لندن ـ “القدس العربي”:
تناول مركز “سترافور” الاستخباراتي (الذي يقدم على أنه مقرب من الاستخبارات الأمريكية) في تحليل نشر على موقعه السيناريوهات الممكنة حول مآلات الوضع في أفغانستان بعد سيطرة حركة “طالبان” على كابول وهروب الرئيس الأفغاني “أشرف غني”، في حين يخوض الرئيس السابق “حامد كرزاي”، ورئيس السلطة التنفيذية السابق “عبد الله عبد الله” ورئيس الوزراء السابق “قلب الدين حكمتيار” محادثات مع “طالبان” لتسهيل الانتقال.
ويشير التحليل إلى طلب قادة “طالبان” من قواتهم اتخاذ مواقع أمنية داخل كابل، ولكن دون دخول منازل الناس أو الانخراط في هجمات انتقامية، وعرضوا عفوا عن أولئك الذين عملوا مع الحكومة الأفغانية أو حتى مع القوات الأجنبية.
فيما ظهرت تقارير عن عمليات نهب، كما تسبب إطلاق النار بالقرب من المطار في إيقاف الرحلات التجارية، وأغلقت العديد من السفارات الغربية أو أجلت موظفيها، بينما دعت الولايات المتحدة أي مواطنين متبقين في كابل إلى البقاء في مكانهم بالنظر إلى وضع المطار.
ومع ذلك، تسعى “طالبان” إلى تشكيل سردية حول وصولها إلى السلطة باعتبارها حقا مشروعا، وهي رسالة مهمة إلى الداخل الأفغاني والخارج.
وتشير سرعة تقدم “طالبان” إلى أن السبب هو انهيار الحكومة أكثر من كونه تمردًا سياسيًا فعالًا.
وفي كثير من الحالات، اختفى المسؤولون المحليون والقوات المحلية ببساطة أو سلموا السلطة مباشرة إلى طالبان، وهو نمط تكرر إلى حد كبير في الخطوة النهائية بالاستيلاء على كابل.
ويرى التحليل أنه في الوقت الذي تتطلع فيه “طالبان” لإضفاء الطابع الرسمي على سيطرتها على أفغانستان وتسعى إلى شرعية محلية ودولية، فإن الوضع يطرح العديد من الأسئلة خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، فيما ستشكل إجاباتها المرحلة التالية من الوضع الأفغاني.
بعد انهيار قوات الأمن الأفغانية، فإن هناك أسئلة مثل: أين ستذهب هذه القوات وأين أسلحتهم؟ هل سيفرون من أفغانستان أم سيغيرون انحيازهم أم يعودون فقط إلى انتماءاتهم العرقية والقبلية، فيما قد يمثل نواة للعديد من الميليشيات المحلية؟
يشار إلى أن سيطرة “طالبان” على معظم أفغانستان كانت نتيجة انهيار قوات الأمن الأفغانية، وليس بالضرورة هزيمتهم.
وما تزال أفغانستان مجتمعا عرقيا وقبليا معقدا له مصالح محلية، وتتطلب السيطرة عليه على المدى الطويل نفوذا كبيرا وقدرة عالية على استخدام القوة.
وإذا احتفظ جنود الشرطة بأسلحتهم ونقلوا ولاءاتهم من الدولة إلى قبائلهم وميليشياتهم، فإن هذا يمثل تحديًا لـ”طالبان” مما ينذر بحدوث حرب أهلية، كما قد تمثل هذه الميليشيات المحلية أداة يمكن استغلالها من قوى خارجية لتقويض استقرار “طالبان”.
أيضًا، ماذا عن نوع التسوية التي سيتوصل إليها “كرزاي”، و”عبد الله عبد الله” ورئيس الوزراء السابق “قلب الدين حكمتيار” مع “طالبان”؟
وهل ستسعى “طالبان” في محاولاتها لكسب الشرعية المحلية والدولية، إلى الحفاظ على جوانب البيروقراطية الحالية أو تقديم تنازلات سياسية للقادة المحليين الأقوياء لتجنب حرب أهلية مطولة؟
كما تختلف المهارات المطلوبة للتمرد عن تلك المطلوبة للحكم، وقد تجد “طالبان” نفسها تكافح للحفاظ على تماسكها الداخلي وإدارة المشهد المعقد لأفغانستان.
وإذا أرادت “طالبان” الاعتراف الدولي والانخراط في تجارة محدودة على الأقل مع جيرانها، فسوف تحتاج إلى بيروقراطية وظيفية.
وإذا توصلت الحركة إلى ترتيبات لتقاسم السلطة فقد تمنحها إمكانية الوصول إلى قوة عاملة مدربة وتقلل احتمال حدوث تمرد مناهض لـ”طالبان”، لكنها ستتطلب أيضا تنازلات سياسية إضافية من “طالبان”.
وأيضًا، هل ستسهل “طالبان” الإجلاء السلمي للأجانب من كابل بعد إتمام نقل السلطة؟ إذا كانت تسعى للحصول على شرعية، فقد تفعل ذلك.
ومع ذلك، من غير الواضح إن كان لدى “طالبان” السيطرة الكاملة على جميع قواتها ومقاتليها، وقد تكون هناك مساع لاستغلال الأجانب العالقين في أفغانستان.
وما هي الدول التي من المحتمل أن تعترف بالحكومة التي تقودها “طالبان”؟ وهل أدى تواصل “طالبان” مع بكين وموسكو وطهران والخليج إلى تمهيد الطريق لاعتراف رسمي، أو حتى غير رسمي؟
أرسلت باكستان إشارات متباينة، لكن الحتمية الواضحة لسيطرة “طالبان” قد لا تترك خيارًا لإسلام أباد وجيران أفغانستان الآخرين سوى التعامل مع “طالبان”، حتى لو لم تمنحها الاعتراف الدبلوماسي الرسمي.
وإذا اعترفت الصين أو روسيا بـ”طالبان”، فسيكون فوزا كبيرا للحركة، حيث لم يعترف أي عضو دائم في مجلس الأمن في الأمم المتحدة بأول حكومة لها في أواخر التسعينيات.
ومن المهم بشكل خاص مراقبة موقف الصين في هذا الصدد، فقد انخرطت بكين مع “طالبان” وأوضحت مطالبها من أي حكومة مستقبلية؛ وهي رفض إيواء المسلحين الإيجور، وحماية المصالح التجارية والبنية التحتية الصينية، والحد من انتشار التشدد عبر الحدود إلى وسط أو جنوب آسيا لضمان عدم عرقلة مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وقد تعترف بكين بـ”طالبان” مخالفة لرغبة القوى الغربية، كما سبق للصين الاعتراف بالقيادة العسكرية الجديدة في ميانمار، حيث قبلت فعليا الجيش كحكومة شرعية.
ولكن في حين أن الاعتراف الدبلوماسي الصيني سيكون اختراقًا كبيرا تحققه الحركة، إلا أنه سيتطلب من “طالبان” ممارسة المزيد من التأثير أو السيطرة على العناصر المتشددة الأجنبية داخل أفغانستان، وهو أمر قد لا تتمكن من القيام به بشكل كامل.
تحدي “الدولة الإسلامية”
ويتساءل التحليل حول ما هي الآثار المترتبة على الجماعات المسلحة الأخرى في أفغانستان، وهي “القاعدة” و”الدولة الإسلامية – ولاية خراسان”؟ وتشير بعض التقارير غير المؤكدة إلى أن “طالبان” أطلقت سراح العشرات من السجناء، بما في ذلك بعض أعضاء “الدولة الإسلامية”.
ولطالما استغلت “طالبان” المقاتلين الأجانب من أجل قضيتها، وآوت في الماضي مسلحين أجانب، ومع ذلك، فقد حاربت أيضا صعود “الدولة الإسلامية” في أفغانستان، حيث رأتها مركز قوة منافسا.
ومع اجتياح العديد من السجون وإفراغها وكذلك حوادث الهرب من السجون، لن تطلق “طالبان” فقط سراح المقاتلين الخاصين بها، وإنما يحتمل أن تخرج المقاتلين المنافسين لها أيضًا.
ويرى التحليل في الأخير أنه إذا كانت “طالبان” جادة في رغبتها للحصول على بعض الاعتراف الدولي، أو على الأقل الإقليمي، فسيتم إجبارها على التحرك بسرعة في كبح جماح المقاتلين الآخرين. وسيفاقم ذلك الاضطرابات المحتملة التي يرجح أن تعصف بأفغانستان في المرحلة التي تنتقل فيها “طالبان” من التمرد إلى الحكم.
قرأت المقال اعلاه ولم أجد غير سيناريو واحد يتكرر عبر طرح أسألة تتعلق بأبعاده وبالتكتيكات التي سيتم تبنيها لتحقيقه..
السيناريو الوحيد اعلاه هو سيطرة طالبان على أفغانستان بشكل كلي كقوة مسلحة وكفكر عقائدي والخضوع لهذخ الحقيقة دون وجود في وسائل ضغط خارجية لتخفيفه..
اما المسكوت عنه حقا هو حسب رأيي هو التوجهات الجهادية لطالبان ولبناتها القاعدة وداعش في المستقبل.. لان السيطرة هلى أفغانستان سيؤمن لها قاعدة خلفية واسعة للانتشار في الجوار وممارسة عقيدتهم التكفيرية لانهم لن يتقفوا عند حدود افغانستان خاصة في قد انتصروا على اكبر قوة عسكرية في العالم..
المراكز الإستخبارية، الكلاسيكية تجاوزتها الأحداث و التطور التكنولوجي ونظم تحليل البيانات.
كمهندس بإحدى الشركات العملاقة بالغرب، أأكد للمهتم العربي الذي تتلاعب به وسائل إعلام تائهة في فهم الحقائق. أن إدارة بايدن تستكمل ما بدأته الإدارة السابقة. هدف أمريكا هو إستعمال المقاتلين الأفغان ضد الصين، بالضبط كما تم استعمالهم ضد السوفييت في القرن الماضي؛ وذلك لن يكون ممكنا لو استمرت الحكومة الأفغانية في السلطة. أحد الأدلة على هذا الطرح هو التسليم المباشر لكل المدن لطالبان و سماح أمريكا لعتاد الجيش الأفغاني للوصول بسهولة لطالبان. و الحديث المستمر عن حرب أهلية قادمة بأفغانستان؛
اتفق معك اخي % الحرب العالمية الثالتة سيكون مصدرها الصين .
لا يستبعد ان امريكا تلعب لعبة قذرة تثير من خلالها الفتنة في افغانستان تؤدي الى حرب اهلية باستخدام ابن مسعود ونائب الرئيس الذي اعلن انه الرئيس الشرعي بعد هروب رئيسه
الخلاف بين طالبان اصحاب المذهب الحنفي والمتعصبين له ايما تعصب وتنظيم القاعدة وداعش ليس تنافسيا كما ذكر في المقال بل هو اختلاف عقائدي.