الناصرة ـ “القدس العربي”: أبرق القسم القضائيّ التابع لـ “المركز الإصلاحيّ للدين والدولة” الإسرائيلي برسالة إلى وزير الأمن في حكومة الاحتلال عومير بار ليف، والقائد العام للشرطة، يعقوب شبتاي، مطالبًا بالتحقيق بحادث الاعتداء على عدد من القساوسة في القدس المحتلة من قبل شبان يهود متزمتين (حريديم)على مرأى ومسمع عدد من أفراد قوات الأمن الإسرائيلية.
وجاء في الرسالة، التي توجه بها المحامي اوري نيروب من المركز المذكور أنّ الحادث وقع بتاريخ 14.7.22، حيث وصل قرابة الـ140 قسًا وراهبًا إلى البلدة القديمة في القدس المحتلة وقاموا بالحجيج في طريق الآلام حاملين الصليب وبعد أنّ وصلوا إلى الحيّ اليهوديّ توقفوا للاستراحة من السير، مما دفع عدد من الشباب الحريديم المتدينين إلى سبهم وشتمهم والبصق عليهم وطالبوهم بإزالة الصليب حالا. ووأضحت الرسالة أنّ قوة من شرطة الاحتلال مكونة من 12 فردًا وصلت إلى مكان الحادث إلا أنها لم تقدّم على أي عمل يمنع الشبان من الاستمرار في التعرّض لرجال الدين بشكل مهين وكانوا بحالة من الخوف والهلع خلال الاعتداء عليهم.
كما أوضحت الرسالة أنّ الاعتداء استمر وألقيت مواد كيميائيّة تجاه الحجاج في الوقت الذي كانت الوحدة الشرطيّة الإسرائيلية تراقب ما يدور دون اعتقالات أو أي خطوة فعليّة تمنع الشباب من الاستمرار بذلك.
وحسب بيان المركز الإسرائيلي المذكور استمر الاعتداء حين توجه الحجاج إلى حائط البراق، وقام الشبان بصدهم ومنعهم من الوصول إلى هناك مستغلين الحواجز الشرطيّة في المنطقة.
واشارت الرسالة الى أنّ شرطيا كان موجودا في مكان الحادث، طلب إلى موجّه المجموعة إصدار أوراقه الثبوتيّة وتوضيح سبب وجودهم في المكان، الأمر الذي اضطرهم إلى البحث عن طريق بديلة للوصول إلى حائط البراق، مع الإشارة ايضًا الى أنه مع وصولهم إلى هناك كان الشباب بانتظارهم واستمروا في عرقلتهم والاعتداءات اللفظية عليهم.
وشدد المحامي نيروب أنّ خطورة الموقف تكمن بطول حادث الاعتداء أمام أفراد الشرطة الإسرائيلية، حيث تعرّض رجال الدين، بسبب انتمائهم الديني، إلى اعتداء مهين ومحقّر دون أن تقوم الشرطة بأي فعل لوقف ذلك ومنع عواقب يمكن أن تصل إلى حد الاعتداء الجسديّ عليهم.
وأضاف المحامي نيروب أنّ هذه الحادثة ليست فردية، إنما هي جزء من مسلسل اعتداءات على الرهبان في القدس والمسيحيين في المنطقة منذ سنوات.
وذكر نيروب في سياق الرسالة التي أبرقت بتاريخ 23.12.2021 للقائد العام للشرطة الإسرائيلية، أنها حملت تحذيرًا من الاعتداءات المتكررة على رجال الدين في المنطقة ولكن دون جدوى.
وأشار إلى الحملة التي يديرها مجلس الكنائس في الديار المقدسة في السياق، التي تشير إلى معطيات مختلفة عن اعتداءات أوسع على رجال دين مسيحيين أثناء وجودهم في الأراضي المقدسة.
وطالب المحامي نيروب الشرطة الإسرائيلية بالتحقيق بالحادث، مع إشراك كل الجهات المختصة، مؤكدًا أنّ تصرّف الشرطيين والحيلولة دون حماية الحجاج يخالفان الأنظمة التي يتبع لها أفراد الشرطة، كما طالب التأكد من عدم تكرار الحادث مستقبلا.