مريم الخرابشة: أردنية ترسم مستقبلها بلوحات البورتريه

حجم الخط
0

 السلط – الأناضول: تتحقق أقصى درجات الإبداع عندما يتميز الإنسان بموهبة اكتسبها بنفسه، وأتقنها بأعلى درجات الاحتراف، دون أن يكون لأحد دور في ذلك، كما فعلت الأردنية مريم الخرابشة، بعد أن استطاعت أن تفرض نفسها بإجادتها لفن صعب ويحتاج إلى دقة متناهيه يتمثل برسم «البورتريه».
الخرابشة (24 عاما)، تحدت ظروف الحياة الصعبة، لتتمكن من إكمال دراستها الجامعية بتخصص الكيمياء، مستعينة بعشرات اللوحات من «البورتريه»، لتصبح مقصدا للراغبين برسم صورهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن وصل إنتاجها لما يزيد على 90 لوحة فنية.
ويعتبر فن البورتريه أحد أنواع الرسم التي ينظر إليها الفنانون على أنه معقد، لاعتماده على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه، ويعود تاريخه إلى آلاف السنين، ويطلق عليه «فن التعبير عن الشخصية». التقينا الشابة الأردنية في مسقط رأسها في مدينة السلط غربي العاصمة عمان، واستمعنا إلى مراحل تعلمها لذلك الفن، وكيف استطاعت من خلالها أن تكون مُنتجة في مجتمعها.
تقول مريم: «تعلمت هذا الفن بمفردي قبل 7 سنوات، وكنت وقتها بالصف الثامن».
وتابعت «اكتشفت مقدرتي على ذلك، أثناء رحلة مدرسية إلى محافظتي عجلون وجرش (شمال البلاد)، ومررنا برسام يرسم بالطريق العام، فازداد إعجابي وتولدت الفكرة لدي».
وأوضحت «أنا لا أتبع لأي مدرسة بالرسم، وأرسم بأصناف متعددة، ولكن وجدت أن لدي ميولا أكثر باتجاه البورتريه». ووصفت هذا الفن بأنه «رسم واقعي لأشخاص باستخدام الفحم والرصاص، وهذا النوع من الفن يتميز بأنه يركز على الملامح بشكل كبير، بحيث يبين تفاصيل أعضاء الوجه بشكل دقيق جدا».
وعن الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال هذا النوع من الفن، قالت «حالتي هي أهم رسالة، كوني تعلمت دون معلم، فهذا تأكيد بأن الفن لا يحتاج إلى معلم، وإنما إرادة داخلية تظهر قوتها على اللوحات، وهو موهبة مكتسبة يستطيع أي شخص أن يملكها ويتمتع بها».
وفي ما يتعلق بالتحديات التي واجهتها، أشارت «حقيقة لم أكن أعلم مسبقا بأسعار المواد المستخدمة في عملية الرسم، وهي مرتفعة الأثمان نوعا ما»
واستدركت «كما أنني أيضا واجهت مشكلة بالتسويق، فهذا النوع من الفن يحتاج إلى ذواقين يدركون أهميته واختلافه عن باقي الفنون الأخرى».
وأردفت «الفن عزز ثقتي بنفسي، حيث وجدت فيه طريقة لأعبر فيها عما يدور بداخلي، وفتح لي الكثير من الأفاق صوب التعامل مع العديد من الأشخاص».
أما المواد المستخدمة، فقالت إنها «أقلام رصاص، وفحم، وبودرة فحم وهي التي تستخدم لملئ الفراغات الكبيرة داخل الصورة، وممحاة، ومدعكة وهي أداة تستخدم لتسييل خطوط الرصاص».
و مُتفاخرة بإنجازاتها، قالت «من خلال هذا الفن تمكنت من رسم عشرات اللوحات، وتوفير تكاليف دراستي الجامعية، وقد بلغ عدد اللوحات التي رسمتها من هذا النوع (البورتريه) نحو 90 لوحة».
وأوضحت أن «اللوحات تكون بثلاثة أحجام، الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وأسعارها تبدأ من 15 دينار (21 دولارا) وتنتهي ب 25 دينارا (35 دولارا)».
وعن حجم الإقبال والتفاعل، أشارت إلى أن «الإقبال جيد نوعا ما، وأكثر من يقصدونني هم فئة الشباب ذكورا وإناثا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية