضوا الطرف عما ترتكبه الداخلية من أهوال كل يوم أنا لم أنزل التحرير للمطالبة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة فقط، ولم أشارك في الثورة لاستبدل حزب الحرية والعدالة بالحزب الوطني الديمقراطي، أو استبدل محمد مرسي العياط بمحمد حسني مبارك. هذه الثورة قامت ليس لتغيير اللاعبين بل لتغيير قواعد اللعبة، وسبب تمردي على حكم الرئيس محمد مرسي هو موافقته على أن يستمر في نفس اللعبة’.

جمع التوكيلات ليست موضة

وتذكرنا التوكيلات التي يجمعها الآن أعضاء حركة تمرد والتي يسخر منها الاخوان ومن يدعمهم بما شهدته مصر اوائل القرن المنصرم إذ انطلقت في البلاد حملة توكيلات يفصلها لنا وزير الثاقة الأسبق عماد ابو غازي في ‘الشروق’: لعبت حملة جمع التوكيلات لـ’الوفد’ المصري الدور الأساسي في تشكيل الحزب وبنائه على أرض الواقع، فقد كانت خطوة ضرورية لاكتساب الشرعية لوجوده من خلال الحصول على توكيل من الأمة بتمثيلها، وكان جمع التوقيعات من المصريين فردا فردا سبيل الوفد إلى توحيد الشارع المصري خلف السعي نحو الاستقلال، وكان بداية الطريق إلى ترسيخ قيادة الوفد للأمة، وإبراز سعد زغلول كزعيم للحركة الوطنية المصرية بعد أن أقر الوفد صيغة التوكيل النهائي، انطلقت حركة جمع التوقيع على التوكيلات بطول البلاد وعرضها، ومعها انطلقت روح جديدة في الأمة، كانت البداية لحركة التوقيعات على التوكيلات بعد طبع الصيغة الأخيرة، ووزعت التوكيلات أولا على أعضاء الهيئات النيابية، ثم امتد توزيعها بين مختلف الجماعات والتجمعات، وسرعان ما انتشرت حركة جمع التوقيعات على التوكيل من القاهرة إلى المدن والقرى في شمال البلاد وجنوبها، وشاعت الحركة بين مختلف طبقات الأمة ويجمع المؤرخون الذين درسوا ثورة 1919 وأرخوا لها على أن الموقف الوطني لحكومة حسين باشا رشدي ساعد على انتشار الحركة واتساعها، فقد كانت حركة الوفد المصري تتم بالتنسيق الكامل بين سعد وزملائه من ناحية ورئيس الوزراء حسين رشدي وعدلي يكن أهم أركان وزاراته من ناحية أخرى، وكان هناك دعم واضح من الحكومة لحركة التوكيلات، كان الجميع يوقن أن هناك هدفا مشتركا يتمثل في الوصول إلى استقلال البلاد، وإن التكاتف والتعاون والوحدة سبيل وحيد لتحقيق هذا الهدف لقد أصدر رئيس الحكومة ووزير الداخلية حسين باشا رشدي تعليمات صريحة إلى مديري الأقاليم بعدم التعرض لحركة التوقيع على توكيل الوفد، ولا شك في أن هذا الموقف دعم الحركة وطمأن الناس ودفعهم للتوقيع على التوكيل بسهولة ويسر’.

الاسلاميون اهدروا
فرصا ثمينة في الحكم

لكن ما الذي اهدره الاخوان وحلفاؤهم من فرص طيلة الشهور الماضية هذا ما يجيب عليه فاروق جويدة في صحيفة ‘الاهرام’ متسائلاً: ‘لماذا تعثرت تجربة الإسلاميين في حكم مصر رغم ان الحدث في حد ذاته يمثل زلزالا حقيقيا على كل المستويات؟ هنا اتحدث عن الإسلاميين ولا اتحدث عن الإخوان المسلمين، فقط لأن الشهور الماضية حملت متغيرات جديدة على الساحة السياسية في مصر فلم تعد الكرة في يد الإخوان المسلمين وحدهم ولم تعد الجماعة التي كانت محظورة هي صاحبة الدور والأغلبية والقرار امام انقسامات حادة بين القوى الإسلامية تمهد الآن لظهور أكثر من بديل للإخوان المسلمين في الشارع السياسي المصري، وفي مقدمتها القوى السلفية التي تسعى لأن تكون البديل للإخوان والقيادة للتيارات الإسلامية في الحكم رغم ان التيارات السلفية كانت اهم واخطر مفاجآت ثورات الربيع العربي إلا انها تسللت الى المشهد السياسي في غفلة من جميع القوى، وفجأة اصبحت بديلا مطروحا على الساحة للإخوان المسلمين، رغم إختلاف الظروف والعمق التاريخي والدور السياسي..ان أخطر ما يواجه الآن تجربة الإسلاميين في حكم مصر هو الإنقسام الخطير بين القوى السياسية الدينية التي انشطرت عن بعضها على طريقة الإنشطار النووي وتحولت الى شراذم سياسية، وبدأت رحلة التصفيات والإحلال وتبادل الأدوار.. بعيدا عن التصنيفات التقليدية بين التيارات الإسلامية وروافدها الثلاثة وهي الإخوان والصوفية والسلفيون كانت هناك انقسامات شهدتها جماعة الإخوان المسلمون امام خلافات بين رموزها انتهت بخروج عدد من هذه الرموز، وكانت هناك ايضا بوادر رفض من شباب الإخوان امام سيطرة جيل واحد على فكر ومواقف الجماعة.. وهناك ايضا صراعات ما بعد الوصول الى السلطة مابين مؤسسة الرئاسة والجماعة ومكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة.. كان الانقسام الأكبر هو ما حدث بين الإخوان والجماعات السلفية وتحول الى خلاف علني تجاوز حدود مصر ورأينا وفودا سلفية تسافر الى اوروبا وامريكا لتعرض نفسها كبديل للحكم امام فشل الإخوان في اول تجربة للإسلاميين في حكم مصر’.

عام على حكم الاخوان فماذا فعلوا؟

قرابة شهر على مرور عام من حكم الاخوان، فماذا فعل الرئيس خلال تلك الفترة هذا ما يطرحه في جريدة ‘الوطن’ عمرو هاشم ربيع: ‘خلال المائة يوم الأولى من حكمه، نكث الرئيس بما وعد به بحل مشكلات الأمن والقمامة وشح الطاقة وتحسين وضع رغيف الخبز وحل أزمة المرور. هنا نشير إلى أن المواطن كان مدركاً لاستفحال وضخامة المشكلات الخمس السابقة، وكان على استعداد أن يصبر أكثر من 100 يوم لحلها، لكن لا 100 ولا 200 ولا 300 يوم حل منها ما يروي ظمأ كل المحبين لهذا البلد عقب ذلك وبعد الإطاحة بـ’العسكري’، وانتهاء شهر العسل بين ‘الإخوان’ والثوار، بدأ إغضاب عمدي للغالبية العظمى من المستشارين الذين تم اختيارهم كي يكونوا عوناً للرئيس، وجاء ذلك على خلفية إصدار إعلان دستوري في 21 نوفمبر تحت دعوى استباق حدوث انقلاب علي الرئيس. ورغم أنه أشار لأسماء القائمين بالانقلاب، فإنه لم يملك المعلومات لتقديم هؤلاء للعدالة، إضافة إلى ذلك، تورط الرئيس وجماعته في أحداث قصر الاتحادية في 5 ديسمبر، ما أدى إلى استقالة المستشارين الباقين. وبدلا من أن يتراجع الرئيس عما فعله ويعتذر لمقتل البعض – وسط كل تلك الأحداث- راح يحنث مرة أخرى بوعوده التي قطعها على نفسه، قائلا قول عمر بن الخطاب، رضى الله عنه: ‘قوموني إن أخطأت’؛ إذ قام بملاحقات قضائية لبعض قادة الرأي الذين انتقدوه وخلال الاستفتاء على الدستور، قام الرئيس بإصدار قرار بتعيين 90 عضواً لمجلس الشورى، ناكثاً ما وعد به من أن يكون كل المعينين من خارج التيار الإسلامي؛ إذ كان أكثر من 40 % منهم من هذا التيار. كما نكث بوعده بعدم خوض ‘الشورى’ كبرلمان أوحد في سن القوانين غير الضرورية؛ إذ راح الأخير يسن لكل كبيرة وصغيرة وبالنسبة لأحكام القضاء التي أقسم الرئيس على احترامها، قام الرئيس بنقدها علناً، بقوله: ‘مش ناقص إلا يقدموا هدايا لمن يفرجون عنهم من الفلول’، ورفض حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب’.

