مرونة «قطرية» وهوس دبلوماسي لإنتاج «تزاوج» بين المبادرة المصرية ومقترحات المقاومة… و«تباين» بين حماس الداخل والخارج… ولا حل بدون القاهرة

عمان ـ «القدس العربي»: «تكييش» العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكل تفصيلاته ونتائجه سياسيا هو العنوان الأعرض لسلسلة من الحملات والصراعات الدبلوماسية العنيفة التي دارت خلال الساعات القليلة الماضية ولا زالت تدور في عواصم المنطقة وسط «تطور لافت» في اللحظات الأخيرة في تصور مستجد يحاول «التجسير» مجددا بين المبادرة المصرية للتهدئة والجهد الدبلوماسي القطري المرن والمكثف.
وزير الخارجية القطري خالد العطية وجه الرسالة الأولى في سياق «مرونة قطرية» بالخصوص عندما أعلن خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة مساء امس الأول ان بلاده ليس لديها «مبادرة» وإنما تسعى لإنصاف الشعب الفلسطيني.
ملاحظة العطية لها علاقة بضغوط مارسها بان كي مون بعنوان «التجسير» بين الجهدين القطري والمصري ليس على أساس التنازع والصراع ولكن على أساس نظرية مبسطة تطرحها أطراف فلسطينية تتحدث عن «إستحالة» الإنتقال دوليا لمستوى إنفاذ أي مبادرة تهدئة بدون مصر بحكم موقعها الجيوسياسي.
مقترحات «التزاوج» بين الدوحة والقاهرة في السياق الفلسطيني ولو+ لأغراض مرحلية متصلة فقط بالعدوان الإسرائيلي دفعت على الأرجح بوزير الخارجية الأمريكي للتوقف في القاهرة أمس الإثنين مباشرة بعدما ابلغ الرئيس باراك أوباما حسب محطة «الجزيرة» بنيامين نتنياهو انه سيوفد كيري لأغراض البحث في تثبيت وقف إطلاق النار.
في الأثناء تحركت الرئاسة الأردنية لمجلس الأمن الدولي وبقرار مباشر ومرجعي بإتجاه عقد جلسة باسم المجموعة العربية فجر أمس الإثنين على أمل إصدار بيان يوفر الغطاء اللازم لأي خطة مبادرة جديدة تعيد او تسمح بإعادة إنتاج مبادرة 2012.
المواقف تبدو معقدة جدا وللغاية فالمرونة القطرية في حاجة ملحة وفقا لخبير متخصص بالملف الفلسطيني تجاوز المؤسسة المصرية تحديدا «للسياق النفسي» المتعلق بالخلافات القديمة مع قطر وتركيا وحماس حول خريطة المسلمين وهي مسألة بدأت تضغط على القاهرة بفعل الإعلام الإسرائيلي الذي سلط الضوء مرارا وتكرارا وبدون إرادة مصرية على مسألة «الضوء الأخضر» من القاهرة لتصفية حركة حماس.
أصدقاء القاهرة من الجانب الخليجي والفلسطيني يضغطون الآن بإتجاه «تعديلات» محتملة تسمح بمغادرة المأزق الحالي المعقد وحركة حماس وتحديدا «قيادة الداخل» تبدو «مرنة أكثر» من جانبها لإستقطاب مظلة مصرية لأي إتفاق سياسي تجلبه التهدئة المقترحة إقليميا ودوليا.
وقد عبر مساء أمس الأول القيادي محمود الزهار عن هذا الخط حرصا كما تفيد أوساط حماس نفسها على التعاطي مع الواقع الموضوعي والجيوسياسي وللحفاظ على «الشراكة المنتجة» عمليا مع حركة الجهاد الإسلامي التي تتخندق بدورها حول فكرتها بعدم وجود إمكانية من أي نوع لتنظيم اي مبادرة بدون المصريين.
نقاط متعددة فيما يبدو قفزت إلى الواجهة صباح أمس الإثنين تدل على وجود «تباين» في الرأي بين حماس الخارج والداخل تحت إطار التوظيف الأمثل المنجز على الأرض.
وهي خلافات من الواضح أن لها علاقة مباشرة بمستوى الإقتراب من المبادرة المصرية بدون التضحية بالإسناد القطري والتركي.
في الأثناء يبدو أن الإعلام المصري وفي طريقة إحتفاظه بمشاعره السلبية التحريضية ضد حركة حماس أصبح عبئا على الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه الذي أصدر توجيها حسب معلومات «القدس العربي» بتعديل في خطاب الإعلام الحليف فيما يختص بإسرائيل والعدوان نفسه.
في السياق المصري تقدم القاهرة لمن يستفسر «تبريرات أمنية « خالصة للتساؤلات حول الإجراءات التي تقفل معبر رفح تماما ولا تسمح عبره وحوله بنشاطات تضامنية.
وهي تبريرات تتعلق بقراءة «الجيش الثاني المصري» لمسار الأحداث في سيناء المجاورة حيث يرى المصريون ان فتح معبر رفح يمكن أن يخلط الأوراق ويقلص من الإنجازات في خاصرة سيناء.
مراقبون مختصون يرون ان الحاجز النفسي المصري الرسمي تجاه حماس والمبالغة في المخاوف الأمنية من تأثر سيناء بفتح المعبر من العوامل التي تسيء للدور القومي لمصر ولحكم الجنرال السيسي والرهان بهذه الحالة على عودة النشاط الدولي للقاهرة.
وهي مرحلة يفترض ان تبرز مباشرة حسب تفاهمات بان كي مون، بعد الحوارات الدبلوماسية المرنة التي إستضافتها الدوحة خصوصا وان خالد مشعل يزور الكويت في الوقت الذي لم تصدر فيه بعد عن السعودية اي ردة فعل من أي نوع خلافا لتأييد الملك عبدالله بن عبد العزيز للمبادرة المصرية.

بسام البدارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فوكاش:

    غير مقبول بتاتاً
    ١- حصار مصري خانق لسبع سنوات أخرى
    ٢- ثلاث حروب إسرائيلية أخرى إلى أفق ٢٠٢١

  2. يقول abu salem-USA:

    يا للعار على كل النظام العربي الهزيل سوف يدفعون الثمن من شعوبهم

  3. يقول أبو أشرف:

    الدم المصري ليس أرخص من الدم الفلسطيني .. ومن واجب الرئيس القائد السيسي أن يحمي وطنه وجيشه وجنوده

  4. يقول الصابر عربي:

    لقد زعموا أن السيسي هو خليفة عبد الناصر. ولا بد أن جمال يبكي في قبره حسرة على مصر وعلى إعلام مصر. لقد ارتكب الإخوان المسلمون في مصر خطايا كثيرة وأجهضوا الثورة المصرية، ولكن أكبر خطاياهم هي أنهم جاؤوا بالسيسي من تحت الأرض ومهدوا له الطريق بقصر نظرهم لتصل مصر إلى هذا الدرك

إشترك في قائمتنا البريدية