سيناء ضحية مبارك فماذا
سيفعل من اجلها مرسي؟

لا يختلف اثنان على ان اهمال تعمير سيناء كان احد جرائم الرئيس مبارك الكبرى فماهو المطلوب من اجل اعمارها؟ هذا ما يجيب عليه عبد الناصر سلامه في ‘الاهرام’: أمر الدولة المصرية أيها السادة لم يعد يحتمل أنصاف الحلول، فما بالنا إذا تعلق الأمر بسيناء؟! وأمر السلاح بأيدي الخارجين على القانون لم يعد يحتمل التخاذل، فما بالنا إذا تعلق بأسلحة ثقيلة في سيناء؟! وأمر الاقتصاد المصري المهترئ لم يعد يحتمل العبث، فما بالنا إذا كان الحل في سيناء؟! وأمر السياحة المصرية لم يعد يحتمل التراجع، فما بالنا إذا كانت الانطلاقة في سيناء؟! وأمر البطالة في مصر أصبح قنبلة موقوتة، فما بالنا إذا كانت سيناء هي الملاذ؟! وأمر الصناعة المصرية أصبح في خبر كان، فما بالنا إذا كان الأمل في سيناء؟! وعلي الرغم من ذلك، فقد أصبحت سيناء، وعلي مدى ثلاثة عقود من استردادها كاملة من أيدي المحتل، نموذجا لإهمال الدولة، وفشل الإدارة، ومن ثم فقد خسرت مصر كلها حكومة وشعبا، ومن العبث أن نتصور أن الخسارة قد طالت سيناء وأهلها فقط يتابع سلامة: إذا كانت العملية الإرهابية الأخيرة، والمتمثلة في اختطاف الجنود العزل، قد نزلت كالصاعقة علي قلب كل مواطن داخل وخارج مصر، فقد كانت في الوقت نفسه بمثابة استفتاء على سيناء، تجمعت حوله كل الأفئدة، والدعوات، والصلوات، وقد تكون جرس الإنذار الذي يجب أن تتحرك معه كل أجهزة الدولة، لوضع هذه البقعة المباركة في صدارة الاهتمام، فهي التي ارتوت بدماء زكية على امتداد تاريخها الطويل، وهي التي سطرت فصولا من أمجاد وبطولات هذا الشعب الصابر المثابر، وقد آن الأوان لأن تحصل على الاهتمام الذي يليق بها، والذي يثبت أننا نستحقها، وكفى تدليلا لمن يدعون ملكيتها، فالدماء التي سالت هناك كانت لمن يحملون الجنسية المصرية من أقصى البلاد إلى أقصاها’!

الاعلاميون افسدوا بهجة تحرير الجنود

بينما يرى الاسلاميون والكثير من فئات المجتمع ان تحرير الجنود المختطفين في سيناء انجاز كبير يصر فصيل من الاعلاميين على اعتبار القضية نكسة وهو ما يعقب عليه عادل الانصاري في جريدة ‘الحرية والعدالة’ لسان حال الاخوان المسلمين بقوله: ‘هناك من يقوم بتشكيل غرف عمليات بنمط مختلف وفرق لوضع التصورات فى سياق آخر وعلى مسار متباين ولتحقيق أهداف مختلفة عن تلك التي تحققت بتحرير الجنود ومهمة هذه الفرق الإعلامية والسياسية هي البحث عن طرق ووسائل لتفريغ هذا المنجز الوطني من مضمونه وتحجيم أثره وتقزيم أهميته من خلال عدد من الوسائل والآليات يضيف الانصاري: ‘ما أقوله ليس ضربا من التخمين وليس قدحا في النوايا؛ ولكنه حقيقة تلمسها مع كل منجز يتم على أرض الواقع ومع كل عمل ناجح يمكن أن يبعث الأمل في نفوس شعب يحتاج إلى التفاؤل للخروج من محنته فكثير من وسائل الإعلام وعدد من الإعلاميين ومعهم ثلة من السياسيين انخرطوا في هذه الغرف وذلك للاجتهاد منذ اللحظة الأولى في البحث عن أزمات جديدة يتم إشغال النظام بها وصرفه عن العمل والنجاح كما تسعى هذه الفرق منذ اللحظة الأولى من الإعلان عن الإفراج عن المختطفين للبحث عن ثغرات موهومة ومحاور يتحول معها المنجز إلى كارثة مزعومة يعلنون أن النظام تسبب في حدوثها وبالتالي فإن المسارات التي تسعى هذه الفرق لإنجازها مع تحقق خبر إطلاق سراح المختطفين تمضي في مجموعة من الاتجاهات أولها تفريغ هذه الإنجازات من مضمونها وإبعادها عن أهدافها الاتجاه الثاني هو التقليل من أهمية هذا المنجز من خلال التركيز على التحديات التي تواجه الدولة بجميع مؤسساتها في سيناء وغيرها واعتباره منجزا ضعيفا مقارنة بما هو مستهدف’.

من صاحب الانجاز مرسي ام السيسي؟

ونبقى مع رصد قضية الجنود المطلق سراحهم ومن وراء الفوز الثمين.. فلننصت لمحمود سلطان في ‘المصريون’: ‘الإنجاز’ يتجاوز مصالح النخبة المتصارعة على المقعد الرئاسي، غير أن المعارضة التي كانت عصبية ومتوترة إلى حد كبير أثناء أزمة اختطاف الجنود السبعة، تعاطت معها، بمنطق ‘البزنس السياسي’ وأصابها الهلع من قدرة القرار السياسي الرسمي من تجاوز المحنة بأقل قدر من الخسائر، إذ اعتبرت المعارضة انتصار الجيش في إنجاز مهمة تحرير الرهائن بدون إراقة قطرة دم واحدة، اعتبرته ‘هزيمة سياسية’ لموقفها من الرئيس القادم من بين صفوف الإخوان المسلمين، وهو منطق يمثل قطيعة مع تراث الوطنية المصرية من جهة، ويستشرف مستقبل تعاطي المعارضة مع الحدث حال انتصرت القوات المسلحة في معركة رد الاعتبار لـ’كبريائها المجروح’ من جهة أخرى من المتوقع ـ والحال كذلك ـ أن لا يرضي المعارضة إلا ‘هزيمة’ الجيش، بوصفها هزيمة سياسية لمرسي، وانتصارًا لرأيها بأنه لا يصلح للقيادة وقت الأزمات الصعبة.. وبالتالي فإن مثل هذه المشاعر ‘العدمية’ ستعتبر ‘النصر’ مفاجأة غير سارة، تقلل من جهود المعارضة، الرامية إلى عزله من منصبه، تحت أي اسم ولذا.. توقعت أن تبحث بعض النخبة المعارضة، عن حيل للتقليل من نجاح عملية الإفراج عن الجنود السبعة، وكان الأسهل بالنسبة لها، الادعاء بأنه تم وفق مقايضة استجابت لمطالب الخاطفين بالإفراج عن المعتقلين السياسيين من أبناء سيناء، وممن أدانهم القضاء المصري تحدثت بعض الفضائيات التابعة للقوى المدنية عن عملية ‘التحرير ـ الفضيحة’.. وأحالت النصر إلى هزيمة.. وجعلت من القوات المسلحة شريكًا في ‘التستر’ على الرئيس ‘الضعيف’ وعلى الجماعة التي تسانده طمعًا في تسليمها البلد تسليم مفتاح’.

زوجة الجد تخونه مع زوج العمة

وأخيراً مع احد الحوادث التي نشرتها صحيفة ‘المصريون’ على لسان اميمة السيد محررة باب الاستشارات النفسية: القصة بدأت عندما كنت عائدًا من عملي فوجدت شابًا 25 عاماً في إنتظاري وهذا يتفق مع طبيعة عملي فحكى لي ما يلي: ‘ماتت جدتي منذ 10 أعوام، تزوج جدي بامرأة تصغره بـ20 عاماً، المصيبة أنني ذات يوم كنت على علم بسفر جدي مع أبي لأمر ما، في ذات اليوم سمعت صوت في بيت جدي وأنا في طريقي إلى بيتنا وكنا ليلاً، دخلت على المنزل وكطبيعة الحال في الريف البيت لا يغلق إلا وقت النوم، وكانت المفاجأة، زوجة جدي في حضن زوج عمتي، لم أتمالك نفسي صفعته على وجهه وسببته كثيراً وخرج من البيت مسرعاً، أما هي فلطمتها على وجهها وهي تقول ما صنعنا شيء، والمصيبة أن ابن عمي 23 عاما كان قد وجدهما في نفس الوضع السيء، بصراحة الوضع ما عاد يطاق خاصة بعدما فوجئنا أن جدي على علم بما يحدث، ونظرًا لكبر سنه وعجزه عن توفيته حقها لا يستطيع الكلام ولا يملك إلا تمويه الموضوع. ماذا أفعل؟ لا أعرف أخشى أن تأخذني الحمية فأقتلها وهي على تلك الحالة تقول اميمة إنتهت الحكاية وأردت تهدئة ذلك الشاب لأنه ليس أمراً هيناً أنه قذف.. ولا يصح بدون بينة، فأقسم لي أيماناً مغلظة، وأنا أعرف صدقه ومروءته، ولكن الخوض في الأعراض أمر خطير شرعاً وقانوناً، فقلت له يبعث إليها برسالة تهديد فقط، فقال: بعثنا برسائل كثيرة بطريقة مباشرة، لكن دون جدوى’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية